مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار: "تشريع" لا يُرمّم انهيار الثقة !

25-09-2018

صحف

اذا كانت "فضيلة" انعقاد الجلسة التشريعية الاولى لمجلس النواب بعد الانتخابات النيابية في أيار الماضي انها حركت عجلة التشريع والمصادقة على مشاريع قوانين تحتاج اليها البلاد في عز احتدام ازماتها المتنوعة والمتعددة الوجه، فان ما بات يسمى اصطلاحا بـ"تشريع الضرورة " ولو بابتكار مفتعل لهذه الصفة تسويغاً للتسويات السياسية لم يحجب خطورة الكثير من جوانب المشهد الداخلي.

 صحيح ان بعض الترميم لصورة دولة ومؤسسات وهيبة غائبة ومفتقدة بدا كأنه من "وظائف " الجلسة التشريعية بالاضافة الى الوظيفة الاصلية المتصلة باقرار مشاريع قوانين تلامس الاولويات الملحة كقانون ادارة النفايات الصلبة أو قانون دعم الشفافية في قطاع البترول وسواهما الامر الذي يفسر تساهل قوى كان يمكن ان تتحفظ عن الجلسة. لكن الاصح ان الصورة الحقيقية لواقع الدولة والبلاد بدت أقرب الى عد عكسي جدي لانهيارات لا يمكن بعد الان تجاهل احتمالاتها في مختلف القطاعات ما دامت الطبقة السياسية واركانها بدءا بالمسؤولين والرسميين الكبار والزعامات لا يظهرون الادراك الكافي لخطورة انهيار الثقة بالدولة وباركانها. 


ولم يكن ما حصل حيال قصة الطائرة التي نقلت الوفد اللبناني الى نيويورك وعلى رأسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سوى الدليل على الواقع الهش الذي يعيشه لبنان، اذ ان واقعة الطائرة سبقت وصولها مع الوفد الى نيويورك لترسم صورة سلبية قبل مشاركة الرئيس عون في اعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للامم المتحدة.
وقبل ذلك كانت موجات الشائعات المتعلقة بالواقع المالي حاولت النيل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وبعد كل ذلك ثمة سؤال كبير طرح أمس وسيطرح اليوم وفي كل يوم تستسهلكه ازمة تأليف الحكومة وهو: الى متى ستبقى المكابرة سيدة الموقف تحكم الازمة وتمنع المكابرين من النزول عن رؤوس الشجر والسقوف العالية ؟ وماذا لو تحول الظرفي والموقت دائماً كمثل المطالبة بعد تشريع الضرورة بتوسيع مفهوم تصريف الاعمال لحكومة تصريف الاعمال؟ 


وقد علم في هذا السياق ان رئيس الجمهورية تحدث أمام بعض من التقوه أمس في نيويورك عن "تطورات إيجابية منتظرة في شأن ملف تأليف الحكومة بعد عودته من نيويورك، خصوصاً ان الساعات التي سبقت رحلته شهدت اتصالات مع الرئيس المكلف سعد الحريري تؤشر لحلحلة في الملف الحكومي مع عدم استبعاد التوصل الى صيغة حكومية مقبولة من الجميع على قاعدة لا رابح ولا خاسر". 


في أي حال وقبيل الشروع في درس بنود جدول الاعمال للجلسة التشريعية لمجلس النواب في يومها الاول وأبرزها قانون ادارة النفايات الصلبة الذي أقرّ، كانت مداخلات للنواب تطرقت الى التأليف والتشريع في ظل حكومة تصريف اعمال. وأوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري "أننا نشرع دستوريا بناء على المادة 69 التي تعطينا الحق وليست المرة الاولى وهذا يوحي للبنانيين ان الحالة في البلد عادية". أما اعنف الهجمات التي استهدفت الرئيس الحريري فكانت للنائب جميل السيد، اذ قال: "هذه الجلسة غير فاعلة واقترح أن يتم تحويلها الى جلسة مناقشة للبحث في التأخير بتشكيل الحكومة خصوصاً ان تكليف الرئيس المكلف هو ملك المجلس مجتمعاً وهو سلمه أمانة تسيير الحكم وعدم التأليف فشل يحسب عليه". 


وفي حين دعا رئيس الكتائب النائب سامي الجميل الى "حكومة اختصاصيين اذا لم نكن نستطيع الخروج من الصراع على الحصص"، اعتبر ان "القوانين المقرة في ظل حكومة تصريف اعمال لا يمكن ان تصبح نافذة"، فرد عليه بري: "ستصبح نافذة وحبة مسك". 


