02-10-2018
محليات
وحضر الافتتاح ممثل وزير العمل ربيع كبارة، ممثلة وزير الطاقة والمياه رندا النمر، نائبة مدير مكتب بنك التنمية الالماني في لبنان الدكتورة حنان فواز، المدير الاقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية ربا جرادات، مدير برنامج التنمية الاجتماعية والمحلية في برنامج الامم المتحدة الانمائي راغد عاصي ورئيس بلدية حمانا بشير فرحات وعدد من اهالي البلدة والفريق المنفذ للمشروع.
بو عاصي
بو عاصي لفت الى انه استطاع رفع التمويل في برنامج “التوظيف المكثف والبنى التحتية” من 15 مليون دولار الى نحو خمسين مليون دولار، مذكرا انه كان قد طلب في بروكسيل رفعه لـ100 مليون دولار على الاقل.
واكد ان العمل باعلى معايير الشفافية والتعاون بين الوزارات زاد من ثقة المانح، مضيفا: “الوزارة تمثل الدولة والدولة بالتعاون مع السلطات المحلية تحدد احتياجاتها، اما المنظمات الدولية فموجودة كضمانة دولية ومعرفة والمانح هو من يضع الاموال. نحن لا نأخذ الاموال ولا نلزّم المشاريع فهذا ليس ضمن عملنا، نحن نأخذ المشاريع فقط، وبالتالي الثقة كبيرة جدا ولا امكانية سوى العمل بشفافية وانتاجية من خلال التعاون بهدف تأمين حاجات اهلنا التي ندركها جيدا”.
وزير الشؤون الاجتماعية الذي امل ان تتشكل الحكومة سريعاً، شدد على ان البلد لا يمكنه ان ينهض من دون التعاون بين الوزارات والمكونات لتبادل الاراء والخبرات والوصول الى افضل تصور، ولا ينهض بلد بعدد من الوزراء يعملون بشكل منفرد بل بحكومة تضم عددا من الوزراء الذين يعملون بتنسيق وتعاون للوصول الى افضل النتائج.
بو عاصي ركز على ضرورة الخروج من منطق المجتمعات المضيفة بالحوار والنقاش مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية لان لبنان بأكمله بات مجتمعا مضيفا ولديه احتياجات، مشيرا انه من غير الجائز حصر الدعم ببعض القرى التي تحملت مع بداية الحرب السورية عددا كبيرا من النازحين لان انعكاسات النزوح اثرت على لبنان باكمله. ولفت الى اهمية وعي المسؤولين لهذا الامر كي يستفيد البلد وفق حاجاته من المنظمات الدولية، مجددا التاكيد ان هناك اجماعا على عودة النازحين الى بلادهم في اسرع وقت لان البلد لم يعد يحتمل.
وتابع: “على الوزير الذي يتحمل المسؤولية الوطنية ان يتمتع بضمير وان يعمل لكل لبنان، ونحن قمنا بمشاريع في بعلبك والهرمل وعكار وعرسال والقاع وزحلة وماسا والجنوب وجزين ومختلف المناطق اللبنانية والنقاش لا يزال مستمرا مع المانحين لرفع الدعم ليشمل لبنان كله.”
بو عاصي اعتبر ان حمانا من دون مياه لا تعود حمانا وهي كأي بلدة او مدينة في العالم محكومة بالاعدام، واردف: “لطالما تمنينا ان يعود اهلها اليها. ميزتهم انهم يحبونها من كل جوارحهم لذا نجحوا بالحفاظ على هذه البلدة الجوهرة، وصلينا لعودة ابناء حمانا اليها لا كي نعود ونعرضهم الى تركها بسبب الجفاف. المياه دائما تحرك المشاعر بشكل قوي واحيانا عنيف، والمجتمعات تنمو وتتطور على ضفاف المياه وتتصارع وتموت بسبب المياه”.
اضاف: “نحن نريد ان تنمو حمانا وتتطور وتحافظ على مياهها وعلى روحها. لذلك كان الجرح جرحين، جرح تأثير تردي نوعية المياه على اولاد حمانا وجرح التوتر الذي نشأ مع قرى الجوار العزيزة على قلبي. لذا كان الهدف انقاذ مياه حمانا لانقاذ البلدة بكل بساطة، وكذلك انقاذ التفاعل الايجابي مع قرى الجوار. فاي أفق لهذا التوتر والمواجهة؟! العملية تطلبت جدية ومتابعة وهذا متوفر بابناء حمانا وفي طليعتهم رئيس البلدية بشير فرحات وقد التفوا جميعهم حوله، فهو حمل الراية ولم يترك بابا الى ودقه في سبيل حل مشكلة بلدته. وقد تواصل معي وعرضنا لواقع البلدة وازمة المياه.”
واوضح بو عاصي ان من هنا كان هذا المشروع حيث تم التعاون مع منظمة العمل ومديرها الاقليمي ربا جرادات، مشددا ان البرنامج الذي يشهد تعاون بين وزارة الشؤون ومنظمة العمل هو من انجح البرامج من حيث الجدية والشفافية والمتابعة، ومشيرا الى ان جرادات تلقفت هذه الحاجة الانسانية والاجتماعية والانمائية.
