مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار: البارد والساخن في المحاولة الجديدة للحريري

10-08-2018

صحف

هل يؤدي التحرك الجديد الذي أطلقه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري هذه المرة الى اخراج الأزمة من قيودها وتعقيداتها بحيث تولد الحكومة العتيدة قبل عيد الأضحى؟ 



بدا من الصعوبة المغامرة بالأجواء التفاؤلية الى حدود طرح أي موعد محتمل لانجاز عملية تأليف الحكومة، خصوصاً ان التحرك الجديد للرئيس الحريري لا يزال يتمحور على الحصص والأحجام للقوى التي ستضمها الحكومة بما يعني في أفضل الاحتمالات انه اذا نجح في تجاوز هذه المرحلة ستبقى مرحلة توزيع الحقائب الوزارية نهائياً واسقاط الأسماء عليها بما يستلزم مزيداً من الوقت. لكن الواضح في مجريات الساعات الأربع والعشرين الاخيرة ان التحرك الذي اطلقه الحريري أعاد إحياء عملية تشكيل الحكومة وفق "نبض" جديد بدا من خلاله الرئيس المكلف راغباً في كسر رتابة المشهد ورفض الاستنقاع الذي أصاب هذه العملية والسعي تاليا الى ان يكون تحركه الجديد بمثابة اختراق لجدار الجمود الذي اعترض عملية استيلاد الحكومة. 


وإذ برزت ابعاد هذه المحاولة المتقدمة من خلال قيام الحريري أولاً بزيارة عين التينة ولقائه المطول مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في حضور الوزيرين غطاس خوري وعلي حسن خليل والنائب السابق باسم السبع اتخذ اللقاء دلالة مهمة من خلال تأكيد الحريري انه طلب مساعدة بري بما فسر بأن الامور دخلت في مرحلة تنفيذية جدية. وهو أمر أكده ضمناً الرئيس بري حين تريث في الافصاح عن طبيعة المساعدة التي يمكن ان يقدمها لدفع عملية تشكيل الحكومة وقال لـ"النهار" إن لقاء عين التينة " كان ايجابياً وهناك لقاء آخر سيعقد وفي ظله نأمل ان تنفرج ان شاء الله". وكان برّي يشير في ذلك الى اجتماع "بيت الوسط" ليلاً بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. وأوضح بري انه ينتظر هذا اللقاء لتحديد طبيعة المساعدة التي طلبها الرئيس الحريري. 


أما الرئيس المكلف فبدا متفائلاً بعد اللقاء الذي استمر نحو ساعتين وقال إن "اللقاء كان ايجابياً جداً والرئيس بري مستعد لأن يساعد بشتى الوسائل. وستكون هناك لقاءات عدة ان شاء الله خلال الأيام المقبلة ربما تتبلور الأمور الى شيء ايجابي من أجل تشكيل الحكومة. الجميع يتكلم عن حرص على البلد وهذا الحرص يجب ان يتبلور بنتائج، لذلك أتمنى على كل الأفرقاء السياسيين ان يفكروا في البلد قبل ان يفكروا بأحزابهم السياسية، وأنا متأكد اننا قادرون ان نصل الى نتيجة. قيل الكثير في وسائل الاعلام، والبعض تكلم عن وجود تدخلات خارجية، هذا الموضوع غير وارد، لا أحد تدخل بتشكيل الحكومة وبرأيي ان هذا الكلام هو في غير محلّه. لا توجد تدخلات ولا ضغوط، المشكل هو مشكل داخلي ومشكلة حصص، وإن شاء الله خلال هذه الأيام قد يكون هناك بعض الحلول سأضعها على الطاولة، وإن شاء الله يكون الأفرقاء ايجابيين في هذا الموضوع". وأفاد ان تقديم صيغة الحكومية "يفرض ان نعرض الحصص التي ستكون بهذه الصيغة. والصيغة اذا كانت 24 أو 30 أو 18 أو 16 أو 14 وزيراً أو أي صيغة في النهاية الموضوع موضوع حصص لذلك يجب الاتفاق على الحصص وبعدها نمشي بالصيغة". وقال رداً على سؤال: "اذا كان أسهل عليهم ان يحملوني المسؤولية فليحملوني إياها. الكل يعرف انني أكثر من يسهل الامور". 


وقبيل وصوله الى "بيت الوسط" علم ان الوزير باسيل تلقى دعوة من الرئيس الحريري الى الاجتماع به وتناول العشاء الى مائدته. وقال باسيل لـ"النهار" قبل اللقاء: "كما قلت للنهار قبل أيام عندما يطلبني الرئيس الحريري يجدني وها هو طلبني فوجدني". 


نسخة معدلة  
ماذا يحمل تحرك الحريري من معطيات جديدة؟
في المعلومات المتوافرة لدى "النهار" من مصادر مختلفة، أن الرئيس المكلف اراد اختراق الجمود والاقدام على محاولة متقدمة اضافية في ظل تنامي أخطار أبرزها ان استمرار تمترس الأفرقاء في لعبة تقاذف الشروط والتعقيدات قد ينزلق بالبلاد الى متاهات سلبية للغاية. حتى ان بعض الأوساط قال لـ"النهار" انه في حال عدم استجابة الافرقاء لجهود انجاز التشكيلة الحكومية، فإن البلاد قد تذهب الى المجهول. ومن المعلومات التي تسربت عن المسعى الحريري الجديد انه استند الى وضع مسدودة متطورة ومعدلة لتركيبة حكومية من 30 وزيراً واعتمد فيها التوزيع الأساسي للحصص الذي ورد في النسخة السابقة مع بعض التعديلات كتلك التي طاولت حصة "القوات اللبنانية". فقد أبقت النسخة الجديدة حصة "القوات" ضمن أربعة وزراء ولكن منحتها حقيبتين خدماتيين أساسيتين وحقيبة غير أساسية وحقيبة وزارة دولة ولم تمنحها حقيبة سيادية ولا نيابة رئاسة الوزراء. وتشير المعلومات الى ان الحريري كان أوفد الوزير غطاس خوري الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يطلعه على مضمون تحركه الجديد، كما ان خوري التقى ممثل "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وائل أبو فاعور لاستمزاجه في ما يعود الى المقاعد الدرزية وحل عقدتها وشدد ابو فاعور على تمسك الكتلة الجنبلاطية بالمقاعد الثلاثة ورفض الطرح الذي يتحدث عن ان يكون الوزير الثالث وسطياً. وفيما يفترض ان يستكمل الحريري تحركه بلقاءات مع الحزب الاشتراكي و"القوات اللبنانية" لا تزال المعطيات التي تواكب تحركه تشير الى تعقيدات بعضها داخلي والبعض الآخر خارجي. من ذلك ان عقدة الحقائب الخدماتية لا تقتصر على فريق دون آخر. فمثلاً ثمة تنازع قوي بين افرقاء على حقائب أساسية قبل ان تحسم عقدة الحصص. كما ان ثمة معلومات تؤكد عقدة منح "حزب الله" حقيبة الصحة في ظل تحفظات خارجية عن تولي الحزب أي وزارة معنية بترجمة مقررات مؤتمر "سيدر". 


"القوات" و"التيار"  
في غضون ذلك، برز تطور جديد في اطار العلاقة المتأزمة بين "القوات اللبنانية" والتيار الوطني الحر" اذ اعتبر نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" جورج عدوان ان "من المشاكل الكبرى التي تحول دون التأليف ان فريق التيار الوطني الحر، بالمقاييس التي وضعها، يخلط بين حصته وحصة رئيس الجمهورية... واذا أردنا تطبيق اتفاق معراب يكون هناك ستة وزراء للتيار وحلفائه، وستة للقوات وحلفائها، وثلاثة لرئيس الجمهورية، علما أننا ما زلنا نسير باتفاق معراب". وأوضح على هامش جلسة اللجان المشتركة أننا "نفذنا الشق الجوهري من تفاهم معراب المتعلق برئاسة الجمهورية، والفريق الثاني لا يمكنه ان يخرج من بقية الأمور". 


وردت مصادر "التيار" عبر محطة "ام تي في" فذكَرت بأن "تفاهمَ معراب هو كلٌ متكامل يَقوم على انتخاب الرئيس ودعمِ العهد من جهة، مقابل التزامات الشراكة المعروفة من جهةٍ أخرى. غير أن القوات اللبنانية، كانت المبادِرة إلى التنصل من التزاماتها، عندما استبدلت تعهدَها دعم العهد، بتصويب سهام الاتهامات على وزراء العهد والتيار دون سِواهُم في الحكومة والايحاء بأنهم دونِ سِواهُم، مصدر الفساد". 

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.