الى ذلك، انتقد بعض نواب "الوفاء للمقاومة" و"لبنان القوي" الرئيس المكلف بطريقة غير مباشرة. ففي حين لفت بري الى "أننا كنا ننتظر مراسيم الحكومة قبل عيد الفطر"، علّق النائب نواف الموسوي: "الله يفك اسرها"، قبل ان يضيف ان "المشكلة اننا أمام حكومة تصريف أعمال ويجب ان نتوجّه للدعوة الى حكومة يبدو انها معتقلة". ولكن كانت لبري رسالة معبرة حين ألحّ على الرئيس الحريري للبقاء في مقعده على المنصة وعدم التحدث من مقاعد النواب قائلاً له: "قوم قوم متنا وعشنا تصرت هون". 


عون في نيويورك
وسط هذه الاجواء، يلقي الرئيس عون الذي يرأس للسنة الثانية وفد لبنان الى الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العمومية للامم المتحدة كلمة لبنان غداً الأربعاء وابرز ما سيتناوله فيها أزمة النزوح وموقف لبنان الداعي الى العودة الآمنة للنازحين الى سوريا، انطلاقاً من طلب دعم المبادرة الروسية، وملف اللاجئين الفلسطينيين والمطالبة بحق عودتهم. 


وفِي يومه الأول في نيويورك، التقى الرئيس عون الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أكد دعم التوجهات اللبنانية في ما خُصّ معالجة قضية النازحين السوريين وإعادتهم الى المناطق الآمنة في بلادهم. 


وأمام وفد "تاسك فورس فور ليبانون"، وفي حضور وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، تناول عون تداعيات النزوح السوري وانعكاساته السلبية على الحياة الاقتصادية اللبنانية وأكد موقف لبنان الداعي الى عودتهم الآمنة وقال: "لسنا في وارد ارغام أحد على العودة عنوة إذا كانت ظروفه السياسية لا تسمح له بذلك". وجدد دعوته الى "عدم انتظار الحل السياسي للازمة السورية حتى يعود السوريون الى بلادهم لأن التجربتين القبرصية والفلسطينية علمتانا ضرورة الفصل بين الحل السياسي وعودة النازحين". واعتبر ان من الخطأ الربط بين السياسة والاقتصاد، وأبرز أهمية تطبيق الخطة الاقتصادية التي وضعت للخروج من حال الجمود والتشجيع على الاستثمارات. 


الكتائب
على صعيد داخلي آخر وبعد فترة من الترقب والصمت الاعلامي أعقبت الانتخابات النيابية وعكف خلالها رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل على تقويم المرحلة السابقة وما الت اليه الاوضاع الراهنة، يرتقب ان يكشف الجميل تفاصيل تتعلق بالمنحى الاقتصادي والتداعيات المحتملة ويتناول ايضا الازمة السياسية في ظل تعثر تأليف الحكومة وذلك في مؤتمر صحافي دعا اليه المجلس الاقتصادي والاجتماعي للحزب في البيت المركزي للكتائب في الصيفي الخميس. 


"التيار " والاشتراكي
الى ذلك، جاء في بيان مشترك صدر امس عن الحزب التقدمي الإشتراكي و"التيار الوطني الحر" انه "إستتباعاً لمبادرة التفاهم والتواصل بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الإشتراكي، عقد لقاء مشترك بين الطرفين بتنسيق وحضور نائب رئيس التيار للشؤون الإدارية رومل صابر، ومفوض الداخلية في الحزب هشام ناصر الدين وبحضور مسؤولي الشوف وبعبدا وعاليه والمناطق المجاورة. 


واتسم الاجتماع بطابع ايجابي جداً وأكد المجتمعون أهمية الحفاظ على السلم الأهلي الذي تتمتع به منطقة الجبل عموماً، وابقاء الاختلاف في الرأي ضمن الإطار السياسي البحت، بعيداً من الشحن والتوتر على مستوى القواعد الحزبية والمناصرين. كما اتفق الطرفان على تكثيف اللقاءات، خصوصاً أن المواضيع والمحطات التي تجمع الحزبين أكبر واكثر من تلك التي تفرق بينهما، ويجب قطع الطريق على المصطادين بالماء العكر من خلال التواصل الدائم والمستمر. وإستكمل اللقاء بغداء عمل في مطعم القصر عاليه". 

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.