29-10-2018
محليات
وفي الجانب السياسي، بات “القوات” مضطرا للاختيار خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة، هل يشارك في الحكومة ام يبقى خارجها في اطار معارضة برلمانية – سياسية، اذا لم يُعطَ ما يريده من حقيبة خدماتية اخرى غير الثقافة كحقيبة الصحة او حقيبة الاشغال او حقيبة الزراعة او حقيبة التربية، وهو الامر الذي لم يعد متاحا بعدما حُسمت هذه الحقائب لـ”حزب الله” و”حركة امل” وتيار “المردة” والحزب التقدمي الاشتراكي.
وكان الرئيس الحريري قد سعى خلال اليومين الماضيين الى اقناع بعض القوى السياسية بالتنازل عن احدى هذه الحقائب لمصلحة “القوات” وكان الجواب بالرفض، وتردد ان المحاولة الاخيرة كانت مع الرئيس نبيه بري يوم التقاه السبت، حيث ذكرت بعض المعلومات انه تمنى على بري منح الزراعة “للقوات” وان بري رفض لأنه مرتبط بوعود مع مزارعي البقاع بتنمية قطاع الزراعة، خاصة بعد إقرار قانون تشريع نبتة القنب الهندي (الحشيشة) لأغراض طبية
بالتوازي مع هذه المحاولات تبلغ “القوات” من الحريري العرض الوزاري المقترح له، فيما قالت مصادر الرئيس المكلف انه لم يتلقَ جوابا نهائياً بعد من “القوات” على الحقائب التي عرضها عليه، وان البحث لا زال جارياً عن “جائزة ترضية” لـ”القوات” بعدما خسر الجائزة الكبرى بأحدى الحقائب الخدماتية المهمة او السيادية.
…وهكذا باتت نسبة كبيرة من الحقائب محسومة للرئيسين عون والحريري والقوى السياسية الاخرى، وبدأ التداول بأسماء الوزراء المقترحين من هنا وهناك، وبقيت المحاولات الاخيرة مع “القوات” لاقناعه بأحدى الحقائب المعروضة عليها. وهي ستعطي جوابها خلال يومين على الاكثر. لذلك لن ينتظر تشكيل الحكومة مزيدا من المماطلة والتسويف ومحاولات الابتزاز، وسيكون الرئيس الحريري مضطرا لحسم لموقف بعد تبلغه رد “القوات” التي المح نائب رئيسه جورج عدوان الأحد في حديث تلفزيوني الى ان “هناك احتمالا كبيرا لعدم مشاركة القوات في الحكومة اذا لم يحصل على حقائب اساسية”، علما ان الرئيس المكلف طالما صرّح انه لا يريد تشكيل حكومة بغياب اي طرف سياسي عنها وبخاصة “القوات”..
لكن بعض المعطيات تفيد بأنه لا مصلحة لـ”القوات” بمقاطعة العمل الحكومي خاصة بعد كلامه الدائم عن نجاح وزرائه في الحكومتين الاخيرتين، وبعد توفيره عبر الوزارات التي شغلها قاعدة خدمات واسعة لجمهوره لا يمكن بسهولة الاستغناء عنها. فهل يتخذ “القوات” القرار الصعب بمغادرة الحكومة؟
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار