19-09-2018
تقارير
ليلي مضفر
ليلي مضفر
كانت المفاوضات لا تزال تتسابق مع الوقت للتوصل إلى صيغة يمكن أن تترك لبعض الأطراف أبرزهم أنقرة بعضاً من المكاسب... إلى أن تم الإتفاق بين الرئيسين التركي والروسي يوم ١٧ أيلول في قمة سوتشي على إقامة منطقة منزوعة السلاح في ادلب على خط التماس بين قوات النظام والمسلحين بعمق ١٥ كلم ..
لذا هل يمكن القول أن الملف أغلق والإتفاق مبرم وكيف سيبدو المشهد الميداني ؟
بداية إن هذا الإتفاق ليس أزليا وقد يدوم بضعة اشهر قليلة فقط. فهو ظاهريا جاء لإفساح المجال أمام آخر محاولة لإيجاد حل سياسي في محادثات جنيف.
إنما باطنيا فهو يخفي أسرار دول اتفقت على تصفية إرهاب لم تسلم منه دولة، فبعد تجميعهم بمدينة واحدة هل تمتنع الدول عن تصفيتهم ؟... لقد صرح ممثل الأمم الأمم المتحدة ستيڤان دي ميستورا بكل صراحة أن عدد جبهة النصرة في ادلب يتراوح بين ١٠ آلاف و ١٥ ألف بينهم أجانب يجب القضاء عليهم ..
منذ فترة قصيرة اصدر اردوغان قرارا بإعلان جبهة النصرة ارهابية ما وضع مصير آلاف الجنود على مسار التصفية .
هذه الرسالة تلقاها القادة في جبهة النصرة وبدأت ردات الفعل التي هددت اردوغان بتسليم إدلب وحذرته من تحول المعركة ضده ..
وكما وأعلن شيخ السلفية الجهادية أبو محمد المقدسي بأن اردوغان هو كافر علماني وعدو للإسلام ...
اذا ، فالذي يجمع بين الأتراك و الروس هي مخاوف جامعة .
تركيا التي خسرت ليرتها قيمة كبيرة منذ بداية العام والتي تعتمد بشكل كبير على الحركة السياحية، ليس في مصلحتها أبدا أي عمل إرهابي يجري على أراضيها ..
كذلك عند الروس ، فقاعدة حميميم الروسية قريبة من خطر جبهة النصرة وقد تم التصدي لعدة اعتداءات منذ فترة .
وأيضا هناك مخاوف من عودة المقاتلين الأجانب إلى حيث الشيشان مثلا أو الى أوروبا .
من جهة أخرى ، إن عزل جبهة النصرة والارهاب عن المدنيين وقتلهم ليس سهلا، لأن لجبهة النصرة مساحة كبيرة تصل إلى ٦٠ % من إدلب وهنا يكمن التخوف من حصول المجازر والدروع البشرية .
لا إدلب بعد إدلب
إن في هذه المرة لن يتكرر ما كان قد حدث سابقا في معارك الرقة وحلب وسواها من توصل المفاوضات عند اشتداد المعارك ومحاصرة المسلحين الى ٱتفاق نقلهم بما يعرف بالباصات الخضر المكيفة، فأرض ادلب ستكون دموية حتى آخر لحظات الحسم .
من هنا تبرز أهمية اعادة فتح الممرات الإنسانية حتى يتمكن المدنيون الراغبون بمغادرة ادلب والمحافظة على أرواحهم المغادرة .
أخيرا ، من المؤكد أن النظام لم ولن يتخلى عن ادلب ومن المؤكد أيضا أن الجماعات المسلحة لن تسلم سلاحها ..
فهل يمكن أن يتم التوصل إلى أي صيغة من حل سياسي يمنع سفك دماء أبرياء في إدلب؟
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار