مباشر

عاجل

راديو اينوما

الديار: أسوأ اقتراح قدمه رئيس الجمهورية بدمج المقاومة بالجيش الدمج غير منطقي وعسكريا عمل ساقط

28-09-2018

صحف

 لا يمكن دمج الجيش اللبناني مع المقاومة وبالتحديد مع حزب الله، ذلك ان تركيبة الجيش اللبناني عبر الوية وسلاح مدرعات ودبابات ومدفعية لا يتناسب ابدا مع تركيبة حزب الله الذي يرتكز على سلاح صواريخ من 150 الف صاروخ ارض - ارض قريب المدى وبعيد المدى اضافة الى وحدات قتالية صغيرة يطلق عليها البعض تسمية حرب العصابات لكنها بالمعنى الاخلاقي والقتالي تسمى قتال المجموعة الصغيرة اي المؤلفة من 25 الف مقاتل ومجاهد من حزب الله.


ان تركيبة الجيش اللبناني في غرفة العمليات التي لديه لا تتحمل دمج 75 الف مجاهد ومقاتل من حزب الله في اطار الجيش اللبناني كذلك لا يتحمل الجيش اللبناني وضع 150 الف مدفع تحت تصرفه لان ذلك يحتاج الى مدة سنة ونصف السنة لتحضير غرف عمليات تحت الارض وانفاق وحفر من اجل وضع الصواريخ تحت امرة الجيش اللبناني.

كما ان تحضير اطلاق الصواريخ واماكنها وتحديد اماكن سقوطها وضربها لمراكز اسرائيلية يحتاج الى مسح تكتي واستراتيجي من قبل الجيش اللبناني لأراضي فلسطين المحتلة وهو امر ليس موجوداً لدى الجيش اللبناني.

ومع احترام كل مواطن لبناني وعدم طائفيته فان دمج 75 الف مجاهد شيعي في الجيش اللبناني في ظل تأليف الجيش اللبناني من ثلث شيعي وثلث سني وثلث مسيحي سيؤدي الى عدم توازن لأعداد الجيش اللبناني الذي سيزداد 75 الف مقاتل ومجاهد شيعي، وهنالك اكبر مشكلة هي في تجنيد مسيحيين في الجيش اللبناني، كما ان السنّة لديهم قدرة على التجنيد بحجم 25 الف جندي وضابط بينما دمج 75 الف مقاتل ومجاهد شيعي في الجيش اللبناني سيؤدي الى التغيير في ديموغرافية الجيش.

اضافة الى ان العقيدة الدينية لدى حزب الله وهي عقيدة ولاية الفقيه، اضافة الى عقيدة كيفية قتال الجيش الاسرائيلي وخبرة حزب الله طوال 18 سنة في تحرير الجنوب وقدرته في الحاق الهزيمة في الجيش الاسرائيلي هي بعيدة كليا عن استراتيجية الجيش اللبناني الذي لا يملك القدرة على البقاء تحت الانفاق ولا على حفر غرف عمليات تحت الارض ولا على نقل وزارة الدفاع واكثر من 28 ثكنة عسكرية للجيش اللبناني من مواقع فوق الارض الى مواقع تحت الارض كي لا يضربها الطيران الاسرائيلي كما يفعل حزب الله الذي ليس له اي مركز عسكري ظاهر.

ثم ان هنالك انقساماً لبنانياً داخلياً رغم وطنية الرئيس العماد ميشال عون باقتراح دمج حزب الله بالجيش اللبناني لكن هنالك احزاباً لبنانية مثل تيار المستقبل والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة 14 اذار ومسيحيون من طائفة الروم الارثوذكس والكاثوليك ترفض دمج حزب الله بالجيش، وهذا سيؤدي الى مشكلة داخلية خاصة في مجلس الوزراء ومجلس النواب والحكومة اللبنانية ككل، وبالتالي فان اسوأ اقتراح عسكري غير منطقي وقابل للسقوط فورا هو اقتراح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تسويقا امام الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي في دمج حزب الله والمقاومة ضمن الجيش اللبناني.

خلاف كبير واساسي بين تركيبتي حزب الله والجيش اللبناني
وهنالك خلاف كبير واساسي بين حزب الله والجيش اللبناني فالجيش اللبناني مؤسسة رسمية تابعة لوزارة الدفاع ووزارة الدفاع تابعة للحكومة اللبنانية وللمجلس الاعلى للدفاع الذي يرأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حين ان المقاومة هي صاحبة حرية حركة ويمكنها اعلان قرار الحرب او السلم على اسرائيل عندما تريد فهل يمكن تقييد المقاومة بالخضوع لقرار اعلان الحرب والسلم بين لبنان واسرائيل عندما تقرر وزارة الدفاع ذلك، ام ان المقاومة تملك الحرية الكاملة في شن حرب على اسرائيل صاروخية وميدانية وبرية والدخول الى الجليل والدخول الى قلب المستعمرات الاسرائيلية في الجليل وصولا الى حدود حيفا في معركة برية قد يشترك فيها 40 الى 50 الف مجاهد من حزب الله فهل تقبل المقاومة الخضوع لقرار الحكومة اللبنانية بعدم شن حرب عندما يرى حزب الله ان شن الحرب واطلاق الصواريخ على اسرائيل اصبح امرا استراتيجيا مرتبط بسوريا والعراق وايران وحرب اليمن، وهل سيخضع لوزارة الدفاع اللبنانية والحكومة اللبنانية في هذا الشأن.