وتابع: ” لا يمكن ان نقوم بشيء ان لم ترتكز الامور على حد ادنى من الوعي والجرأة. لنقل الامور كما هي، الكل كان يعتقد ان الوزارات في لبنان تعمل كل لوحدها وكان هناك قلق من البداية على التفاعل بين وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل، ولكن مشروع حمانا الذي ندشنه اليوم وكل سلسلة المشاريع المشتركة بيننا من عكار الى البقاع الاوسط وبعلبك الهرمل والجنوب بددت هذا الواقع. لماذا لا يمكن لوزيرين ان يتفاعلا ويعملا سويا!!! اما القلق الاخر حين قررنا التواصل مع وزارة ثالثة هي وزارة الطاقة والمياه، حيث تخوف الجميع من انعكاس اي خلاف سياسي على واقع هذه المشاريع. لقد تواصلت مع وزير الطاقة سيزار ابي خليل الذي احيي تجاوبه وقد قامت الوزارة بوضع الخرائط اللازمة. نحن ايضا شركاء مع منظمة العمل الدولية ومع بنك التمنية الالماني واحيي في هذه المناسبة الشعب الالماني الذي يدفع ضرائب تستفيد منها، والجهات المانحة والوزارات المختصة وفي هذا المشروع وزارة الطاقة والمياه ولكن نحن نحدد اولويات مشاريعنا”.
وكان بو عاصي اعتبر ان هذه اللحظة من اجمل اللحظات في حياته ليس كوزير لشؤون الاجتماعية بل كإنسان، كون حمانا بلدته بالتبني فهي تبنته بطبيعتها ومياهها وخصوصا بأهلها اذ امضى واياهم اجمل ايام طفولته فيها وله في كل بقعة منها قصص وذكريات لأن والده منذ خمسين عاما قصدها للاصطياف كون حمانا تتمتع بثروة مائية فيما الشح بالمياه يخيم على مسقط رأسه العبادية. واسف انه لانقطع عن حمانا في ظروف الحرب الصعبة وعاد اليها فور عودته من فرنسا بعد انقطاع دام 32 سنة
فرحات
وكان الاحتفال افتتح بكلمة لرئيس بلدية حمانا بشير فرحات الذي كشف أن كلفة مشروع بناء الخزان ومحطة تكرير المياه وخط جر المياه تجاوزت الـ /600,000/$. ولفت الى أهمية هذه المياه لدى الاجداد فكانت الدافع الاساسي لاختيار هذه الارض والاقامة عليها، متحدثا عن التداعيات التي نشأت من جراء انشاء سد القيسماني والانقسام العمودي الذي نتج عنه ضمن النسيج الواحد والمجتمع الواحد ما شكل حافزا لتنفيذ هذا المشروع وانهاء المشاكل.
وتحدث عن تبتني الوزير بو عاصي لهذا المشروع بعد طرحه عليه والسعي الى تمويله من الهيئات المانحة، شاكراً بو عاصي على جهوده وتحمله المناكفات السياسية والحزبية والفئوية واصراره على تنفيذ المشروع لعلمه المسبق بنتائجه الايجابية. وختم بشكر وزارتي العمل والطاقة والجهات المانحة اي البنك الالماني للتنمية ومنظمة العمل الدولية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي على التنسيق والجدية والشفافية والالتزام والمتابعة.
عاصي
اوضح عاصي ان هذا المشروع يساعد المجتمعات المضيفة من خلال تنفيذ بنى تحتية تؤمن خدمات اساسية للسكان المحليين ومن خلال تأمين فرص عمل لائقة فورية ومرحلية. واعتبر ان حمانا كغيرها من القرى عانت من اعداد النزوح غير المسبوقة ما ادى الى نقص في الخدمات وضغط على البنى التحتية التي كانت تعاني اساسا من مشاكل مزمنة قبل الازمة السورية والى تنافس في سوق العمل. واشار الى انه من هذا المنطلق نفذ المشروع ليواكب برنامج دعم المجتمعات المضيفة.
عاصي نوه بكلمته بالمجتمعات اللبنانية المضيفة التي اضحت امثولة للعالم عن العطاء والتضحية في سبيل الانسانية.
كبارة
بدوره، اعتبر كبارة ان هذا المشروع ليس سوى حلقة اخرى من مجموعة على امتداد الوطن ضمن مشروع خلق فرص عمل للبنانيين والنازحين السوريين ويركز على تعزيز بناء القدرات في المجتمعات المحلية عن طريق رفع مهارات العمل لديهم والتدريب على مبادئ العمل اللائق التي ارساها لبنان مؤخرا مع منظمة العمل الدولية واخذت حيز التنفيذ.
واشار الى ان الوزير كبارة ومنذ تسمله الوزارة دأب على ترسية مبادئ العمل اللائق والعادل لكل العاملين على الاراضي اللبنانية وذلك ضمن الاطر القانونية التي ارساها الدستور اللبناني لضمان الحقوق والواجبات بين العاملين وارباب العمل، لافتا الى سعيهم لتحقيق الانماء المتوازن بين المناطق اللبنانية كافة ولا سيما القرى والبلدات التي استضافت النازحين ومن هنا كان التشديد على مشاريع البنية التحتية التي تساعد البلديات والاتحادات على تحمل الاوضاع الصعبة التي تمر بها.
جرادات:
جرادات لفتت الى ان هذه المبادرة تهدف لبناء القدرة على إنتاج عمل لائق ومجدي ذو تأثير إقتصادي، بيئي وإجتماعي في حين مشاريع البناء تؤمن وظائف قصيرة الأمد لليد العاملة، موضحة ان هذا المشروع ساهم في تأمين أكثر من 7500 يوم عمل لعمال لبنانيين وسوريين ووظَّف أكثر من 200 عامل.
وشرحت تفاصيل المشروع: “الخزانٌ يتسع لـ500 متر مكعب، فضلاً عن محطة لمعالجة المياه بهدف تحويل المياه المجمَّعة إلى مياه صالحة للشرب، وتركيب أنابيب لتوصيل المياه بين الخزان ومصدر المياه.”
واعلنت جرادات انه سيتم توقيع المرحلة الثالثة من هذا المشروع في كانون الاول بقيمة 15000 مليون دولار
أخبار ذات صلة