05-12-2018
محليات
وتهدف هذه الخطوة – بحسب إسرائيل – لتدمير الأنفاق التي يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله بناها وهيّأها للحرب المقبلة. وقد قوبل هذا الإجراء باستنفار حزب الله لقواته بشكل مرئي للقوات الإسرائيلية في رسالةٍ واضحة بأنه على استعداد في حال تَدَحْرَجَتْ الأمور نحو الأسوأ.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الراي»، ان «إسرائيل تشعر منذ مدة بأن الأرض تهتزّ تحت أقدامها وأن عملاً ما يَتَحَضّر له حزب الله من خلال الاستعداد للحرب المقبلة. وبالتالي فإن هذا الإجراء هو دفاعيّ ووقائي خوفاً من المفاجآت التي وعد من خلالها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بانتقال المعركة إلى الداخل الإسرائيلي بَدَل حصْرها فقط في لبنان».
وأَقرَّتْ المصادر بأن «أي تدبير أو تحضير لحربٍ مقبلة تراها اسرائيل في الجهة المقابلة أو تشعر بها يسبب قلقاً عالي الوتيرة في تل ابيب يدْفع القيادة العسكرية الإسرائيلية لاتخاذ خطوات مضادة لمعرفة ما يدبّره لها حزب الله، وهو ما يفسر أيضاً التحليق الدائم للطيران من دون طيار فوق الجنوب وأخيراً فوق الضاحية الجنوبية، وبالأخص فوق ملعب الراية وملعب العهد والتلال الرملية المحيطة في المنطقة».
وتعتقد إسرائيل – بحسب المصادر نفسها – «أن حزب الله يخبئ لها مفاجآت صاروخية في هذه المنطقة تحت الأرض، وبالتالي فإن هذه الطائرات تنقل الصور لمختصين لدرس أي تغيير في الطبوغرافيا او حركة التلال الموجودة هناك ومقارنة الصور القديمة بالجديدة».
مما لا شك فيه ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفع سقف التوتر بين لبنان وإسرائيل من خلال ترداده للخطر الذي يمثّله حزب الله عليه، وقد استنجد بالإدارة الأميركية التي أعلنت الشيء عيْنه مستهدفةً حزب الله إعلامياً ومن خلال تكثيف وضع مسؤوليها جزءاً من بيئته على لائحة الإرهاب. حتى خيّل لوهلة أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يعمل كوزير خارجية إسرائيل من خلال تبنيه لكل مواقف نتنياهو ضدّ لبنان وحزب الله.
إلا أن المناخ الذي تَبَلْور بعد حرب الـ48 ساعة في غزة يشير الى أن نتنياهو لا يريد حرباً مع أحد ولا صِداماً مع التنظيمات الفلسطينية ولا مع حزب الله لأن تطور القدرات العسكرية لهذه التنظيمات – على الرغم من القدرات العسكرية الإسرائيلية الضخمة – سيُلْحِق خسائر أكبر من أي وقت بالبيئة الإسرائيلية. وهذه نتائج لا يتحمّلها أيّ رئيسِ وزراءٍ إسرائيلي يفضّل القيام بضربات صاروخية أو جوية أو بعمليات أمنية لـ «الموساد» على المجابهة وخوض حرب طويلة غير محسوبة النتائج.
ويجابه نتنياهو اليوم تهمة الرشوى والاحتيال وخيانة الأمانة والقبول بأمور غير مشروعة وعرْقلة جميع الأدلة تتركز على منح مجموعة «بيزيك» مزايا تنظيمية مقابل الحصول على تغطية إعلامية إيجابية. وبالتالي فإن هذه الحركة العسكرية تستطيع ان تؤخّر قرار المدعي العام الإسرائيلي بتوجيه الاتهام لنتنياهو وزوجته.
إلا أن من غير المستبعد أن تكون القيادة العسكرية قد أوصت «بعملية الدرع الشمالي» سابقاً، وأن توقيت تنفيذها كان بيد نتنياهو الذي استفاد من هذه التوصية لإرسال جنوده إلى الحدود مع لبنان في توقيتٍ يوجِد أجواءَ توتّرٍ تخدمه داخلياً.
أبرز الأخبار