وكيف يمكن تطبيق مبدأ النأي بالنفس عن الحروب في المنطقة والمقاومة وخاصة حزب الله هو حليف نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي اذا تعرض لحرب اسرائيلية طاحنة فان حزب الله سيشترك في الحرب والجيش اللبناني لن يشترك في الحرب واذا حصل خطر كبير على العراق فان حزب الله سيتدخل واذا حصلت ضربة عسكرية على ايران فان حزب الله سيتدخل لضرب صواريخه من لبنان على اسرائيل وضرب صواريخه ايضا باتجاه دول خليجية اصبح حزب الله يملك صواريخ تصل الى دول الخليج من العراق ومن سوريا وصولا الى السعودية والامارات والكويت والبحرين وغيرها، فهل يخضع حزب الله لمبدأ الدمج وبالتالي ماذا يعني الدمج.

الدمج يعني خضوع قرار حزب الله للحكومة اللبنانية
ان الدمج يعني خضوع حزب الله لقرار الحرب الذي تقرره الحكومة اللبنانية وهو امر غير قابل للحصول لان حزب الله له استراتيجيته من ايران الى اليمن الى الخليج الى العراق الى سوريا الى لبنان الى غزة الى فلسطين ولا يستطيع التقيد بقرار قيادة الجيش اللبناني او الحكومة خاصة وان رئيس الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري سيرتبط بالقرارات السعودية والقرارات الخليجية فكيف يمكن دمج حزب الله ضمن الجيش اللبناني.

وكيف يمكن دمج الجيش اللبناني بالمقاومة؟ وكيف يمكن لحزب الله اعلان أسماء كوادره وأسماء مجاهديه في لوائح وتقديمها إلى الجيش اللبناني؟ وهذا الامر هو أكبر سر احتفظ به حزب الله كي لا يتم اي اختراق من قبَل الموساد الاسرائيلي وإنه عائق كبير بأن يتم تقديم لائحة اسمية بـ75 الف مجاهد من كوادر وقيادات حزب الله على مختلف اعمالهم العسكرية كرماة صواريخ ومدافع ورصد ومهام أمنية وتسليم أسمائهم للجيش اللبناني ومَن يمنع الاختراق الاسرائيلي لأسماء حزب الله الذين خاضوا اهم المعارك وحرروا الجنوب والحقوا الهزيمة بالجيش الاسرائيلي؟ وكيف يمكن كشف اسرار حزب الله وعمل مستشاريه في العراق واليمن وكيف قاتلوا في سوريا وهل معقول تسمية هذه الاسماء وكشف استراتيجية حزب الله وحفظ أمن عناصره وقياداته؟

انه قرار ساقط عسكريا وان اشادة المقاومة اللبنانية بقرار هذا الدمج هو قرار من حزب الله وهو على خطأ كبير وعلى غير معرفة او تجاهل بعمق الفرق بين حزب الله وطريقة قتاله وطريقة قتال الجيش اللبناني وطريقة اتخاذ الحكومة اللبنانية لقرارات الحرب او السلم.

نحن نتعجب جدا من ترحيب حزب الله بقرار الدمج ونرى ان هذا الترحيب في غير محله سواء جاء من الشيخ نعيم قاسم ام جاء من كتلة الوفاء للمقاومة، ونحن نلوم حزب الله على الموافقة على الدمج ولا نعتبر انه قرار صحيح وسليم، ونحن نرى ان حزب الله يجب ان يبقى قوة مستقلة استراتيجية قادرة على القتال في سوريا دون السؤال عن مبدأ النأي في النفس وعلى القتال في العراق دون السؤال عن مبدأ النأي في النفس وعن ضرب دول في الخليج من العراق اذا تم ضرب ايران دون الحفاظ على مبدأ النأي بالنفس كذلك نرى ان حزب الله يجب ان يبقى لديه الحرية الكاملة في اتخاذ قرار الحرب ضد العدو الاسرائيلي عندما يرى الخطر من اسرائيل على لبنان دون الدمج ضمن الجيش اللبناني والخضوع لمؤسسات رسمية لبنانية لا تعرف عمق القتال والجهاد الذي قاده حزب الله ضد العدو الاسرائيلي خلال 18 سنة حين تحرير جنوب لبنان والشريط الحدودي ام خلال حرب 2006 عندما هاجم حزب الله دورية اسرائيلية واندلعت الحرب والحق حزب الله الهزيمة بجيش العدو الاسرائيلي.

ان كتلة الوفاء للمقاومة والشيخ نعيم قاسم مطالبان بالرجوع عن مبدأ دمج حزب الله بالجيش اللبناني وارتكبا خطأ كبيراً وخطأ استراتيجياً ضد استراتيجية حزب الله الاساسية التي نعرفها عنه والتي درسناها طوال 30 سنة وحتى الان، ونعرف عقلية مقاتلي ومجاهدي حزب الله ونعرف عقلية ومقاتلي كوادر عسكرية كبرى في حزب الله، ولذلك ان الترحيب بمبدأ الدمج من كتلة الوفاء للمقاومة او الشيخ نعيم قاسم هو خطأ كبير ويجب الرجوع عنه.

اما الاشادة بفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فهو امر اخر يعود الى حزب الله ويعود له الحق في الاشادة بموقف رئيس الجمهورية وهذا حقه، اما مبدأ الدمج بين حزب الله والجيش اللبناني فهو امر اخر ونكرر مرة ثانية لقد ارتكب حزب الله خطأ كبيرا عندما رحب الشيخ نعيم قاسم وكتلة الوفاء للمقاومة بمبدأ دمج حزب الله بالجيش اللبناني وبالادارات الرسمية للدولة اللبنانية.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.