مباشر

عاجل

راديو اينوما

تسارع وتيرة التقارب بين “المردة” و”القوات”

05-10-2018

محليات

أفرزت الأزمة الحكومية التي يشهدها لبنان تغيرات على الساحة السياسية لعل أبرزها التقارب الحاصل على خط حزب القوات اللبنانية وتيار المردة، وسط ترجيحات بأن يتوج قريبا بلقاء بين زعيمي الحزبين، بحسب ما أوحت به التصريحات الأخيرة لرئيس “القوات” الدكتور سمير جعجع.

وتقول أوساط مقرّبة من الجانبين إن أزمة تشكيل الحكومة الناجمة عن رغبة بعض الأطراف يتصدرها التيار الوطني الحر في فرض رؤيته لجهة طبيعة الحكومة المقبلة وتوزيع الحقائب بين المكونات السياسية، قد سرعت في وتيرة هذا التقارب، ولكنها لم تكن الدافع أو المحرك الأساسي له.

وتشير هذه الأوساط إلى أن هذا التقارب الذي يأمل الجانبان في أن يطوي صفحة العداء بينهما قد تم التمهيد له خلال الأشهر الماضية عبر لجان مشتركة، وأنّ ما يحصل على خط معراب – بنشعي لا يستهدف أحدا بل على العكس فإنه يصب في مصلحة المكوّن المسيحي وكل لبنان.

وصرح مؤخرا جعجع أن “صفحة الماضي مع “المردة” ستطوى، وأخرى جديدة ستفتح قريبا جداً”. وقبله قال نائبه جورج عدوان “إن العمل المشترك الذي نقوم به سويا، سيظهر في المستقبل القريب بالتطور السياسي في العلاقات بين “القوات” وسليمان فرنجية وتيار المردة”.

 

وشهدت العلاقة بين “القوات” و”المردة” في السنوات الأخيرة هدوءا، بعد فترة من العداء سقط فيها ضحايا، وذلك خلال الحرب الأهلية التي مزقت لبنان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي

ولئن تأثر هذا الهدوء المسجل بسير جعجع في خيار دعم ميشال عون لرئاسة الجمهورية في مواجهة فرنجية، إلا أنه تم الحفاظ على الحد الأدنى من التعاطي السياسي وتجنّب الدخول في استفزازات، وضبط القواعد.

ويقول مراقبون إن الجانبين يبديان قدرا كبيرا من العقلانية، خاصة وأن المتغيرات على الساحة السياسية في لبنان تفرض وجود تقاطعات ونقاط التقاء حتى بين ألد الخصوم السياسيين.

ويشير المراقبون إلى أن الواقع اللبناني الحالي يفرض هذا التقارب الذي ليس في وارد أن يتحوّل إلى تحالف في ظل تموضع الطرفين في خطين متعارضين، فتيار المردة يدعم حزب الله ويناصر بقاء سلاحه فضلا عن كونه مقرّبا من النظام السوري الحالي، بالمقابل فإن “القوات” تطالب بسحب سلاح الحزب الذي يتعارض ومفهوم الدولة، كما أن لها موقفا مناوئا لنظام الرئيس بشار الأسد.

ويلفت المراقبون إلى أن هذا التقارب سيشرع الباب أمام التعاطي بأريحية أكبر في بعض الملفات التي يتشاركان فيها ذات الهواجس على المستوى المحلي، خاصة في ظل وجود طرف مسيحي وهو التيار الوطني الحر ينصّب نفسه الزعيم الأوحد على المكوّن المسيحي، ويحاول إقصاء أي طرف قد يشكّل منافسا قويا له.

 

ويثير هذا التقارب قلق التيار الوطني الحر من أن يكون مقدمة لبناء جبهة سياسية مسيحية عريضة تحاول احتواء طموحاته السلطوية، خاصة وأن العلاقة بين “القوات” و”الكتائب” تشهد هي الأخرى تطوّرا إيجابيا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.