26-08-2018
صحف
في موازاة ذلك، كشف السفير السوري لدى موسكو رياض حداد أن وزير الخارجية وليد المعلم سيزور موسكو نهاية الشهر، فيما زار مسؤول أميركي أمس الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد في سورية.
وفي حين صمدت الهدنة في إدلب لليوم الحادي عشر، مع تسجيل خروق محدودة، سعى النظام السوري وفصائل المعارضة إلى حشد قواتهما على خطوط التماس في أرياف إدلب وحماة واللاذقية، بعد أنباء عن انتقال نحو 400 من "جيش التوحيد" المنتشر في ريف حمص الشمالي، بعد تسوية مع النظام، إلى غرب الغاب في انتظار إعلان معركة إدلب.
وأكدت مصادر مطلعة في محافظة درعا في اتصال أجرته معها "الحياة"، أن "500 مقاتل من مجموعات التسوية في الجنوب سيتحركون إلى إدلب اليوم". وكشفت أن "قادة من فصائل المصالحات استطلعوا الوضع في سهل الغاب حيث يتوقع نشر العناصر". ولفتت إلى أن "القسم الذي سيتجه اليوم (الأحد) هو من المجموعات التي انضمت إلى الفيلق الروسي، بينما المجموعات التي انضمت إلى الفرقة الرابعة ستتحرك نحو إدلب لاحقاً".
واتهم الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف في بيان "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً) بأنها "تعد لاستفزاز آخر يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية من قوات النظام ضد سكان محافظة إدلب المسالمين". وذكر أن الهيئة أرسلت "ثماني حاويات كلور" إلى بلدة جسر الشغور بهدف "تمثيل" الهجوم، وأن "هذه الحاويات نُقلت لاحقاً إلى قرية على بعد ثمانية كيلومترات"، متهماً شركة "أوليفا" البريطانية العسكرية الخاصة بتدريب مجموعة من المسلحين على التعامل مع المواد السامة. وزاد أن "لدى المسلحين مهمة محاكاة عملية إنقاذ لضحايا الهجوم الكيماوي مرتدين ملابس مجموعة الخوذ البيض الشهيرة"، في إشارة إلى الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة. وخلُص إلى أن الهجوم "سيُشكل مبرراً جديداً للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف تابعة للحكومة السورية".
وجاءت اتهامات موسكو بعد إعلان مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون الأسبوع الجاري، أن واشنطن سترد "بقوة" في حال استخدم نظام "الرئيس بشار" الأسد أسلحة كيماوية في عملية استعادة إدلب من التنظيمات المعارضة.
وحذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس "واشنطن وحلفاءها من أي خطوات متهورة جديدة في سورية"، وقال لوكالة "نوفوستي" الروسية: "نسمع الإنذارات من واشنطن، بما فيها الإنذارات العلنية، وهذا لا يؤثر في تصميمنا على مواصلة خطط القضاء التام على المراكز الإرهابية في سورية"، مشدداً على أن موسكو ستواصل العمل لمساعدة دمشق، بما في ذلك في مجال عودة اللاجئين إلى ديارهم. ورأى أن عدم رغبة الغرب في المشاركة في إعادة الإعمار وعودة اللاجئين "يثبت أن لديه أهدافاً أخرى، وهي الاستمرار في مهاجمة سورية باستخدام كل الطرائق، وإضافة ذرائع جديدة لطرح مسألة تغيير النظام والسلطة في دمشق مرة أخرى". وزاد: "مستعدون لتلك الأحداث وجاهزون لكشفها، ويبدو أن الأميركيين لا يتعلمون من التاريخ، والآن نرى تصعيداً خطيراً للوضع مجدداً".
من جهة أخرى، أعلن أسطول البحر الأسود الروسي أمس، عن التحاق فرقاطتي "الأميرال غريغوروفيتش" و "الأميرال إيسن" بمجموعة السفن الروسية المرابطة قبالة الساحل السوري في المتوسط. وقال رئيس المركز الصحافي للأسطول أليكسي روليوف أن "من المقرر أن تباشرا تنفيذ المهمات التي ستوكل إليهما منذ لحظة التحاقهما بالمجموعة المذكورة".
إلى ذلك، زار ممثل وزارة الخارجية الأميركية ويليام روباك أمس بلدة شدادي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سورية، بعد زيارة عين العرب (كوباني) ومنبج في محافظة حلب (شمال)، ويتوقع أن يزور محافظة دير الزور (شرق) حيث تنتشر "قوات سورية الديموقراطية" (قسد). وتأتي الزيارة فيما بدأ الأكراد محادثات لا سابق لها مع النظام السوري من أجل تحديد مصير هذه الأراضي التي أقاموا فيها إدارتهم المركزية. وقال روباك أمام صحافيين: "مستعدون للبقاء هنا كما قال الرئيس (دونالد ترامب) بوضوح لضمان القضاء نهائياً على داعش"، مضيفاً: "سنبقى نركز على انسحاب القوات الإيرانية ووكلائها".
أخبار ذات صلة