مباشر

عاجل

راديو اينوما

الشرق الأوسط : أفكار باسيل لحل عقدة الحكومة باتت في عهدة بري ‎"‎المستقبل" في ردها على حملة "حزب الله" ضد الحريري ووالده: أبواق هدفها تعطيل التشكيل

28-11-2018

صحف

 انتقل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل إلى المرحلة العملية من مبادرته لحلّ أزمة تمثيل "نواب سنة 8 آذار" في ‏الحكومة، في وقت رأت فيه "كتلة المستقبل" النيابية أن هدف الحملة الأخيرة من قبل "حزب الله" وحلفائه، ضدّ رئيس الحكومة المكلّف ‏سعد الحريري ووالده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري "تعطيل أي إمكانية لخرق الجدران المسدودة أمام تأليف الحكومة‎".‎ 



وشدّد باسيل بعد لقائه بري على عدم اقتناعه بوجود قرار خارجي أو سياسي داخلي بعدم تأليف الحكومة، مؤكداً أن "المهم هو أن تتألف ‏حكومة منتجة". وقال: "للمرة الأولى أنتقل بشكل عملي إلى الأفكار وهي كثيرة، وتحدثت بـ3 أفكار مع الرئيس بري، لكن الأمر مفتوح، ‏والأهم الاتفاق على المبادئ". وجدد قوله: "لسنا معنيين بالمشكلة الحكومية، ولا صفة لي سوى المساعدة، ونحاول التوفيق بين الفرقاء، ‏وسنستمر بدورنا بهذه الخلفية، ولا يُدخلنا أحد في أدوار أخرى". وأكد باسيل "أن الحل يجب أن يكون عادلاً، ولا يمكن تشكيل حكومة ‏بالفرض أو الرفض، بل بالقبول والتوافق، ولهذا اسمها حكومة وحدة وطنية‎".‎ 


ولفتت مصادر مطّلعة على المشاورات الحكومية لـ"الشرق الأوسط" إلى أن الأفكار باتت في عهدة بري، وقد طلب بعض الوقت ليدرس ‏كيفية البحث بها مع المعنيين، مشيرة إلى أنه حتى الآن لا يمكن معرفة كيفية التفاعل معها، مع تأكيدها في الوقت عينه على أن الحل لن ‏يكون من حصّة رئيس الجمهورية‎.‎ 


بدورها، أوضحت كتلة "لبنان القوي" (التيار الوطني الحر)، أن المسعى الذي يقوم به باسيل هو للمساعدة والوصول إلى حل "ونحن لسنا ‏طرفاً بالمشكلة، بل المسعى هو لحلّها ونطمئن بأن تصريف الأعمال لن يطول". واعتبرت "أن الإرادة اللبنانية هي الأساس، وهناك أكثر ‏من فكرة للحل"، داعية إلى "إيقاف عملية التهويل بالملفين المالي والاقتصادي، وباستعادة المؤسسات والثقة، إذ يمكن حلّ المشكلات من ‏الكهرباء ومكافحة الفساد‎".‎ 


أتى ذلك في وقت لم يلقَ نواب "اللقاء التشاوري" الذي يضم "نواب سنة 8 آذار"، رداً من قبل الحريري على طلب لقائهم، وذلك بعدما سبق ‏لمصادر الرئيس المكلّف أن اعتبرت أنه لا فائدة من لقائهم، فيما سجّلت حملة من قبل نواب في "حزب الله" وشخصيات محسوبة على فريق ‏‏"8 آذار" ضد الحريري ووالده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري‎.‎ 


ولاقت هذه الحملة ردود فعل مستنكرة، فاعتبرت "كتلة المستقبل" النيابية "أن الأبواق التي تتحامل على الرئيس الحريري لا وظيفة لها إلا ‏تعطيل تشكيل الحكومة‎".‎ 


