مباشر

عاجل

راديو اينوما

خسارة الأغلبية بمجلس النواب تزيد التفاف الجمهوريين حول ترمب

09-11-2018

عالميات

بفقدان السيطرة على مجلس النواب الأميركي أصبح لدى الحزب الجمهوري هيئة برلمانية في الكونغرس ممن يميلون بدرجة أكبر للسياسات المحافظة ليزداد بذلك ارتباط الحزب بالرئيس دونالد ترمب ويصبح أكثر توحدا حول برنامجه المتشدد.

ورغم أن بعض المعتدلين من الجمهوريين الذين حافظوا على عضويتهم في مجلس النواب قد يعتبرون النتيجة إدانة لإستراتيجية ترمب التي قامت على التركيز بلا هوادة على الهجرة غير الشرعية في المرحلة الأخيرة من حملة الدعاية الانتخابية، فلن يمثل هؤلاء سوى قلة صغيرة.

وكان الكثير من الجمهوريين الذين خسروا في انتخابات التجديد النصفي من المعتدلين من سكان الضواحي الذين حاولوا أن ينأوا بأنفسهم بعض الشيء عن ترمب وخطابه السياسي لكنهم خسروا رغم ذلك. وبذلك تتبقى مجموعة أقل عددا يهيمن عليها محافظون من مناطق ريفية يحظى ترمب في دوائرهم الانتخابية بتأييد ساحق.

باختصار سيظل ترمب كما هو. ورغم أن بعض الجمهوريين ربما يحملونه مسؤولية الخسائر التي لحقت بهم الثلاثاء فمن المستبعد أن يتمردوا عليه خاصة في ضوء احتفاظ الحزب بالسيطرة على مجلس الشيوخ.

وقال النائب توم كول إن الهيئة البرلمانية للجمهوريين في مجلس النواب كانت على الدوام من المحافظين وستظل كذلك بعد انتخابات التجديد النصفي. وأضاف في مكالمة هاتفية مع رويترز “لا شيء سيتم إقراره إلا إذا نال موافقة مجلس شيوخ أميركي محافظ جدا ورئيس محافظ جدا”.

وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض الأربعاء خطا ترمب خطوة غير معتادة بانتقاد الجمهوريين الذين خسروا في الانتخابات وقال إنهم لو تبنوا سياساته بدرجة أكبر لكانوا قد احتفظوا بمقاعدهم. وكان ذلك تحذيرا جليا لمن بقوا في الكونغرس للاصطفاف وراء الرئيس. ولم يبد الرئيس استعدادا يذكر خلال العاميين الماضيين لتغيير أسلوبه وانتهاج نهج استرضائي. وهو يدرك أنه لا يزال بلا شك صاحب أكبر شعبية في حزبه.

والآن سيبدأ ترمب مسيرته لإعادة انتخابه بكل جدية حيث سيبذل كل جهد ممكن لشحذ همم قاعدة أنصاره المتحمسين له. وهذا يعني أن ترمب سيدافع على الأرجح في مواجهة معارضة ديمقراطية أكبر عن برنامجه القائم على شعار “أميركا أولا” والذي يمنح الأولوية لقضايا ساخنة مثل الهجرة غير الشرعية والحماية التجارية.

 

وهذا بدوره سيعجل بسعيه لإعادة تشكيل الحزب الذي استمر لعشرات السنين قائما على الاتجاهات المحافظة في السياسات المالية والاجتماعية والضمان الاجتماعي. فعلى سبيل المثال لن يكف ترمب عن إثارة قضية بناء جدار على امتداد الحدود الأميركية لمجرد إدراكه أن الديمقراطيين في مجلس النواب لن يوافقوا على تمويله. بل ربما يجد أن وجود الديمقراطيين في مجلس النواب ذو فاعلية أكبر كذريعة في هذا الأمر.

وقال جيسون مكغراث خبير استطلاعات آراء الديمقراطيين في شيكاغو “سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب تعني أنه إذا أراد الرئيس إنجاز شيء فسيضطر للتعاون مع الطرف الآخر”. وأضاف “لم يبد أي استعداد لذلك، لكن سيكون من المهم معرفة ما إذا كانت تلك لحظة يريد فيها أن يمارس الحكم لا مجرد تسجيل النقاط”.

وحث ترمب الديمقراطيين أمام وسائل الإعلام على اقتراح تشريعات في قضايا مثل البرنامج الوطني للبنية التحتية وخفض أسعار الأدوية.

ويبدو للتحول الذي شهده الكونغرس مغزاه في الأمد البعيد بالنسبة للجمهوريين في الدوائر التي انقلبت إلى الجانب الديمقراطي الثلاثاء، كما أنه يتيح للديمقراطيين فرصة لتعزيز المكاسب التي تحققت في الضواحي التي كانت تتبع الجمهوريين وتعد مستويات التعليم والدخل فيها أعلى من المتوسط العام على مستوى البلاد والتي ترسخت فيها الشكوك في عهد ترمب.

ومن المؤكد تقريبا أن هذا الاتجاه سيستمر إذا مهد تقلص الهيئة البرلمانية الجمهورية السبيل أمام زيادة الولاء لترمب.

ففي مجلس الشيوخ حل جمهوريون محافظون محل ديمقراطيين من تيار الوسط أمثال جو دونيلي في إنديانا، وكلير مكاسكيل في ميزوري، وهايدي هايتكامب في نورث داكوتا، وربما ينسبون للرئيس الفضل في انتصاراتهم. فقد قال ترمب “حققنا نجاحا هائلا في مجلس الشيوخ”.

وعلاوة على ذلك فإن أشد منتقدي ترمب بين الجمهوريين في مجلس الشيوخ وهما بوب كوركر وجيف فليك سيتقاعدان. كما سيتقاعد بول رايان رئيس مجلس النواب الجمهوري الذي اختلف في بعض الأحيان مع نبرة الرئيس إن لم يكن مع سياساته.

 

كل هذا يجعل من ترمب قوة أكثر هيمنة في الحزب من أي وقت مضى خلال العامين الأخيرين. كما يمكن لترمب الذي بذل جهدا كبيرا في الدعاية الانتخابية في الولايات الزراعية أن يشير إلى ما تحقق من انتصارات في مجلس الشيوخ باعتبارها أدلة على أن بوسعه حفز الناخبين على الإدلاء بأصواتهم.

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.