مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار : فتنة "الفراغ والتعطيل" أطلَّت برأسها

03-12-2018

صحف

لعل التعبير الوصفي الأبلغ ورد على لسان الرئيس ميشال سليمان الذي رأى "ان الفراغ وتعطيل الاستحقاقات الدستورية ينتجان الفوضى ‏والاضطراب"، محذراً "من اشعال الفتنة فهي تأكل الاخضر واليابس ولن ينجو منها من افتعلها". هكذا باختصار يمكن وصف المشهد ‏الحالي حيث بدأ الوضع السياسي، كما الاقتصادي، والأمني، يتآكل، في ظل تعطيل وفراغ مستمرين، ما ينذر بتداعيات راوحت تقديراتها ‏الايجابية بين الضغط للاسراع في التأليف الحكومي خوفاً من تفلت متزايد أطل من بعلبك وصولاً الى الجاهلية مروراً بقرى سنية في عكار ‏والاقليم وشوارع بيروتية، ومتشائمين بإمكان الاتفاق في القريب العاجل بما يدخل البلاد في المجهول، وربما المحظور.

 ولكن برز خوف ‏من نوع آخر، هو استغلال "حزب الله" الانقسام الدموي في الداخل الدرزي بعد الانقسام الحاد في الشارعين السني والمسيحي، لفرض واقع ‏جديد كما حصل قبل عشر سنين في 7 أيار 2008. وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" إن قطر اضطلعت بالدور الأبرز قبل عشرة أعوام، ‏أما حالياً فليس من دولة مؤهلة للعب هذا الدور التصالحي، وان جاءت نتائجه منحازة آنذاك. ولا يمكن الأطراف المختلفين في لبنان ان ‏يتفقدا على دولة واحدة ترعى حلاً مقبولاً لدى الجميع، وهو ما يضاعف الأزمة القائمة‎.‎ 


وكانت الاتصالات التي جرت ليل السبت - الاحد، عملت على نزع فتيل الانفجار، فتبدل كلام التهديد والتهويل ‏الذي كان اطلقه الوزير السابق وئام وهاب مساء، محمود أبو دياب الذي سقط في الجاهلية، وبدا واضحاً ان "حزب ‏الله" أخذ مسافة من الخلاف، على رغم محاولة وهاب اقحامه مطالباً بعدم التفاوض معه بل مع السيد حسن ‏نصرالله، فلم يرسل موفديه الى مراسم تشييع، وتجنّب اصدار بيان رسمي في هذا الشأن. لكنه لم يغب عن التعليق ‏بواسطة نائبه نواف الموسوي الذي قال: "صبرنا كثيراً على الإساءة للرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله ‏السيد حسن نصرالله في الشوارع وعلى شاشات التلفزة، فلماذا لم تقم الأجهزة الأمنية بأي عمل، ولماذا لم تحضر ‏‏20 آلية و20 مدرعة وحوالى 200 مسلح لتعتقل من كان يشتم، وماذا كان يعمل المدعي العام لإصدار مذكرة، ألم ‏يكن يسمع في بيته الشتائم التي كانت تطال رئيس مجلس النواب، فهل يجب أن نشتم نحن في هذا البلد ويتآمر علينا ‏ونضطهد، وفي النهاية يجب أن لا نتحدث بأي شيء، وهل هناك فقط جنس معين في هذا البلد هو من يجب أن لا ‏يقترب منه أحد، وإلا المفروض أن يسيل الدم للركب، فبالأمس قتل أحد الشباب، فلو أن العملية استكملت وأصبح ‏هناك مجزرة، فمن كان يمكنه أن يخرج لبنان من أزمته، ولكن نحن من أنقذ لبنان كالعادة‎".‎ 


وفيما غابت المقار الرئاسية الثلاث عن التدخل المباشر أو اصدار بيانات رسمية في هذا الشأن، تضاربت المواقف الوزارية الرسمية. فأعلن ‏وزير العدل سليم جريصاتي أن "تحقيقاً كاملاً سيجري في القضاء لأحداث الشوف وصولاً الى ما جرى في الجاهلية وسقوط المرحوم محمد ‏أبو دياب قتيلاً، كما سيجري تقويم قانوني دقيق للإجراءات المتخذة، والمساءلة القانونية والقضائية لن تستثني أحداً في دولة القانون التي ‏ليس فيها أحد مهما علا شأنه خارج المساءلة وفقاً للأصول". واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق ان "كل عسكري ورتيب وضابط في ‏قوى الأمن الداخلي هو بطل في دفاعه عن الدولة والقانون. وصغائر الكلام لم ولن تنتقص من هؤلاء الأبطال". وأفاد أن "بيان قوى الأمن ‏الداخلي يستند إلى تدقيق مسؤول في مهمة محددة قانوناً وواضحة لجهة أن إطلاق النار العشوائي من قبل مسلحين في الجاهلية هو الذي ‏أدى إلى إصابة أبو دياب في خاصرته ومن ثم وفاته في المستشفى". وأكد ان "الرئيس الحريري لن يتراجع عن صلابته الدستورية في ‏تشكيل الحكومة ولن يعتذر عن مهماته ولو وصلت الضغوط إلى قمم الجبال‎".‎ 


وقد عمد شبان الى إشعال إطارات عند مستديرة العبدة على الطريق الدولية المنية - عكار تضامناً مع الرئيس الحريري ومع شعبة ‏المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وقطعوا الطريق بعض الوقت. وفي بعلبك، أضرم أشخاص من آل جعفر النار في حاجزين للجيش ‏اللبناني كان قد أخلاهما الجمعة بعد العملية التي نفذها بحثاً عن مطلوبين‎.‎ 


حكومياً، لم تنقطع حركة الاتصالات، لكنها تبدو في الثلاجة بعدما طغت عليها المستجدات الأمنية. وأفاد مصادر قريبة من الوزير جبران ‏باسيل ان مبادرته لم تنته، وثمة أفكار لا تزال قيد البحث. أما البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فقال في عظته أمس: "يكفي ‏أن نفكر بفشل الأفرقاء السياسيين وعجزهم عن الاتفاق على تأليف الحكومة الجديدة منذ ما يزيد على ستة أشهر، وليس في الأفق بصيص ‏أمل، طالما أن كل فريق ما زال أسير مطلبه وموقفه على حساب هذه المؤسسة الدستورية، وعلى حساب الاقتصاد الذي يتراجع، والشعب ‏الحائر والقلق والفقير، والوحدة الداخلية التي تتفكك. فلسنا نفهم لماذا لا يصار إلى تشكيل حكومة حيادية مصغرة قوامها شخصيات معروفة ‏ومحترمة وقادرة‎ ‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.