06-10-2018
عالميات
كشف مصدر خليجي لـ«الأخبار» أن عملية نقل الصحافي السعودي جمال خاشقجي إلى الرياض باتت مؤكدة. ونقل المصدر أن السلطات السعودية، وقرابة العاشرة من صباح أمس، تواصلت مع السلطات التركية وأبلغتها حسم مصير خاشقجي باستعادته، وأنه بات في الأراضي السعودية. وبحسب المعلومات، فإن انتقال خاشقجي إلى السعودية تم بعملية معقّدة، وبعد أن كان قد قدّم سفير السعودية لدى واشنطن، نجل الملك وشقيق ولي العهد، خالد بن سلمان، تطمينات للرجل في وقت سابق، بأنه لن يُمسّ في حال عاد إلى البلاد. وأفادت المعلومات بأن خاشقجي كان قد دخل إلى المبنى الرقم 1 في القنصلية حيث كانت تنتظر خطيبته خارجاً أمام المبنى، ومن ثم خرج من مبنى آخر للقنصلية يحمل الرقم 2 عبر ممر يربط المبنيين، قبل أن يتم إصعاده إلى سيارة بيضاء كبيرة توجهت إلى المطار. وقال المصدر إن العملية تواطأ فيها أحد الضباط الأتراك. الشكوك لا تزال تحوم حول ما جرى. فأولاً، التقى خاشقجي «وجهاً لوجه» بخالد بن سلمان في واشنطن، أربع مرات في المدة الماضية. وهو ما دفع مسؤولين أميركيين إلى الاستفسار من خاشقجي عن أسباب هذه اللقاءات، رغم علاقته السيئة بالنظام السعودي وموقفه المعارض، فما كان منه إلا أن وضع الأمر في إطار متابعة «أمور عائلية داخل المملكة» طلب من الأمير السعودي مساعدته فيها كونه سفيراً للمملكة لدى واشنطن. الأمر الثاني «المريب»، بحسب متابعين لتحركات خاشقجي، قيامه بتحويل مبلغ مالي إلى تركيا يفوق 200 ألف دولار، استخدمها في شراء شقة له في مدينة اسطنبول، حيث خطيبته التركية التي كان من المفترض أن ينتقل للسكن (ليس واضحاً إذا كان سكناً مؤقتاً أو دائماً) معها في الشقة بعد تثبيت زواجهما لدى القنصلية السعودية آخر مكان شوهد فيه خاشقجي. لقاءات خاشقجي بخالد بن سلمان تفترض أنه لو تجاوب الأول واختار العودة إلى حضن النظام السعودي، ومبايعة محمد بن سلمان ووالده، لفعل ذلك بسلاسة وبلا ضجيج، ما دام «الأمير» ضامناً لعودته. لكن ملابسات ما جرى مع خاشقجي يثير الشكوك حول رفضه لأي «تصالح» مع النظام، ما دفع الرياض إلى الغدر به عبر عملية أمنية. هنا تظهر معلومتان تجعلان من خاشقجي لغزاً صعب الفكاك. الأولى أن الرجل قبل مدة قصيرة تواصل أكثر من مرة مع أحد الصحافيين العرب المعروفين، وطرح نفسه «وسيطاً» بينه وبين النظام السعودي لإجراء مصالحة، وهو ما أثار لدى البعض تساؤلات بشأن كيف يمكن لـ«معارض» أن يتوسط لدى النظام، وكأن خاشقجي لم يكن يدرك أنه غير مقبول إلى هذا الحد وهو المعارض «الهادئ». الثانية، أنه ومنذ البارحة بالحد الأدنى، فإن الهاتف الجوال لخاشقجي في يد المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني. وقد قام الأخير بالاتصال بأمراء وكتاب وشخصيات عامة، تواصلوا مع خاشقجي في المدة الماضية عبر هذا الهاتف، محذراً إياهم من أن الديوان الملكي بات يملك كل المعلومات عمّن تواصل مع خاشقجي.
أخبار ذات صلة