مباشر

عاجل

راديو اينوما

الديار: هل تتحرّك الدولـة أم فتنة سنيّة ــ شيعيّة ؟

04-07-2018

صحف

 تزداد مشكلة الخلاف الحاصل بين مدينة العاقورة في أعالي جرد جبيل ومدينة اليمونة التي تطل على سهل البقاع ولها حدود مشتركة مع بلدة العاقورة، يسمّى المشاع بين البلدتين. 



وفي تاريخ الخلافات كان المرحوم الشيخ قبلان عيسى الخوري يحل المشاكل دائما بين اليمونة ومدينة دير الأحمر او بين اليمونة ومدينة العاقورة. الى ان حصل الخلاف الأخير في شأن المشاع على ارض العاقورة حيث اعتبر أهالي بلدة العاقورة ان أهالي اليمونة يعتدون على مشاع بلدة العاقورة. فقاموا وارسلوا دورية من بلدية العاقورة حيث حاصرها مسلحون من مدينة اليمونة ومنهم من يقول انه تم اطلاق الرصاص او تم سحب السلاح من عناصر دورية البلدية من العاقورة، لكن بالنتيجة الموضوع خطير، والسبب هو ان مدينة العاقورة كلها مارونية، ومدينة اليمونة كانت في الأساس مسيحية وشيعية، لكن مع الوقت تحوّلت الى أكثرية شيعية بنسبة 90 في المئة. 


وحتى الان لم يتم إيجاد حل لكيفية انهاء الخلاف حول المشاع من الأراضي بين مدينة العاقورة ومدينة اليمونة. فأهل اليمونة يقولون ان حدود المشاع التابع لمدينتهم يصل الى نقطة تصبّ في المشاع الذي تدّعي مدينة العاقورة انه لها وانه مشاع لاراضيها، لكن اهل العاقورة يرفضون هذا الامر، ويعتبرون ان ذلك اعتداء على ارضهم ومشاعهم وانه منذ 124 سنة هم يملكون هذا المشاع، عندما جاء الانتداب الفرنسي وحدد المناطق كما حددت الدولة اللبنانية المشاعات في المنطقة. 


لكن مع الوقت تغيرت الأمور، فكانت اليمونة بلدة شيعية فيها مسيحيون لكن أكثرية البلدات حولها من دير الأحمر الى شليفا الى بتدعي الى عيناتا الى مشاع العاقورة كله مناطق مسيحية، في حين كان الشيعة في اليمونة اقلية نسبة لاهالي المنطقة من حدود مدينة دير الأحمر حتى مشاع العاقورة. 


واليوم هنالك مشكلة كبرى وهي من يحدد المشاع الذي هو لمدينة اليمونة والمشاع الذي هو لمدينة العاقورة، والخطير في الامر ان مدينة العاقورة مارونية، ومدينة اليمونة شيعية وما لم يتم توافق سياسي بين الأحزاب التي تؤثر في المنطقة، إضافة الى تدخل الدولة جديا في الموضوع، فلا يمكن حل هذه المشكلة وقد يكون مدخلا لصراع اكبر وربما يتم اهراق دماء في هذه القضية. 


في الماضي حصلت مشاكل بين اليمونة والعاقورة حول المشاع، لكن تم ارسال سريتين من المغاوير تمركزتا في المنطقة المختلف عليها واعتبرت منطقة عسكرية تابعة لمغاوير الجيش اللبناني ومنعت أهالي اليمونة وأهالي العاقورة من التصرف بالمشاع، وجعلته شبه منطقة عسكرية، اما اليوم فلم تتحرك قيادة الجيش بالنسبة للصراع الحاصل حول المشاع بين مدينة العاقورة ومدينة اليمونة، خاصة وان للموضوع طابعاً مارونياً - شيعياً. 


