17-11-2018
صحف
فضحت الأمطار اقنعة السلطة.. لكن لم تتمكن من جرفها!..
والمفارقة ان المطر مؤشر الخير والحياة والرحمة، اطاحت بكل ما له من ميزات أرادها الله نعمة لعباده، سلطة متهالكة تزرع الخيبة والاحباط، لدى المواطنين، في يوم هطلت به بعض الأمطار، لوقت لا يتجاوز الساعة أو أكثر، وعشية الاستعدادات، عبر التدريبات لاحتفال قيادة الجيش اللبناني بعيد الاستقلال الـ75.. حيث قضت الإجراءات بالتسبب بزحمة سير، اعتذرت عنها القيادة، وعدلت منها، مع العلم ان المسألة، لا تتعلق، لا بكمية الأمطار، ولا بسائر الإجراءات، أو الاستعدادات، بقدر ما تتعلق بغياب الرؤية الوطنية، بأبعاد الاستراتيجية والمستقبلية، للتعامل مع احتمالات الطقس، أو زيارة موفد دولي، أو تحرك شخصيات لبنانية رفيعة، أو الاستعدادات لاحتفالات، أو حتى إصلاح مجرور، أو تركيب إمدادات..
البلد مع زخات المطر قبيل الظهر، ضاقت بأهلها، طوفان في الشوارع، سيّارات محتجزة ضجت مواقع التواصل: امرأة تطلق، ولا يمكن نقلها إلى المستشفى، أو حتى الاستعانة باسعاف تابعة للصليب الأحمر، سائقو سيّارات ومواطنون محتجزون في داخل سياراتهم، يتقاتلون بالسلاح الأبيض.. تضارب (بالأيدي والسكاكين)، لأن النّاس ملّت السلاح، وملت كل شيء، حتى الدولة، التي وصفتها إحدى شاشات التلفزة (L.B.C.I) بأنها "دولة عراضات واستعراضات وتفشيخ، لأنها لا تحاسب ولا تراقب، ولا تعاقب ولا تواكب.. بل تعتذر..
الأسباب المعلنة: تدريبات، لم تأخذ بعين الاعتبار التوقيت المناسب، أو انقلاب شاحنة قفزت فوق جسر انطلياس اقفل طريق الدورة أو انسداد مجرور في الرملة البيضاء فغص اوتوستراد الرملة البيضاء بالمياه التي لم تصرّف بالمجارير، واكتفى محافظ بيروت زياد شبيب بفتح تحقيق، تتولاه دائرة المراقبة في مصلحة الهندسة في بلدية بيروت بإجراء تحقيق فني وهندسي في أسباب فيضان مياه المجاري في الرملة البيضاء ورأس بيروت والاشرفية وسائر احياء بيروت، تمهيداً لاتخاذ الإجراءات المناسبة، بعد تحديد المسؤوليات.
وما حدث هال وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني، من فوضى تسببت بها الأمطار في بيروت، وتقدم بإخبار للنيابة العامة على خلفية اخبار من النائب جميل السيّد لناحية تسبب مشروع "إيدن باي" بأي من هذه الأضرار، وما أشار إليه رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني من اقدام أحدهم على اقفال مجرى مياه للصرف الصحي والسيول.. على ان يضع نقيب المهندسين جاد تابت تقريراً اولياً ضمن الأصول القانونية، لاحالته إلى الجهات القضائية المعنية..
إعلام السلطة، الموزّع عبر محطات تلفزيون تابعة، فوجئ أيضاً، وامعن في وصف الكارثة.. في وقت تحسر المسؤولون وراحوا يقذفون التهم، في المجالس وخارجها على بعضهم البعض..
وبانتظار معرفة على مَنْ تقع المسؤولية: على المطر؟ أم على وزارة الاشغال، أم على مصادفة الشتاء مع تدريبات الاستقلال، أم على متعهدي المشاريع السياحية والعمرانية المتنامية في ظل أزمة اقتصادية ومالية خطيرة.. حذّر من عواقبها مسؤولون في البنك الدولي، لجهة تحريك موارد مؤتمر سيدر إلى بلدان أخرى. إذ قال ساروج كومارجها المدير الإقليمي للبنك الدولي ان "لبنان لم يعد لديه متسع من الوقت للحصول على التمويل، بالنظر إلى الدول الكثيرة الأخرى التي تحتاج إلى استثمارات".
أخبار ذات صلة
مقالات مختارة
أسئلة برسم ما يحصل
محليات
باسيل لم يأتِ بجديد
مقالات مختارة
حل يلوح في الأفق
مقالات مختارة
العين على دور روسي مع إيران
أبرز الأخبار