وشجب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، النائب السابق وليد جنبلاط، الحملة على الحريري منتقداً في الوقت عينه "حزب الله‎" ‎من دون أن ‏يسمّيه. وكتب على "تويتر" قائلا: "شريكنا في الوطن مع حلفائه، مثل الرجل الآلي لا عواطف له ولا تقدير له مع الأسف لأي شيء، حتى ‏لو أدى الأمر إلى التدهور الاقتصادي. هكذا تبدو الصورة على الأقل"، مضيفا: "وإذ أرى تلازم المسارات من العراق إلى لبنان، مروراً ‏بسوريا، أجدد دعوتي إلى التسوية وأشجب التشهير بالشيخ سعد الحريري. الحكومة أولوية‎".‎
وأدانت "كتلة المستقبل" النيابية "التطاول على رئيس الحكومة المكلّف وحملة الافتراءات على الرئيس الشهيد الحريري"، وقالت بعد ‏اجتماعها الأسبوعي: "الأبواق التي تتولى أمر عمليات مشبوهة بالتحامل على الحريري هي وليدة العقول المريضة التي لا وظيفة لها ‏سوى تخريب الاستقرار وتعطيل أي إمكانية لخرق الجدران المسدودة أمام تأليف الحكومة‎".‎ 


ودعت الكتلة "كل القوى السياسية إلى العودة إلى الأصول في تأليف الحكومات والتوقف عن المحاولات المشبوهة لمحاصرة الصلاحيات ‏المنوطة دستورياً بكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف‎".‎ 


وكان النائب في "حزب الله" وفي "اللقاء التشاوري" الوليد سكّرية، اتّهم الحريري بالمحاربة "لنصرة المشروع الأميركي والإسرائيلي في ‏المنطقة"، فيما انتقد زميله في الكتلة نفسها حسن فضل الله، السياسة الاقتصادية منذ العام 1992. في إشارة إلى الحريري الأب. وقال: ‏‏"ندفع اليوم ثمن السياسة المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية للنهج الذي بدأ منذ العام 1992 وعنوانه الأبرز هو الاقتراض، ما ‏تسبب بتراكم الدين العام، فضلاً عن الهدر وعدم وضع سياسة اقتصادية تلائم لبنان‎".‎
ولاقت الحملة ضد الحريري ردود فعل مستنكرة أيضاً من الشارع، حيث سجّل قطع طرقات في مناطق محسوبة على "تيار المستقبل‎".‎ 


وشهد مساء أمس قطع طريق قصقص باتجاه طريق المطار في بيروت من قِبل بعض المحتجين؛ ما استدعى تحويل السير إلى الطرقات ‏الفرعية، وذلك بعدما كانت مجموعة من مناصري "تيار المستقبل" قطعت مساء أول من أمس، طريق أوتوستراد الجية التي تصل بيروت ‏بمنطقة الجبل والجنوب، في الاتجاهين، بالإطارات المشتعلة‎.‎
‎ ‎
مَن قصد عون بتحميله "أمّ الصبي" مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة؟
السياسيون اللبنانيون غارقون في تفسير موقف رئيس الجمهورية
‎ ‎
دخلت تسميات جديدة إلى القاموس السياسي اللبناني على خلفية أزمة تشكيل الحكومة المستمرة منذ 7 أشهر، والتي تفاقمت بعد عقدة النواب ‏السنة المحسوبين على "حزب الله" والمصرّين على توزير أحدهم بدعم من الحزب وتحت تسمية "اللقاء التشاوري". وبعد اعتماد لقب "بيّ ‏‏(أب) الكل" لرئيس الجمهورية ميشال عون، أصبحت تسمية "أمّ الصبي" لغزاً دفع عون إلى السؤال: "من هي أم لبنان لكي نعطيها ‏لبنان". واستعان بحكاية تروى عن سليمان الحكيم ليواجه "الأزمة الحكومية التي باتت كبيرة جراء مخاطر تفرد كل فريق بالسلطة‎"…‎
‎ ‎
تقول الحكاية إن "امرأتين قصدتا سليمان الحكيم ومعهما طفل تدّعي كل منهما أنها أمه. فقال لهما إنه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع ‏الطفل إلى قطعتين ويعطي كل واحدة قطعة. فصرخت إحداهما: لا تقتله؛ بل أعطه كله إلى الأخرى، فعرف سليمان عندها أنها هي الأم ‏الحقيقية، وأعطاها الولد‎".‎
‎ ‎
وبعد سؤال عون، غرّد عضو "اللقاء التشاوري" النائب فيصل كرامي عبر حسابه الخاص على "تويتر" قائلاً: "البحث جارٍ عن أم ‏الصبي… وأيضاً عن سليمان الحكيم‎!".‎
‎ ‎
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: "حتى اليوم لم نجد من هي أم الصبي في لبنان. وأنا أرى أن لا أحد على استعداد للتضحية ليكون ‏أم الصبي‎".‎
‎ ‎
من جهته، أشار عضو تكتل "لبنان القوي" النائب فريد البستاني إلى أن "الأنظار شاخصة إلى الرئيس عون وحركته السياسية الهادفة إلى ‏إنقاذ الوطن من محنته. ونحن على ثقة بأن الرئيس وحده أم الصبي وليس هذا أو ذاك‎".‎
‎ ‎
وفي حين كانت الأجواء تشير إلى تحييد عون نفسه عن حل الأزمة، أعطت عودة وزير الخارجية جبران باسيل إلى استئناف مسعاه لحل ‏أزمة تشكيل الحكومة إشارات باحتمال توزير أحد النواب السنة من حصة رئيس الجمهورية‎.‎
‎ ‎
وبانتظار التطورات، يعلق المحلل السياسي راشد فايد على هذه التسميات وترجمتها في الأزمة الراهنة، فيقول إن ستالين هو أول من لقب ‏نفسه بـ"أبو الأمة وأبو الشعب وأبو الأمم". وفي حديث لـ"الشرق الأوسط" عدّ فايد أن "التسميات الحالية تنم عن عدم الالتزام بالدستور ‏وآليات العمل السياسي، وتشبه بدعة الديمقراطية التوافقية، والهدف منها إيجاد مخارج لفظية لمواجهة انفجار الأزمات. فالأمومة والأبوة ‏يحتاجان إلى إثبات عملي، وهما حالة دائمة وليست عابرة‎".‎
‎ ‎
ويعد فايد أن الرئيس سعد الحريري هو أكثر من طبق مقولة "أم الصبي"، ويقول إن "التضحية التي دأب الحريري عليها لتسيير الحياة ‏السياسية اللبنانية جاءت بسبب زعزعة التوازن الديمقراطي وغلبة السلاح من خارج المؤسسات، ولو كان يملك مثل هذا السلاح، لأحدث ‏توازن رعب فرض على الآخرين التقيد بالدستور‎".‎
‎ ‎
ويستبعد فايد أن يتراجع الحريري عن رفضه توزير "سُنّة 8 آذار" أو أن يعتذر عن عدم التشكيل في المرحلة الراهنة؛ "فلا شيء يشير إلى ‏ذلك". ويعد أن تشكيل الحكومة ليس رهناً بعملية سياسية داخلية، لكن بما يجري في المنطقة؛ و"(حزب الله) يتصرف انطلاقاً من كونه ممثلاً ‏لمشروع إقليمي خارجي. ولا حل ما دامت إيران تعدّ تشكيل الحكومة في لبنان ورقة تفاوض لا تختلف عن ورقة الرهائن الأجانب ‏المخطوفين في ثمانينات القرن الماضي، واليوم إيران تخطف لبنان وتساوم على تشكيل حكومته، وتريد إرغام الحريري على البقاء كأم ‏الصبي حاضراً للمزيد من التنازلات‎".‎
‎ ‎
أما الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار الدكتور إلياس أبو عاصي فيرى أن "التسميات المتداولة هي فلكلور لا معنى له، ولا يؤدي إلى ‏أي تقدم على صعيد تشكيل الحكومة. وكلنا نعرف تداعيات ذلك على الوضع الاقتصادي والاجتماعي". ويقول لـ"الشرق الأوسط": "لو أن ‏‏(حزب الله) أعطى الرئيس الحريري أسماء وزرائه لكانت الحكومة تشكلت". وأشار إلى أن "الحريري أثبت فعلاً أنه أم الصبي، في حين ‏تؤكد التجارب التي شهدناها أن البعض يتصرف وفق مبدأ: (أنا أو لا أحد)، ثم يؤكد أنه (بيّ الكل). وما يحصل لا يؤدي إلا إلى شرذمة ‏الحكومة إذا تشكلت كما يريد (حزب الله)، ما يدل على أننا لا نزال في منتصف نفق التشكيل لاعتبارات إيرانية‎".‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.