فور عودته زار الرئيس الحريري ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسط بيروت، وقرأ الفاتحة على ‏روحه… والأنظار تتجه الى ما ستؤول إليه الأوضاع في البلد، الذي يتحضر، من أقصاه الى أقصاه لإحياء الميلاد ‏المجيد، وما يمكن أن يخلص إليه اللقاء المقرر بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد ‏الحريري، وهو اللقاء الذي ينتظره اللبنانيون عموماً ويأملون أن يخلص الى نتائج إيجابية ترفع العراقيل المصطنعة ‏من أمام ولادة الحكومة العتيدة، خصوصاً بعد جولات الاستشارات التي أجراها الرئيس عون مطلع الاسبوع الماضي، ‏مع سائر الأفرقاء اللبنانيين‎…‎ 


وإذ غاب عن القصر الجمهوري يوم أمس، أي نشاط سياسي معلن، فقد شارك الرئيس العماد عون واللبنانية الأولى ‏السيدة ناديا الشامي عون في افتتاحية "تساعية الميلاد" التي أقيمت مساء أول من أمس في الجامعة الانطونية - بعبدا، ‏وترأس الرتبة التساعية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، بحضور حشد سياسي وأمني وعسكري وروحي.. ‏كما أقامت اللبنانية الأولى احتفالاً ميلادياً في القصر الجمهوري لأولاد العاملين في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ‏ولواء الحرس الجمهوري‎.‎
‎ ‎
لقاء عون - الحريري
الى ذلك، وعلى ما ورد سابقاً، فإنّ الأنظار عموماً تتجه الى لقاء الرئيسين عون والحريري تمهيداً لإيجاد مخرج من ‏الأزمة الحكومية وما سيؤول إليه في ضوء جوجلة الأفكار والإقترحات التي سادت الاستشارات الرئاسية، والمواقف ‏المتباينة التي أعقبت ذلك، والصادرة عن العديد من الافرقاء المعنيين بحلحلة ما تبقى من عقد… وفي هذا، أشارت ‏مصادر لـ"الشرق" أنّ المشاورات التي أجراها الرئيس العماد عون وما أعقبها من مواقف، لم توفر مناخاً ايجابياً ‏كافياً…" وهو (أي الرئيس عون) أبدى استياءه من انسداد الافق أمام محدلة مساعيه لإحداث خرق ايجابي في جدار ‏العقدة المتبقية، والمتمثلة بتوزير "نواب السنّة المستقلين" بأحدهم في الحكومة العتيدة‎.‎
‎ ‎
ليست سهلة
وقد لاحظت المصادر "ان لدى الرئيس العماد عون، قلق جدي ازاء المخاطر والتحديات التي تواجه لبنان، وعلى ‏العديد من المستويات، وصلت الى حد الإفصاح عما في صدره، امام زواره قائلاً: "المسألة ليست سهلة، ولا بسيطة ‏ليتم التعامل معها على هذا القدر من الخفة أو التعنّت.."، فالضغوط التي يتعرض لها لبنان هائلة، والمخاطر التي تهدده ‏لا يمكن الاستهانة بها، أو الوقوف أمامها مكتوفي الأيدي‎…".‎
‎ ‎
عين التينة.. آثار سلبية
اللافت، ان داء الاستياء، مما جرى ويجري، لم يكن بعيداً عن عين التينة، وما آلت إليه قراءات الرئيس نبيه بري، ‏بحسب ما نقل زواره، يفيد "ان عدم التجاوب مع الجهود التي بذلها ويبذلها رئيس الجمهورية، واصطدامها ببعض ‏اللاءات، كان له آثار سلبية بالغة‎…‎
ونقل أحد النواب عن الرئيس بري قوله: "أنا لا أستطيع، أمام هذا الواقع إلاّ أن أكون مستاءً، بل أكثر من مستاء، وإلى ‏الحد الأقصى… فقد أصبح الوضع لا يتحمل، ولا يجوز أبداً أن نمضي بهذه الطريقة والبلد يكاد يسقط من أيدينا‎..".‎
‎ ‎
التحديات الاسرائيلية
وسط هذه الأجواء الداخلية الملبدة، وخلافاً لما أشيع أواخر الاسبوع الماضي، فقد واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي ‏حفرياته في العديد من المناطق قبالة الاراضي اللبنانية، وتحديداً في ميس الجبل‎…‎
واللافت أمس، ما نقل عن "قيادات إسرائيلية" حملت الحكومة اللبنانية المسؤولية عن حفر الأنفاق الهجومية من داخل ‏الاراضي اللبنانية‎..".‎
وفي السياق، وازاء ما يواجه لبنان من تحديات وتهديدات، فقد أكد وزير الخارجية جبران باسيل "ان لبنان محمي ‏بجيشه ومقاومته‎..".‎
‎ ‎
اعتصام امام مصرف لبنان
على صعيد مختلف تماماً، وازاء الازمة الاقتصادية - المالية - المعيشية في لبنان فقد اعتصم اتحاد النقابات العمالية ‏والمستخدمين، والحزب الشيوعي اللبناني امام مصرف لبنان في بيروت أمس، وسيّروا تظاهرة باتجاه ساحة رياض ‏الصلح.. وقد أكد رئيس الحزب الشيوعي حنا غريب أنّ: شعارنا هو الدعوة للإنقاذ ونحن ندق ناقوس الخطر‎..".‎