12-10-2018
عالميات
كما طغى التناقض في شخصيته على أحداث الوثائقي الذي استعرض في حلقته الأولى تحوله من أخصائي في طب العيون من إحدى جامعات لندن إلى شخص لديه كامل الرغبة في إلقاء القنابل والغازات السامة على مواطنية. حيث تساءل الوثائقي “كيف أنتهى الحال بطبيب العيون الدمث هذا، ليتسبب بمقتل مئات الآلاف من الناس؟”
وإذا تبدو عائلة (الأسد) في الشرق الأوسط، تشبه عوائل المافيا الكبيرة مثل (سوبرانو) أو (كورليوني) إلا أنها أكثر دموية بكثير من عائلات المافيا هذه، والتي وضعت تعزيز قبضتها على السلطة من أولوياتها على حساب الشعب السوري.
ويشير الوثائقي إلى بداية (بشار)، البعيدة عن الشر الذي تمارسه عائلته في سوريا، وذلك على الرغم من جرائم الحرب التي ارتكبت باسمه في السنوات السابقة في سوريا. حيث غير مقتل شقيقه الأكبر (باسل) في عمر 31 عاماً حياته للأبد، بعد أن كان ثقل العائلة موزع بين (حافظ) و(باسل) الذي يصفه التقرير بـ “الشاب اللعوب”.
أما (أسماء الأسد) والتي اعتبرتها صحيفة “فوغ” الشهيرة “وردة في الصحراء” عام 2011، يروي الوثائقي كيف نشأت في لندن وعملت في الاستثمار المصرفي، وكيف قدمت نفسها على أنها “الأميرة ديانا” في العالم العربي والتي لم تتفق مع عائلة زوجها.
وعلى الرغم من أنها سافرت، في إحدى المرات إلى سوريا، بهدف الاطلاع على الرأي العام، كما تدعي، إلا أنها مع ذلك لم تبد أي تعاطف مع البلد التي سواها زوجها مع الأرض، لتثبيت حكم أسرته. إحدى جارتها في لندن، وصفتها بـ “الانتهازية” اتجهت نحو (آل الأسد) مدفوعة بطموح والدتها السورية
سلالة خطيرة
الخطأ الكبير لـ (بشار)” بحسب ما يقول الوثائقي كان من خلال إطلاق سراح المتطرفين الإسلاميين من السجون السورية، وإطلاق العنان لهم نحو العراق الخاضع للاحتلال الأمريكي والبريطاني. إذ كان الهدف من ذلك، زعزعة استقرار البلد المجاور، إلا أنه أدى في النهاية إلى ردة فعل عكسية، تسببت في عودة هؤلاء إلى سوريا وتأسيس الخلافة الإسلامية داخل سوريا نفسها من خلال “تنظيم داعش”.
وتشير الصحيفة إلى أن الوثائقي (سلالة خطيرة) يعطينا نظرة عن شخصية الديكتاتور، مبنياً على مقابلات أرشيفية مع (بشار) وزوجته (أسماء) ومساهمات أخرى مختارة لأشخاص مطلعين على الوضع، من بينهم صحفي سوري، أمضى شهوراً في الحبس الانفرادي، بسبب دعمه للغزو الأمريكي على العراق.
وتروي الصحيفة، الحادثة الأكثر غرابة، والتي شعر فيها (بشار) بالحرج عندما كان طالباً يدرس طب العيون في لندن في “مستشفى العيون الغربي في ماريليبوني رود” بعد أن عرفت إحدى نساء الشرق الأوسط أن طبيبها هو نفسه الذي ينتمي للعائلة الحاكمة في سوريا.
وتتساءل الصحيفة، كيف تحول الرجل الذي شعر بالحرج في مشفى في لندن إلى رجل وحشي؟ الرجل الذي تسبب بمأساة طالت الآلاف الذين لقوا حتفهم في سبيل إبقاء البلاد تحت سيطرته وللاحتفاظ بهيمنة أسرته على سوريا.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار