عاش أبولدورو في الفترة 180-120 ق.م وكتب الكثير من هذه الأعمال و شكلت كتاباته أساس هذه المجموعة.
تعد أعمال هوميروس Homer الإلياذة والأوديسة the Iliad and the Odyssey من أقدم المصادر الأدبية على الرغم من التسمية ترانيم هوميروس إلا أن هذه الترانيم لا تمت بصلة لهوميروس بل هي ترانيم من وقت سابق سمي بعصر الشعر الغنائي . قدم هسيود Hesiod في ملحمته ثيوجيني Theogony (أصل الآلهة) جميع ما يمكن ذكره عن أوائل القصص الميثولوجية الإغريقية التي تتعامل مع خلق العالم و أصل الآلهة و تضم قصيدة هسيود الأعمال والأيام Works and Days أساطير بروميثيوس Prometheus, و باندورا Pandora والعصور الأربعة Four Ages التي تعطي نصائح عن كيفية النجاة في عالم خطر بسبب الآلهة....كثيراً ما استلهم الشعراء الغنائيون أعمالهم من الميثولوجيا. وصف الشعراء الغنائيون بيندر Pindar و باخيليدس Bacchylides و سيمونيدس Simonides والشعراء الرعويون ثيوكريتوس Theocritus و بيون Bion حوادث ميثولوجية فردية كما كانت الميثولوجيا محورية في مسارح أثينا.... استوحى الكتاب المسرحيون التراجيديون إسخيلوس Aeschylus و سوفوكليس Sophocles ويوربيديس Euripides قصص مسرحياتهم من ميثولوجيا عصر الأبطال وحرب طروادة كما الكثير من القصص التراجيدية مثل: أجاممنون وأولاده Agamemnon and his children و أوديب Oedipus و جاسون Jason و ميديا Medea .وبحسب الميثولوجيا الاغريقية فان سيزيف كان رجلا ذكيا وماكرا ، حيث استطاع أن يخدع إله الموت ثانتوس حين طلب منه أن يجرب الأصفاد والأقفال، وحين جربها إله الموت قام سيزيف بتكبيله، ومنع بذلك الناس أن تموت. أغضب هذا الأمر الآلهة زيوس فأصدر عليه حكما بأن يعيش حياة أبدية، يمارس فيها مهمة شاقة، هي أن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت الصخرة إلى الوادي، فيعود سيزيف الى رفعها ثانية إلى القمة لتتدحرج من جديد، ويظل يقوم بهذه المهمة إلى ما لا نهاية.

أسطورة سيزيف Le Mythe de Sisyphe هي مقالة فلسفية من 120 صفحة ألفها ألبير كامو ونشرها سنة 1942وهي عبارة عن مدخل لفلسفة العبث البحث غير المجدي للإنسان عن معنى , هل يستوجب الانتحار؟ يجيب كامو "لا، إنها تستوجب التمرد". ثم يسطر عدة مقاربات لعبثية الحياة. في الفصل الأخيريستحضر كامو أسطورة سيزيف ويبني عليها اساسا فلسفيا وجوديا يتحدث فيه عن عبثية الحيـاة خيث يرى كامو أن حياتنا تشبه حياة سيزيف، نستطيع أن نراها أنها غير مجدية ولا معنى لها ويتساءل كامو: ما معنى أن نحيا في هذه الدنيا؟ ما جدوى وجودنا في عالم محكوم بالزوال؟ ما جدوى أن نعمل؟ ما جدوى أن نأتي للحياة ثم نموت؟ فمثلا باستطاعة سيزيف ان يضع حدا لحياته وان ينهي هذا العقاب الأبدي لكنه اختار ان يتحدى قدره وان يستمر في هذه المهمة ربما لأنه وجد معنى لهذه المهمة او وجد متعة فيها الأمر الذي يقودني أيضا إلى الكاتب الروسي (الوجودي) دويستوفسكي الذي ذكر في كتابه “الانسان الصرصار”، إن هنالك متعة في الألم أي أن “أسوأ” الأشياء يمكننا أن نجد فيها مغزى وأن نعطي لها معنى بدل أن تهزمنا يمكننا أن ننسجم معها ونستشعر بقيمة وجودها.
كامو ومثله كتاب وفلاسفة آخرين، يرون أنه ليس مهما أن نصل الى هدف محدد في حياتنا فالحياة هي ذاتها الهدف وعلينا أن نعطي قيمة ومعنى لكل شيء نفعله، حتى ولو كان كريها وحتى لو بدا لنا أنه عبثي ولا جدوى منه. علينا أن نعيش تفاصيل كل خطوة نخطوها، دون أن نفكر إلي أي هدف تقودنا وأي قمة سنصلها بعد ذلك لان إعطاء القيمة لكل خطوة والتماهي مع كل عمل نقوم به والشعور بأن مشوار حياتنا هو الهدف بعينه، ذاك هو الوقود الذي يزودنا بالقدرة على البقاء والاستمرار ودحرجة صخرة واقعنا الى ما لا نهاية.

حياتنا تشبه مهمة سيزيف اللولبية نحن نقوم بنفس الأعمال كل يوم، دورة الحياة لدينا تشبه الصخرة التي تصعد إلى قمة الجبل ثم تعود وتتدحرج منه. لكن هذه الأمور هي تفاصيل عامة، وهي التفاصيل التي لا يمكننا التلاعب بها كمهمة سيزيف صحيح أننا نعيش داخل أطر يصعب أحيانا تغييرها، لكنه لدينا القدرة على اختيار تغيير بعض التفاصيل الصغيرة.
أرى أن مهمة سيزيف ليست بالمهمة السهلة إذا ما نظرنا إلى إطارها العام، إنه لا يستطيع الهروب منها، ولا يستطيع التحكم بها، ولكنه يستطيع التحكم في كيفية تعامله مع الصخرة التي يدحرجها دوما، ورؤية التفاصيل التي تحدث حوله أثناء دحرجته للصخرة، يمكنه أيضا أن يقرر دحرجة الصخرة بشكل آخر. يمكنه أن يحطمها ويفككها إلى أحجار صغيرة ويصنع منها شيئا ما.