مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار : تصريف أعمال الضرورة" وسط انسداد الحل

06-11-2018

صحف

لم يشكل مطلع الاسبوع الجديد أي فارق في تبديل وجهة الانسداد السياسي الذي اصطدمت به عملية تأليف الحكومة في آخر لحظات ‏ولادتها، اذ تحكم الجمود بل انقطاع قنوات التواصل والتشاور بالمشهد السياسي الداخلي، منذراً بتمديد غير محدد بأي موعد محتمل لاعادة ‏تحريك مساعي الحل.

  واذ شكل بقاء الرئيس المكلف سعد الحريري أمس في باريس مؤشراً لاستمرار المأزق واحتمال تمدده أكثر مما توقع ‏كثيرون، برزت انعكاسات واضحة لاحتمال تمدد الازمة الى افق مفتوح غير محدد زمنياً من خلال تطورين اكتسبا دلالات مهمة: التطور ‏الاول تمثل في مسعى الرئيس الحريري من باريس لحل مشكلة تزويد معملي الزوق والجية الفيول أويل ونجاحه في هذا المسعى من خلال ‏اتصالاته بالطرف الجزائري، الامر الذي رأى فيه البعض استعاضة عن تعقيدات ازمة التأليف بتفعيل تصريف الاعمال بما يمكن ان يخفف ‏وطأة ازمات البلاد الاكثر الحاحاً الى حين تأليف الحكومة الجديدة. ومعلوم في هذا السياق ان الرئيس المكلف اجرى أمس اتصالاً من ‏باريس برئيس الجمهورية العماد ميشال عون اطلعه خلاله على نتائج الاتصالات التي اجراها مع المسؤولين الجزائريين والتي افضت الى ‏قرار تفريغ حمولتي الباخرتين الجزائريتين لحساب مؤسسة كهرباء لبنان، على ان يواصل الرئيس الحريري اتصالاته مع المسؤولين ‏الجزائريين لإيجاد حل دائم للمسألة خلال الأيام المقبلة‎.‎
‎ ‎
اما التطور الثاني، فمرتبط بالاول ويتصل بتشريع الضرورة مجدداً من خلال توافق رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس الحريري على ‏جلسة تشريعية حدد بري موعدها يومي الاثنين والثلثاء المقبلين وستقر خلالها سلفة الخزينة لاموال الفيول. وأوضح الرئيس بري انه كان ‏في صدد عقد هذه الجلسة الأسبوع الماضي على افتراض أن الحكومة كانت ستولد قبل هذا التاريخ وبعد تأكده من عدم تأليفها تواصل مع ‏الرئيس الحريري وطلب الثاني منه التريث على أمل ان تولد الحكومة لكنها لم تبصر النور. وبعد عودة أمور التأليف إلى الوراء قرر بري ‏عقد الجلسة وتشاور في الامر مع الرئيسين عون والحريري وابلغه الاخير قبل نهاية الأسبوع الماضي أنه سيتوجه إلى باريس‎.‎
‎ ‎
ويقول بري: "انتظرت وحددت موعداً للجلسة خصوصاً أن جدول أعمالها جاهز. وتلقيت اتصالا من الحريري اليوم (أمس) ورأى أن ‏الموعد قريب واجبته بلا. و قد تواصل مع الجزائريين بغية تأمين الفيول. وهذا ما حصل ونسقنا معا في هذا الملف‎ ".‎
‎ ‎
وسئل هل تشارك مختلف الكتل في الحلسة، فأجاب: "انا لا أرغم أحداً على الحضور أو عدمه، لكن البرلمان في دورة عادية وفي الأساس ‏هو سيد نفسه". ورداً على سؤال آخر قال: "ثمة مشاريع مهمة وضرورية. وكنا في مرحلة تشريع الضرورة وأصبحنا اليوم في ضرورة ‏التشريع‎".‎
‎ ‎
الحريري وباريس
‎ ‎
وتردد ليلاً في بعض الاوساط ان الرئيس الحريري قد يعود اليوم من باريس على ان يتوجه مجددا الى العاصمة الفرنسية قبل نهاية الاسبوع ‏للمشاركة مع مجموعة كبيرة من زعماء العالم في احتفالات الذكرى المئوية الاولى لنهاية الحرب العالمية الاولى. ولم تتوافر أي تأكيدات ‏لعودته‎.‎
‎ ‎
وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان وجود الحريري في باريس، ومشاركته بدءاً من السبت في الاحتفالات الفرنسية بمئوية إعلان انتهاء ‏الحرب العالمية الاولى، الى جانب نحو 70 شخصية دولية بين رئيس دولة ورئيس وزراء في "فوروم السلام" الذي سيتخلله عشاء يقيمه ‏الرئيس إيمانويل ماكرون على شرف ضيوفه، وغداء الاحد في قصر الاليزيه بعد الاحتفال الرسمي في ساحة شارل ديغول، سيشكلان ‏فرصة للخوض في الملف اللبناني مع كبار العالم. وقال المراسل إن جولة الموفد الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المستشار ‏اوريليان لوشوفالييه أمس على وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والمستشارين في قصر بعبدا تناولت العلاقات ببن البلدين على ‏المستويات المالية والاقتصادية والثقافية، إضافة الى متابعة تطورات مؤتمر "سيدر" والاصلاحات المطروحة للنقاش. كما زار الموفد ‏الفرنسي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وتأتي زيارة لوشوفالييه الذي زار اسرائيل قبل لبنان بعدما كررت أمامه السلطات ‏الاسرائيلية تحذيراتها من وجود صواريخ مزعومة في أماكن آهلة خصوصاً في محيط مطار رفيق الحريري الدولي، على رغم ان ‏السلطات اللبنانية بدءاً من رئاسة الجمهورية وصولاً الى وزارة الخارجية، تؤكد أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وهي تتزامن مع استمرار ‏الانتهاكات الاسرائلية للسيادة اللبنانية‎.‎
‎ ‎
إضافة الى ذلك، ثمة اهتمام فرنسي متزايد باتمام الاستحقاق الحكومي في اقرب وقت ممكن. وكان الرئيس ماكرون اتصل الشهر الماضي ‏بالرؤساء عون وبري والحريري، وعبّر لهم عن مخاطر الاستمرار في الوضع السياسي الهش كما هو، لانه يشكل خطراً على البلد. ويعود ‏اليهم الاسراع في تأليف الحكومة للخروج من هذا المأزق‎.‎
‎ ‎
موقف الراعي
‎ ‎
في غضون ذلك، تحدثت مصادر مطلعة على زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لقصر بعبدا أمس والموقف ‏الذي عبّر عنه بعد لقائه رئيس الجمهورية، عن عدم رضى رأس الكنيسة المارونية عن طريقة تعامل بعض الاطراف الداخليين مع "العقدة ‏السنية" المفتعلة. وقالت إن البطريرك الراعي يرى "أنه من غير الجائز أن تبقى الامور على ما هي عليه و على الجميع إحترام مقام ‏الرئاسة الاولى". وأضافت ان رئيس الجمهورية لم يخف امام البطريرك، عتبه على الطريقة التي تمت فيها مقاربة ما يسمى العقدة السنية و ‏التي أدت إلى فرملة ولادة الحكومة بعدما كانت الأمور شبه منتهية. واكد الرئيس عون للراعي "أن المحاولات لتذليل هذه العقدة ستستمر ‏الى ان تتم معالجتها، خصوصاً أن هناك من يربطها بما يحصل في المنطقة وهناك من يحاول إلباسها لباس الأزمة السنية - الشيعية‎".‎
‎ ‎
وكان البطريرك الراعي اطلق مواقف حازمة من العقدة الاخيرة، فقال ان الرئيس عون "آلمه انهم كانوا على اعتاب اعلان الحكومة قبل ‏ان تظهر المسألة الجديدة"، وأكد ان الرئيس "لن يقبل ان تتعثر الحكومة"، ودعا "الجميع الى دعم رئيس الجمهورية والرئيس المكلف"، ‏معتبراً ان "القوة ليست في وضع العصي في الدواليب بل في تمهيد الطريق لتشكيل الحكومة". ولفت في موقف الراعي قوله انه "كان يتم ‏تحميل المسيحيين مسؤولية عدم تشكيل الحكومة بسبب العقدة المسيحية وعندما تم حل هذه العقدة ظهرت عقدة جديدة‎".‎
‎ ‎
وفهم من مصادر بعبدا أن لا جديد على صعيد الإتصالات الكفيلة بتذليل عقدة تمثيل سنة 8 آذار، فيما لمحت مصادر أخرى معنية بملف ‏التشكيل الى أن أكثر من وسيط يعمل على خط الاتصالات الجارية بين بعبدا وعين التينة وحارة حريك و"بيت الوسط"، لكن لا شيء ‏ملموساً حتى الآن و لم يتم أي تواصل مباشر بين الرئيس عون واي من نواب "كتلة الوفاء للمقاومة" ولا مع النواب سنة الثامن من اذار ‏الذين لم يطلبوا موعداً للقائه. لذلك تغيّب كل مؤشرات الحلحلة بالتزامن مع غياب الرئيس المكلف عن البلاد‎.‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.