مباشر

عاجل

راديو اينوما

الديار: تفاؤل مبالغ فيه حكوميا والمخارج المقترحة تنتظر عودة باسيل ! العلم السوري في القنيطرة وتساؤلات اسرائيلية عن حزب الله السوري؟

27-07-2018

صحف

امضى الوفد الروسي في قصر بعبدا نصف ساعة من الوقت، دون تقديم اجابات محددة حول طبيعة الخطة الروسية لاعادة النازحين السوريين، فيما يبقى نجاح المسعى الروسي معلقا على طبيعة موقف دمشق المتشدد حتى الساعة في التعامل مع الملف اللبناني حيث يشترط رفع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين كشرط لمناقشة الملفات العالقة…

  في المقابل وبعد ساعات على جرعة التفاؤل التي اطلقها الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا ايضا حيال حلحلة العقد الحكومية تبين ان هذه الجرعة مفرطة بعض الشيء وربما تكون مصطنعة بعد ان تبين عدم وجود معطيات ملموسة تشير الى حتمية خروج "الدخان الابيض" قبل عيد الجيش، حيث تشير المعلومات بان الاطار العام الذي توافق عليه الحريري مع الرئيس عون بحاجة الى المزيد من البحث والتدقيق والكل بانتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل من واشنطن لتبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود في عملية التشكيل، باعتباره ما يزال العقبة الرئيسية امام "الحلحلة" كما تقول مصادر القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. 


وبحسب اوساط سياسية مطلعة على الموقف الروسي، في الشكل، فوجئ الروس بمستوى الحضور الرسمي اللبناني، فوجود الرؤساء الثلاثة الى جانب القيادات الامنية في بعبدا كان عاملا ضاغطا على الموفد الرئاسي الروسي الذي لم يكن في جعبته الكثير لمناقشته مع المسؤولين اللبنانيين، وكان يفترض ان لقاءه مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، كل على حدة، سيكون مجرد اجتماع بروتوكولي، فمهمته هي مجرد عملية استطلاع اولية دون خطة واضحة ومحددة لعودة اللاجئين، ولم يكن مفهوما لدى الجانب الروسي تلك المبالغة اللبنانية التي تجاوزت حدود مهمة اللجنة ورئيسها.

تساؤلات روسية؟
اما في المضمون، فتضع موسكو الموقف اللبناني تحت الاختبار لان سبل التعاون السابق مع الدولة اللبنانية لم تكن مشجعة، وقوبلت محاولات القيادة الروسية لرفع مستوى العلاقة الثنائية "ببرودة" لبنانية غير مفهومة بكامل جوانبها حتى الان، فاذا كان التعاون العسكري "مجمداً" بضغط اميركي، فان العلاقات في المجالات الاخرى ومنها السياسية والاقتصادية لم تصل الى المستوى المأمول من القيادة الروسية وحتى الزيارة الموعودة للرئيس ميشال عون لم تتم حتى الان دون تقديم اسباب موجبة لتأخيرها، ولذلك فان موسكو تضع العلاقات اللبنانية - الروسية تحت الاختبار، وما سمعه الوفد الروسي بالامس من موقف موحد حيال التعاون لاعادة النازحين يحتاج الى ترجمة عملية، وسيتبين لاحقا مدى وحدة الموقف اللبناني خصوصا اذا ما تبين لاحقا من الالية العملية ان الامر يحتاج الى اتصالات مباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية.…

لا خطة روسية
ووفقا لمصادر مطلعة على اجتماعات الوفد في بيروت، لم يقدم الجانب الروسي اي خطة تفصيلية تتعلق بتصوره لاعادة النازحين السوريين، وتركت هذه المهمة للجنة المشتركة سيتم تشكيلها لاحقا.. وكان الاجتماع الاهم على هامش لقاء بعبدا بين عدد من الضباط الروس والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي نقاش معهم بعض التفاصيل التقنية، واطلعهم على المهام التي يقوم بها في اطار اعادة دفعات من النازحين الى قراهم وبلداتهم… وقد علم ان دفعة جديدة مؤلفة من نحو 1000نازح ستعود نهاية الاسبوع من شبعا الى بيت جن السورية.

تشدد سوري مع لبنان
وفيما تتجه الدولة اللبنانية لتكليف اللواء ابراهيم مهمة ترؤس اللجنة من الجانب اللبناني، فان العقدة الرئيسية التي قد تواجه مهمته مسألة العلاقة الرسمية بين الدولتين السورية واللبنانية، خصوصا ان دمشق حرصت في الساعات القليلة الماضية على ابلاغ الجانب اللبناني، عبر قنوات التواصل المعتمدة، بأن عملية تنظيم العودة الجماعية للنازحين تختلف عما يجري اليوم من عودة طوعية لبعض اللاجئين، فالتنسيق الامني من خلال الامن العام اللبناني لن يكون كافيا في المرحلة المقبلة، واي خطوة لن تتم الا بعد حصول تنسيق سياسي بين الدولتين، فاعادة نحو 800 الف نازح، تبدو الظروف متاحة لعودتهم، لا يمكن ان تتم في ظل اصرار البعض في لبنان على العداء للدولة السورية، وهذا الامر سيكون مطروحا على بساط البحث مع الجانب الروسي الذي نقل كلاما مشابها للاردن الذي ابدى انفتاحا على رفع مستوى العلاقات الثنائية مع دمشق لتسهيل عودة اللاجئين. 


ووفقا للمعلومات، نقل عدد من زوار دمشق موقفا متشددا من القيادة السورية ازاء العلاقة مع الدولة اللبنانية في مسألتين الاولى تتعلق بالنازحين، والثانية بفرص الاستثمار في اعادة اعمار سوريا، وفي هذا الاطار ابلغ السوريون من يعنيهم الامر ان التعامل مع لبنان لن يتطور الا اذا تم فتح قنوات اتصال مباشر بين الحكومتين.. اما الامر المتعلق بالمشاركة في اعادة اعمار سوريا، فقد اصدرت الوزارات السورية المعنية تعميما "قاسيا" يتوعد اي شركة او فرد سوري بعقوبات جزائية قاسية اذا ما حاولوا ادخال اي مؤسسة او شركة لبنانية تنتمي الى احزاب او افراد ممن تآمروا على سوريا، من خلال عقود في الباطن…

الحريري: "التطبيع ماشي"...
وفي هذا السياق، بحث الرؤساء الثلاثة في بعبدا طبيعة الموقف المرتقب ازاء التعامل مع الوقائع السورية، وووفقا لاوساط وزارية بارزة، لم يبد الرئيس الحريري اي اشارة تفيد بأنه يرغب في تغيير موقفه ازاء عدم التعامل مع النظام السوري، اقله في هذه المرحلة، في مقابل رغبة الرئيسين عون وبري في تزخيم هذه العلاقة، لكن رئيس الحكومة المكلف لم يبد ممانعة في ان تفتح قنوات اتصال مناسبة دون "احراجه" شخصيا، ولفت الى انه "غطى" في السابق مهمة اللواء عباس ابراهيم ولا يزال، لكنه غير قادر على الذهاب بعيدا في "التطبيع" السياسي… وقد "غمز" الرئيس المكلف من "قناة" مشاركة الوزير حسين الحاج حسن في مؤتمر اعمار سوريا في دمشق، ولفت الى ان "التطبيع" "ماشي حاله" ويبدو انه ليس بحاجة الى تغطية حكومية… وكان لافتا بعد انتهاء اللقاء مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون اتجاه دمشق من خلال الابراق الى الرئيس بشار الاسد وشيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا معزيا بضحايا مجزرة السويداء التي نفذها ارهابيو تنظيم "داعش".

