30-11-2018
محليات
وادي المرسى، بين الفنيدق وميناء طنجة الجديد؛ وشاطئ سيدي عبد السلام، بين تطوان وأزلا؛ وشاطئ وادي لاو؛ وشاطئ جنانيش، بين وادي لاو وجبهة بالقرب من تطوان؛ وأماكن أخرى قريبة من شاطئ العرائش. أكدت مصادر مغربية حاورتهم صحيفة “abc” الإسبانية، أن هذه النقاط هي مناطق رئيسية في شمال المغرب التي تخرج منها حمولات الحشيش نحو إسبانيا.
وأوردت هذه المصادر أنه “يشرف على كل من هذه المناطق الرئيسية مسؤول خاص عن كل الجيب، كما تعمل شبكات تهريب الحشيش مع ضمان الإفلات التام من العقاب، ولا يتعرضون للإزعاج من قبل أي طرف”.
وأضافوا أنه “يتم التدخل فقط عند ورود شكاوى، وخلافاً لذلك، يتم الحفاظ على الوضع الراهن السائد في هذه المناطق “.
لا يعد الوصول إلى وادي المرسى بالأمر السهل. وتعد هذه المنطقة عبارة عن مجموعة من المنازل التي تم تشييدها فوق تلة تنتهي بشاطئ صغير، ويمكن الوصول إلى هذه المنازل عبر طريق معبدة بشكل سيء وتنتهي بمنحدر عميق.
وفي منتصف الطريق الرابطة بين الطريق الرئيسية وهذه النقطة، توجد ساحة. في هذا الصدد، أشار أحد المصادر إلى أنه “عندما يبدأ تجار المخدرات في تحميل الحشيش نحو القوارب، عادة خلال الفجر، تجوب العديد من السيارات التابعة للمنظمة المسيطرة على المنطقة، في المكان بهدف منع وصول أي مركبة دخيلة إليه. في هذه المنطقة، يعلم الجميع بما يحدث يومياً، بمن في ذلك الشرطة. لكن، يسمحون لتجار المخدرات بالإفلات التام من العقاب”.
وفي هذه المنطقة أيضا، توجد ثكنة صغيرة تابعة للدرك، تتمثل مهمتها في مراقبة تجار المخدرات. في منطقة وادي المرسى التي تتميز بجمال طبيعي هائل، تخصص بعض أفضل المنازل لتخزين كميات كبرى من الحشيش وأصبحت بمثابة مستودع لها. وتعتبر هذه المنازل بمثابة “الحضانة” وتتميز بجدرانها العالية ومرائبها الكبيرة، وتقع على بعد أمتار من البحر.
وتساءل أحد المصادر مشيراً إلى المنازل المشبوهة: “توجد دراية واسعة بأماكن المنازل التي تحولت إلى مستودعات للحشيش، كما يعرف بدقة المكان الذي تخزن فيه المخدرات. لكن، لماذا لا يتحرك أي طرف ضدهم؟”.
خلال الليالي التي يتم خلالها تهريب الحشيش، العمليات التي عادة ما تكون في غاية السرعة، تفتح أبواب هذه المنازل ويتم الانتهاء من المهمة في وقت وجيز.
وفي مرحلة أولى، تحمل السيارات الحشيش إلى الشاطئ، ليتكفّل الحمالون بباقي المهام. وتجدر الإشارة إلى أنه انطلاقاً من الطريق المعبدة، لا يمكن رؤية الجزء الرملي، العامل الذي يضمن لتجار المخدرات العمل بسرية تامة.
وبعد وقت قصير من إبحار القوارب نحو الشواطئ الأندلسية، وخاصة نحو قادش، حيث يوجد أشخاص في الانتظار لتفريغ الحمولة، يتم الانتهاء من هذه المهام في غضون دقائق. وهكذا دواليك، تواصل عجلة هذا العمل الذي يدر أرباحاً طائلة في المضي قدماً.
دون أي شك، لا تمنح الثقة أبداً للغرباء في وادي المرسى. ومن الواضح أيضاً أن هذا المكان ليس مخصصاً للسياح. وعند التجوّل في المنطقة، يتولد شعور لدى الزائر بأن شخصاً ما يراقبه. وتعد هذه التجارة مورد رزق عدد كبير من الأشخاص الذين يعيشون في هذا المكان.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار