28-10-2018
صحف
وتتخذ هذه المبادرة بعدا مهما ولو لم تفاجئ الشخصيات والافرقاء السياسيين الذين كانوا على تواصل مستمر مع الحريري في ورشة الايام الاخيرة من الاتصالات واللقاءات والمشاورات الماراتونية والكثيفة والتي توجت عصر امس بزيارة الحريري لعين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ليخرج من اللقاء زافا بشرى اقتراب تشكيل الحكومة في مطلع الاسبوع المقبل الامر الذي اكتسب دلالات لجهة اختيار الحريري مقر الرئاسة الثانية لتثبيت التزام اعلان الحكومة في الايام الطالعة . لم يتأخر الحريري لاحقا في توسيع اطار التوضيحات التي تؤكد مبدئيا ان لا رجوع بعد ذلك الى الوراء بما يعني ان الولادة الحكومية قد أينعت وحان القطاف ، وهو امر سيسر جدا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي يعنيه للغاية ان يطفئ الشمعة الثانية لولايته الرئاسية الاربعاء المقبل والى جانبه حكومة التوافق او الوحدة او اي تسمية اخرى ولكن المهم انها الحكومة التي قال عنها مرارا انها ستكون الحكومة الاولى الفعلية للعهد بعد الانتخابات النيابية . ومع ذلك فان اللافت انه حتى ليل البارحة كانت لا تزال هناك معطيات تؤكد ان مسألة حقائب القوات اللبنانية ولا سيما منها الحقيبة البديلة من حقيبة العدل لم تبت بهد نهائيا بدليل ان الحريري نفسه اكد ان ثمة عقبة صغيرة لا تزال قيد المعالجات والاتصالات متمنيا ابعاد التفاصيل عن الاعلام لمنع اي تداعيات سلبية في لحظة المخاض الاخيرة . كما ان الحريري مضى متفائلا مساء رغم نفيه وجود اي برمجة لقيادات سياسية ليلا في ظل ما تردد عن لقائه المحتمل مع الوزير جبران باسيل الذي كان يعد من جهته وفدا من طلاب التيار الوطني الحر بالانتصار الكبير غدا في الحكومة . الحريري قال ان الحكومة صارت على خواتيمها وان الجميع سيكون مشاركين فيها وراضين .وتناول بصراحة موضوع إسناد حقيبة الصحة الى حزب الله مؤكدا ذلك ولكنه لم ينف وجود مشكلة بعد العقوبات الاميركية على الحزب وعلقا بقوله “ يصطفلوا “ نافيا ان تكون زيارته لبري ليطلب وساطته في اقناع الحزب بالتخلي عن الحقيبة . بذلك يكون السبت السياسي قد انتهى الى وعد الحريري بولادة مرجحة الاثنين او الثلثاء على ابعد تقدير علما ان الحريري سيمضي اليوم في الاْردن في مناسبة عائلية ويعود مساء الى بيروت لاستكمال الخطوات الاخيرة في التشكيلة الحكومية . وفهم في هذا المجال ان الحريري طلب من جميع الفرقاء تزويده في الساعات المقبلة وقبل الاثنين باسماء وزرائهم لاسقاط الاسماء على الحقائب واستكمال التشكيلة الحكومية اسماء وحقائب قبيل زيارته المرتقبة لقصر بعبدا في مطلع الاسبوع لاعلان ولادة الحكومة وإصدار مراسيم قبول استقالة الحكومة السابقة وتشكيل الحكومة الجديدة من بعبدا وفق الاصول . كل هذا يؤكد ان الحكومة الحريرية الثانية في عهد الرئيس عون والحكومة الحريرية الثالثة منذ انضمام الرئيس سعد الحريري الى نادي رؤساء الحكومات اللبنانية سلكت طريقها مبدئيا نحو الولادة الوشيكة .فهل تتصاعد مفاجأة ما غير محسوبة في الساعات الاخيرة ؟ الحكمة والتجارب توجب استمرار الحذر والتزام التريث حتى اعلان الولادة وليس قبل ذلك ولو بدقيقة واحدة ".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار