مباشر

عاجل

راديو اينوما

المستقبل: أردوغان يتهم "إرهابيين اقتصاديين" باستهداف الليرة

14-08-2018

صحف

مع تراجع سعر صرف عملة بلاده أمام الدولار، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "إرهابيين اقتصاديين" بالتآمر للإضرار بتركيا عن طريق نشر تقارير كاذبة، وقال إن هؤلاء سيواجهون بقوة القانون الكاملة مع بدء السلطات تحقيقات بشأن المشتبه بتورطهم في ذلك. 



وكانت الليرة قد فقدت أكثر من 40 بالمئة من قيمتها أمام الدولار الأميركي هذا العام. 


وفي وقت سابق الإثنين ارتفعت العملة التركية من أدنى مستوى وصلت إليه وبلغ 7.24 ليرة مقابل الدولار بعد أن تعهد البنك المركزي في البلاد بتوفير السيولة، لكن الليرة ظلت تتعرض لضغوط بيع واستمر ضعفها في التأثير على الأسواق العالمية. 


وقال أردوغان لمجموعة من السفراء الأتراك في القصر الرئاسي في أنقرة "هناك إرهابيون اقتصاديون على مواقع التواصل الاجتماعي"، وأضاف أن الهيئة القضائية والسلطات المالية تتخذ إجراءات للرد على ذلك. 


وتابع "إنهم حقيقة شبكة خيانة.. لن نمهلهم.. سنجعل من ينشرون التكهنات يدفعون الثمن غالياً". 


وقال أردوغان الذي اكتسب سلطات واسعة النطاق بعد فوزه في الانتخابات في حزيران الماضي، إن شائعات انتشرت عن أن السلطات قد تفرض قيودا على رأس المال رداً على انخفاض قيمة العملة التي نزلت بنسبة 18 بالمئة يوم الجمعة وحده. 


وقالت وزارة الداخلية إنها حددت حتى الآن 346 حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي تنشر أخباراً بشأن سعر الصرف قالت إنه كان لها تأثير سلبي على الاقتصاد. وقالت إنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد هذه الحسابات لكنها لم تذكر تفاصيل أكثر عنها. 


وذكرت محطة "سي.ان.ان ترك" التلفزيونية ووكالة الأناضول الرسمية للأنباء، أن مكتبا الادعاء العام في اسطنبول وأنقرة فتحا تحقيقات بشأن أفراد يشتبه بتورطهم في أعمال تُهدد الأمن الاقتصادي التركي. 


وقال مجلس أسواق المال ومجلس الجرائم المالية إنهما سيتخذان إجراءات قانونية كذلك ضد من ينشرون معلومات مُضللة عن المؤسسات المالية أو يقولون إن الحكومة ستصادر الودائع بالعملات الأجنبية. 


وصرح ابراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان على تويتر "إن الاقتصاد التركي متين. لا يعير أحد أي اهتمام بالشائعات". 


وبرغم حجم الأزمة المالية لا تغطي الصحف الرئيسية وشبكات التلفزيون في تركيا كثيراً الأنباء عن وضع الليرة وتنشر فقط خطاب الرئيس. 


والإثنين عنونت الصحف الرئيسية عبارة لأردوغان أشارت إلى "التلاعب" بالعملة التركية. 


وفي وقت سابق قال وزير المالية براءت البيرق صهر أردوغان إن تركيا ستبدأ تنفيذ خطة عمل اقتصادية الإثنين. وهو أكد أهمية ضبط الموازنة العامة واستبعد أي مصادرات للودائع المصرفية الدولارية أو تحويلها إلى الليرة. 


ويقول اقتصاديون إن انخفاض الليرة يرجع لمخاوف بشأن نفوذ أردوغان على الاقتصاد ودعوته المتكررة لخفض أسعار الفائدة وتدهور العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب اعتقال قس أميركي وخلافات أخرى. 


وأكد أردوغان وجهة نظره القائلة بأن العقوبات الأميركية التي فرضت على تركيا بسبب محاكمة القس أندرو برانسون في قضية تتعلق بالإرهاب، تمثل طعنة في الظهر من حليف في حلف شمال الأطلسي. 


واتهم أردوغان الذي ينسب تراجع الليرة التركية إلى "مؤامرة" أميركية، واشنطن بالسعي إلى طعن تركيا "في الظهر". وقال في خطاب في أنقرة "من جهة أنتم معنا في الحلف الأطلسي ومن جهة أخرى تحاولون طعن شريككم الاستراتيجي في الظهر. هل هذا مقبول؟" 


وكان ألمح إلى أن التحالف برمته بين تركيا التي انضمت إلى الحلف الأطلسي عام 1952 بدعم أميركي، والولايات المتحدة على المحك. 