مفاوضات التشكيل
على صعيد الاتصالات المتعلقة بتشكيل الحكومة ثمة اجماع لدى كل المعنيين "بالعقد" المستعصية، ان جرعة التفاؤل التي سوق لها الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا مبالغ فيها بعض الشيء لان بعض التفاصيل المهمة في عملية التشكيل لم تصل بعد الى خواتيمها، ووفقا لاوساط مطلعة على عملية التأليف، فان ما تم الاتفاق عليه في بعبدا بين الرئيسين عناوين عامة تتصل بالتوافق على منح الحزب الاشتراكي الحق بتسمية 3 وزارء دون تحديد ما اذا كان هؤلاء من الدروز حصرا، وتركت هذه النقطة معلقة بانتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل من واشنطن..اما "العقدة" المسيحية فالاطار العام الذي تم التوافق عليه يقوم على منح القوات اللبنانية 4 حقائب دون تحديد ماهيتها خصوصا المسألة المرتبطة بمنحها حقيبة سيادية، وقد ترك الرئيس عون هذه التفاصيل للنقاش بين رئيس الحكومة المكلف والوزير باسيل بعد عودته.…

"القوات" و"الاشتراكي" والتفاؤل الحذر…
وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر القوات اللبنانية ان الرئيس المكلف وضعها باجواء لقاء بعبدا، وقد تم ابلاغه برغبة "معراب" تسهيل مهمته دون ان تتنازل عن ثوابتها، وفي هذا الاطار لن تمانع "القوات" بالتنازل عن حقها بالحصول على خمس حقائب وزارية، وسترضى بأربع على ان تكون واحدة منها سيادية، او تكون وزارات "دسمة" لا يكون فيها وزارة دولة… مع العلم ان "القوات" لا تزال حذرة من التفاعل مع الاجواء الايجابية لانها تعتقد ان "المعرقل" الاساسي ما يزال خارج البلاد وعودته ستكون حاسمة لمعرفة ما اذا كانت الامور تتجه نحو الحلحلة… وفي هذا الاطار، ثمن رئيس "القوات" سمير جعجع الجهود التي يبذلها الحريري، ودعا الاطراف المعرقلة للكف عن ممارساتها تسهيلا لتشكيل الحكومة. 


بدورها اكدت اوساط الحزب التقدمي الاشتراكي، انها تتابع مع الرئيس المكلف آخر التطورات الخاصة بتشكيل الحكومة، وهي تتعامل كما في السابق بايجابية مع كل جهد حقيقي يسرّع في "ولادتها"، لكنها ابلغت الرئيس المكلف انها لا تزال متمسكة بكامل الحصة الدرزية في الحكومة وليست في وارد التخلي عن حقها، ولن تقبل المساومة على هذا الامر…. 


هذا في تفاصيل النزاع على الحصص، اما المشكلة الحقيقية فلا تزال مرتبطة بالحسابات الخارجية، ووفقا لاوساط سياسية مطلعة، كان الحريري واضحا مع رئيس الجمهورية من خلال ابلاغه انه غير قادر على تجاوز الرغبة السعودية في تمثيل "وازن" للقوات اللبنانية في الحكومة، مؤكدا له على اصراره على استمرار تمسكه بمفاعيل التسوية الرئاسية معه، وقد طالبه بالتدخل الفاعل لحل "العقد" لانه وحده قادر على تخفيض "سقوف" المطالب التي تتيح الاسراع في عملية التأليف. 


السويداء تودع الشهداء… وانقسامات في بيروت
وفيما شيع ابناء السويداء شهداء المجزرة الداعشية بالامس، برز الدخول اللبناني على خط تلك الجريمة من خلال الانقسام السياسي الدرزي الواضح حيال الموقف مما حصل، وفيما يتقبل رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان التعازي بالشهداء يوم الاحد في دارته في خلدة، اتخذ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله تيمور موقفا مغايرا لجهة اتهام النظام السوري بالتواطؤ لتسهيل هجوم "داعش"، ووفقا لاوساط سياسية متابعة فان هذا الانقسام الحاد لا يرتبط بمجريات الاوضاع الميدانية في سوريا، وانما بالازمة السياسية الراهنة في البلاد والتي تترجم في تأخير تشكيل الحكومة، فـ"المختارة" ترى في التصعيد الاخير من قبل "خلدة" "رسالة" من القيادة السورية لجنبلاط وترى نفيها اليوم في موقف دفاعي بحجة وجود رغبة سورية في اضعافها سياسيا على الساحة اللبنانية، فيما ترى اوساط الديموقراطي ان الموقف "الجنبلاطي" المتشدد حكوميا ليس الا انعاكسا "لتعليمات" سعودية لاضعاف العهد وحلفاء سوريا في لبنان… وهكذا كان من الطبيعي ان تصدر تلك المواقف المتشنجة ازاء ما حصل في السويداء. 


ارتفاع حصيلة الشهداء
تجدر الاشارة الى ان حصيلة الشهداء قد ارتفعت الى 250 ، وقد ارتفعت الحصيلة تدريجياً منذ مع العثور على جثث المزيد من المدنيين "تم اعدامهم داخل منازلهم من قبل مسلحي "داعش" بالاضافة الى وفاة مصابين متأثرين بجراحهم، وقد استعادت القوات السورية واهالي المنطقة كامل القرى التي دخل اليها المسلحون الذين قتلوا منهم نحو 60 بينهم سبعة انتحاريين… وفي المجريات الميدانية ايضا رفع الجيش السوري العلم السوري فوق معبر القنيطرة، أبرز المعابر مع الجولان المحتل إثر دخوله مدينة القنيطرة المدمرة بعد نحو أربع سنوات من فقدان السيطرة عليها، ولم يبق سوى منطقة صغيرة من المنتظر ان تنضم قريباً الى اتفاق التسوية لتستكمل قوات النظام بذلك السيطرة على كامل المحافظة وكامل الخط الفاصل مع الجولان المحتل.

لا حرب في المنطقة؟
وفي هذا السياق، وعلى هامش الزيارة الروسية الى لبنان، اكدت اوساط دبلوماسية اطلعت على لقاءات الوفد الروسي في عمان، قبل وصوله الى بيروت، انه ابلغ المسؤولين الاردنيين بان التصعيد في المنطقة لا يعني ان الامور ذاهبة الى حرب بين اسرائيل و"خصومها" او بين الولايات المتحدة وايران، وشدد على ان جولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورئيس الاركان الروسي غراسيموف نجحت في تخفيض التوتر الذي لن يتحول الى حرب واسعة او حتى الى مواجهة محدودة. 


حزب الله السوري؟
ولفتت تلك الاوساط الى ان المحادثات بين الروس والاسرائيليين انتهت على "زغل" لان تعهد روسيا بإبعاد إيران وحزب الله حتى 100كم عن حدود الجولان المحتل لا يلبي الطموحات الاسرائيلية، إسرائيل تطالب بإغلاق المعابر الحدودية التي تستخدم لـ"تهريب" السلاح. وهي مصممة على طلبها بإبعاد كل الإيرانيين من كل سوريا. لكن ماذا عن حزب الله السوري؟ هو السؤال الذي لم يجد الاسرائيليون اجوبة شافية له عند الوفد الروسي، فالاسرائيليون يتحدثون عن آلاف الشبان السوريين الذين يعملون تحت "جناح" الحزب في سوريا وباتوا مجموعات قائمة بذاتها ويشكلون جزءا من النسيج الاهلي والمحلي في المناطقة الجنوبية، وهم موجودون على الارض… ولذلك فان تعهد موسكو على المدى الطويل لن يكون مجديا، لان الروس لم يقدموا اصلا تعهدات بان لا يقوم "مقاتلين شيعة" بدون زي عسكري أو بزي الجيش السوري بالبقاء في الجنوب، كما انه من المبكر الحديث عن مستقبل حل المجموعات الرديفة في سوريا لان الدولة السورية بات لديها رؤية استراتيجية امنية جديدة لن تتبلور قبل الانتهاء من المعركة الكبرى في ادلب، وهو ما مهد له بالامس الرئيس بشار الاسد… ولذلك كل ما حققه الروس في المدى المنظور منع الاحتكاكات الظرفية من التحول الى حرب مفتوحة بين مختلف الاطراف الحليفة والصديقة لها.

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.