فعلى وقع تشديد عون نهاراً على "أهمية وحدة اللبنانيين في هذه الظروف الدقيقة وضرورة تغليب القيادات المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من مصالح"، أتى لقاء بعبدا ظهراً ليُجسد اتفاق الرئاستين الأولى والثالثة على "ضرورة الإسراع في عملية التأليف كي تتمكن الحكومة العتيدة من مواجهة مختلف التحديات لا سيما الاقتصادية منها والتهديدات الإسرائيلية" حسبما جاء في بيان القصر الجمهوري إثر لقاء عون - الحريري الذي عاد فأكد في تصريح مقتضب أنّ "الأجواء إيجابية" وأنه "متفائل جداً" وقال: "كان اتفاق مع فخامة الرئيس على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة بسبب الأوضاع الاقتصادية". 


وعن اللقاء الذي دام لنحو 45 دقيقة، نقلت مصادر متابعة في قصر بعبدا لـ"المستقبل" أجواء إيجابية تدلّل على أنّ ثغرة ما فُتحت في باب الجمود الذي كان مسيطراً على ملف التأليف، موضحةً (ص 2) أنّ اجتماع عون والحريري تخللته "مواءمة بين الأفكار المطروحة (لصيغة التشكيلة الحكومية) وخصوصاً في ما يتعلق بتوزيع الحقائب، ما يعني أنّ هناك تقدماً حصل في ضوء قبول الأطراف المعنية بتليين مواقفها ذات الصلة بالحصص والحقائب"، غير أنّ المصادر لفتت الانتباه إلى أنّ "الأمور تستلزم مزيداً من الاتصالات خلال الأيام القليلة المقبلة تمهيداً للقاء جديد مرجّح الأسبوع المقبل بين الرئيسين عون والحريري"، وسط تأكيدها في الوقت عينه على أنّ "الأمور ليست مقفلة بل باتت مفتوحة للحل والجميع قَبِل بفكرة التنازل وعدم التمسك بموقفه". 


وفي سياق متقاطع، جاء كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس عن تلمّسه "بصيص أمل" في ملف التأليف، استناداً إلى "حصول نوع من التوازن في التنازلات" بين جميع الأفرقاء المعنيين، حسبما أشار بري، منبهاً خلال لقاء الأربعاء النيابي إلى ضرورة اليقظة الوطنية في مواجهة السياسة الإسرائيلية العدوانية التي جسدتها تهديدات بنيامين نتنياهو، وأردف مشدداً على أنّ "ألف باء الرد يتلخص بتأليف الحكومة في أسرع وقت وإظهار وحدة اللبنانيين". 


توازياً، برز تصريح لعضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله من "عين التينة" جاء متوافقاً مع الأجواء الحكومية الإيجابية، من خلال تأكيده انفتاح "اللقاء" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" على أي تسوية تؤدي إلى تسهيل عملية التأليف تحت سقف إنصاف حقوق الأفرقاء، وبهذا المعنى قال عبدالله: "عندما نرى أنّ التسوية المطلوبة تحفظ حقوق الجميع وتحترم خصوصية الجميع لن نكون بمعزل عنها".