والإثنين كذلك قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو "نتوقع أن تبقى الولايات المتحدة مُخلصة لعلاقتنا التقليدية وعضويتنا لحلف شمال الأطلسي". 


وبلغ سعر الليرة 6.89 أمام الدولار في الساعة 15:11 بتوقيت غرينتش بعد تصريحات أردوغان ارتفاعاً من انخفاضها القياسي عند مستوى 7.24 أمام الدولار الذي بلغه في التعاملات المبكرة. 


وقال كيفن هاسيت المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراقب الوضع المالي في تركيا "عن كثب" وذلك بعد التراجع الحاد للعملة التركية مقابل الدولار في الأيام الأخيرة. 


وأبلغ هاسيت، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، تلفزيون ام.اس.ان.بي.سي "نراقب الوضع عن كثب. وزير الخزانة (ستيفن) منوتشين يراقبه عن كثب". 


وأضاف أن قرار ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب التركي ليس سوى "جزء ضئيل ضئيل" من الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، ما يعني أن تراجع العملة 40 بالمئة هو مؤشر على أن العديد من العوامل الأساسية للاقتصاد لا تعمل على النحو الصحيح حسبما قال. 


وذكر البيت الأبيض أن مستشاره للأمن القومي جون بولتون التقى السفير التركي لدى الولايات المتحدة من أجل بحث احتجاز أنقرة قساً أميركياً. 


وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز "بناء على طلب السفير التركي، التقى السفير جون بولتون سفير تركيا سردار كيليش في البيت الأبيض، وبحثا استمرار احتجاز تركيا للقس أندرو برانسون ووضع العلاقات الأميركية - التركية". 


عالمياً، تراجعت بورصتا طوكيو وهونغ كونغ بسبب آثار "الجمعة الأسود" بعد أن خسرت الليرة التركية أكثر من 16 في المئة من قيمتها مقابل الدولار. وشهدت البورصات الأوروبية الرئيسية حالة من انعدام الاستقرار. 


وراجع البنك المركزي التركي معدلات الاحتياطي الإلزامي للمصارف تفادياً لأي مشكلة سيولة وذكر أنه سيتم ضخ سيولة بقيمة 10 مليارات ليرة وستة مليارات دولار وثلاثة مليارات دولار من الذهب، في النظام المالي. 


في إعلانه الإثنين لم يتطرق البنك المركزي التركي إلى معدلات الفائدة. 


وفي تركيا أقبل السياح الأجانب على متاجر المنتجات الفاخرة لاقتناص الفرص، مستفيدين من زيادة قوتهم الشرائية من جراء أزمة العملة في البلاد، والتي دفعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض عند أكثر من سبعة ليرات للدولار. 


واصطف زوار معظمهم من العرب في صفوف لا تكاد تتحرك أمام متاجر شانيل ولوي فيتون في نيشانتاشي، وهو أحد الأحياء الراقية في اسطنبول، لاستغلال هبوط الليرة التي فقدت 18 بالمئة من قيمتها يوم الجمعة فحسب. 


وقالت فاطمة علي من الكويت، والتي تزور المدينة مع ابنتيها، "نشتري الملابس، نشتري مستحضرات التجميل، نشتري علامات شهيرة.. الأسعار رخيصة جداً". 


وشأنها شأن كثير من المتسوقين الآخرين، جلبت فاطمة حقائبها معها لتملأها، وانتظرت خارج متجر لمستحضرات التجميل ومعها ثلاث حقائب. 


وحث أردوغان الأتراك أيضاً على إبداء كرم الضيافة تجاه السياح، الذين يجلبون الدولارات إلى البلاد في وقت عصيب. 


وأبلغ حشداً من أنصاره مطلع الأسبوع "أنتم بالفعل مضيافون جداً لكن واصلوا ذلك وزيدوه. لأنه في وقت يسحب فيه بعض الناس الدولارات، فإنهم (السياح) يجلبونها إليكم". 


وواصفاً ضعف الليرة بالمخطط، دعا أردوغان الأتراك مراراً إلى بيع دولاراتهم لدعم العملة المحلية. 


وقال موظف في متجر للملابس الفاخرة رفض نشر اسمه، إن عدد المتسوقين مرتفع بشكل غير عادي، حتى في موسم الذروة، وعزا ذلك إلى ضعف الليرة. 


وقال متسوق مصري إنه وفر نحو ألف دولار بالمقارنة مع شراء الهدايا والملابس نفسها في بلده. 


وقال خالد الفهد من الكويت "نأمل، من أجل تركيا، أن تتحسن العملة. وفي الوقت نفسه نأمل، من أجل الزبائن هنا، أن تبقى الليرة كما هي". 

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.