وفي مدينة اليمونة هنالك عائلة كبرى من آل شريف، والعاقورة مدينة كبيرة فيها عائلات كبرى، وأهمهم مشايخ آل الهاشم، لكن المدينة كلها متضامنة في شأن عدم إعطاء أي متر من مشاع العاقورة الى اليمونة، فيما مدينة اليمونة تصر على الحصول على قسم كبير من المشاع، وبما انه لم تجر مساحة علمية لتحديد حدود مدينة العاقورة ومشاعها، إضافة الى تحديد حدود اليمونة ومشاعها فان الخلاف يكبر ويزداد وليس هنالك من حل في الأفق. فاذا لا سمح الله حصل خلاف عسكري بين أهالي العاقورة وأهالي اليمونة، فان المسألة ستأخذ طابعاً خطيراً لان اهل مدينة دير الأحمر وبتدعي وشليفا وعيناتا سيساندون أهالي العاقورة لان الجب الماروني المؤلف من خط الأرز الى دير الأحمر الى عيناتا الى حدود تخوم منطقة مشاع العاقورة هو جب ماروني واحد، وكلها عائلات متوزعة على مدن مارونية في المنطقة.

وفي المقابل فان الطائفة الشيعية تعتبر ان من حقها هذه الأراضي وانها عبر التاريخ كانت تملك كل هذا المشاع وكان المشايخ الشيعة هم الذين يتزعمون تلك المنطقة، لكن تغير الأمر بمجيء الانتداب الفرنسي وبعده العهود التي جاءت وتم انتخابها، يعتبرون اهل اليمونة ان هذه العهود ساندت العاقورة ضدهم وهم مظلومون ويحق لهم المشاع المختلف عليه.

كيف يمكن حل هذه القضية

يمكن حل هذه القضية أولا من خلال ارسال قوة عسكرية من مغاوير الجيش اللبناني لتعلن نقطة الخلاف نقطة عسكرية وتتمركز فيها حوال 30 آلية للمغاوير مع 3 سرايا يكون عددهم حوالى 250 مغواراً وهو عدد كبير جدا لكنه قادر على ضبط الوضع. وفي ذات الوقت لا بد من اتصالات بين فخامة رئيس الجمهورية وسماحة السيد حسن نصرالله، لان لهما هيبتهما في المنطقة وموقعهما المسؤول، ولا يجب ان تتوسع قضية العاقورة واليمونة الى خلاف دموي لا سمح الله، او الى هجوم يقوم به بعض الافراد بالسلاح ضد افراد منفردة، لذلك فالنقطة الثانية هي ضرورة ارسال قوة عسكرية من المغاوير او فوج المجوقل، او سرايا القتال الجبلي لفوج المغاوير الى المنطقة.

اما النقطة الأخرى فهي ان تقوم الدولة بجمع وجهاء العاقورة ووجهاء بلدة اليمونة، ومحاولة حل المشكلة حبياً لتحديد حدود مشاع العاقورة ومشاع بلدة اليمونة، لكن هذا الامر صعب للغاية، لان ليس له ضمانات للتنفيذ. والوحيد القادر على حل المشكلة هو موقع رئاسة الجمهورية عبر فخامة الرئيس وموقع سماحة السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله المقاومة. ويجدان حلا لتحديد المشاع وتقسيمه بين العاقورة واليمونة، وفق شهادات رجال من كبار العمر في البلدتين يعرفون الحدود والمشاع ويعرفون الأراضي كلها وما زالوا احياء وعمرهم في سن الـ 80 والـ 85 سنة وهم قادرون على ارشاد عناصر المساحة الى الحدود التي كانت تربط بلدة اليمونة بالعاقورة في أراضي المشاعات.

اما اذا لم يحصل اتصال بين فخامة رئيس الجمهورية وسماحة السيد حسن نصرالله في التفاهم على الموضوع، كذلك ما لم يرسل الجيش اللبناني قوة عسكرية تتمركز في المنطقة المختلف عليها، فانه في أي لحظة يمكن اندلاع مشكل عسكري لان العاقورة مسلحة واليمونة مسلحة أيضا.

ولذلك فلا بد من قرار عسكري بارسال من خلال مجلس الدفاع الأعلى قوة عسكرية تتمركز في المنطقة وتبني منشآت لها وتقيم شبه ثكنة عسكرية تكون صالحة للتدريب ولسكن القوات المسلحة من الجيش اللبناني، وعندها تمنع أي احتكاك بين أهالي العاقورة وأهالي اليمونة.

كما ان حزب الله له مونة كبيرة وهو يمون على أهالي مدينة اليمونة. كما ان أحزاباً مسيحية تستطيع ان تعطي رأيها في قضية الخلاف على المشاع بين بلدة العاقورة وبلدة اليمونة، وهي من الأجيال التي عاشت وعمرها اليوم 85 سنة وقادرة على تحديد نقاط الخلاف في شأن حدود المشاع بين بلدة العاقورة ومدينة اليمونة. اما اذا تركت الدولة الموضوع كما هو حاليا فانه في أي لحظة يمكن ان يحصل اشتباك عسكري بين أهالي بلدة العاقورة وأهالي بلدة اليمونة.

واذا كنا صريحين فنقول ان حزب الله يستطيع فرض رأيه بالنسبة لشيعة مدينة اليمونة، كذلك لفخامة رئيس الجمهورية وقائد الجيش لديهم هيبة وقوة قادرة على فرض الامن بين بلدة العاقورة وبلدة اليمونة، كي لا يكبر المشكل ويقع قتلى وجرحى وعندها لن تنتهي الأمور الا بعد 10 سنوات واكثر.

اول ما تحتاج اليه منطقة المشاع بين العاقورة واليمونة، هو تكليف إدارة المسح بالاشتراك مع قيادة الجيش اللبناني الذي لديه خرائط دقيقة وذلك لرسم الحدود ما بين العاقورة واليمونة، ثانيا، يجب ان يقوم محافظ البقاع بزيارة لوجهاء بلدة اليمونة ووجهاء بلدة العاقورة ويلعب دورا في تخفيف حدة الصراع والبحث على طاولة مستديرة في كيفية إيجاد حل لقطعة المشاع الأرضية المختلف عليها بين بلدة العاقورة وبلدة اليمونة.

كما ان لحزب الله والقوات اللبنانية وحزب الكتائب والمنطقة فقيرة بالاحزاب لكنها غنية بالفاعليات المثقفة والمتعلمة، وبالتالي يمكن ان يتم عقد اجتماع في القصر الجمهوري برئاسة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والاستماع الى وفد اليمونة ووفد مدينة العاقورة لايجاد حل ثابت ويؤمن المياه ويؤمن طعام الماشية في جبال اليمونة والعاقورة.

فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حاول استدراك الأمور واستيعابها وقال اذا كانت العاقورة عيني اليمنى، فاليمونة هي عيني اليسرى، وبالتالي انا حريص على البلدتين الى اقصى حد، لكن ما لم يتم ارسال لواء او قوة من المغاوير او قوة من القتال الجبلي التابع للمغاوير او من مغاوير البحر فان لا ضمانة بأن لا يحصل حادث بين لحظة وأخرى، لان التعصّب موجود في المنطقة، والناس تعيش على توتر دائم في شأن مشاكل حاصلة بين الطائفة المسيحية والطائفة الشيعية في المنطقة.

ومنهم من يقول انه في جبال الضنية العالية التي تتصل بجبال العاقورة والأرز توجد صواريخ لحزب الله ويمنع احد من الاقتراب من المنطقة، وباستطاعة حزب الله بما لديه من قدرة على عناصره وجمهوره في ان يحل الامر مع فخامة رئيس الجمهورية التي تقع عليه مسؤولية كبرى في انجاز المصالحة على قاعدة واضحة وليس تبويس لحى، بل قاعدة واضحة يتم فيها تقسيم المشاع بين بلدة العاقورة وبلدة اليمونة على قاعدة علمية كما حصل في أيام فرنسا عندما انتدبت فرنسا لبنان من سنة 1918 حتى سنة 1943.

على كل حال كلام فخامة رئيس الجمهورية الذي قاله في شأن بلدة العاقورة وبلدة اليمونة، خفف من أجواء التشنج عندما اعتبر ان العاقورة عين من عيونه واليمونة هي عين أيضا من عيونه، وانه يريد الحفاظ عليهما وسيجد الحل لانهاء هذا الصراع على قطعة ارض بسيطة في لبنان. انما في كل الأحوال ما لم ترسل قيادة الجيش قوة عسكرية تتمركز في مشاع العاقورة - اليمونة، فان هنالك خطرا جديا في حصول اشتباكات بين أهالي اليمونة وأهالي العاقورة في ظرف أسبوع او أسبوعين كحد اقصى. 

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.