مباشر

عاجل

راديو اينوما

الديار : لماذا طلب باسيل اجتماعاً طارئاً مع الرئيس سعد الحريري؟

02-07-2018

صحف

اول من امس طلب الوزير جبران باسيل موعدا طارئا مع الرئيس سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة وتعشى ‏عنده، وامتدت السهرة حتى الواحدة ليلا لبحث تشكيل الحكومة. وقد سبق اللقاء حضور النائب غطاس خوري ‏ووزير الاعلام الذي يمثل القوات اللبنانية ملحم الرياشي. كما زار النائب غازي العريضي الرئيس سعد الحريري ‏قبل ان يبدأ اجتماع الرئيس الحريري مع الوزير باسيل عند الساعة التاسعة ليلا وينتهي عند الواحدة فجرا‎.‎

‎ ‎
وكان مقررا ان يغادر الرئيس الحريري الى الخارج لمدة 7 الى 9 أيام لقضاء إجازة مع عائلته في أوروبا، لكنه ‏قام بتأجيل سفره كي يجتمع مع الوزير باسيل ويرى ما لديه بشأن اخر التطورات‎.‎
‎ ‎
وقد جرى البحث بين الرئيس الحريري والوزير باسيل بشأن تأليف الحكومة. وقال باسيل انه مكلف من فخامة ‏الرئيس العماد ميشال عون تسهيل تشكيل الحكومة المكلف به الرئيس سعد الحريري، ولذلك فهو لا يصر على 7 ‏وزراء بل مستعد للنزول الى 5 وزراء او 4 وزراء، على ان يكون الوزير الخامس حليفا للتيار الوطني الحر ‏وليس عضوا في التيار. وارتاح الرئيس الحريري لطرح الوزير باسيل، وتمت مناقشة الحقائب. فطلب الوزير ‏باسيل وزارة سيادية هي وزارة الخارجية، على ان يتولاها الوزير باسيل شخصيا. كذلك طلب وزارة ‏الاتصالات، كذلك طلب وزارة الطاقة على ان يكون وزيرها النائب سيزار ابي خليل، وطلب وزارة الاقتصاد ‏للوزير الرابع من التيار الوطني الحر. اما الوزير الخامس، فترك الامر للرئيس الحريري كي يختار اسما يكون ‏حلاً وسطاً لا يتحدى احدا انما يكون قريبا من التيار الوطني الحر‎.‎ 


تجاوب الرئيس الحريري الى حد ما مع طرح الوزير باسيل، لكنه قال له انه لا يمكنه ان يمنحه هذه الوزارات ‏الرئيسة لان حصة القوات اللبنانية ستصبح لا شيء، وستقتصر على وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية ‏ووزارات دون قيمة فعلية. لذلك فالرئيس الحريري حرص على تمثيل التيار الوطني تمثيلا جيدا، لكنه لا يستطيع ‏ان يقبل ان يكون تمثيل القوات ضعيفا‎.‎
‎ ‎
وهنا جرى البحث في الوزارات السيادية، وطرح الحريري موضوع وزير الدفاع يعقوب الصراف. وقال انه لا ‏يمثله سياسيا احد الا قربه من الرئيس عون وقربه من حزب الله، فلماذا يحوز وزارة سيادية ولماذا لا يتم إعطاء ‏القوات اللبنانية او الوزير وليد جنبلاط وزارة سيادية، وهكذا تكون الحكومة متوازنة من خلال وزارة سيادية ‏للقوات اللبنانية او الحزب التقدمي الاشتراكي وتكون وزارة الدفاع. وهكذا يرضي الحريري الوزير جنبلاط ‏بوزارة الدفاع والطلب منه 3 وزراء من الموحدين الدروز وتكتفي القوات بوزارة الصحة، وفي المقابل تقبل ‏وزارتين ليس لهما قوة تنفيذية في الحكومة. لكن الوزير باسيل اعترض بشدة على تسليم القوات وزارة الدفاع. ‏وقال ان هذا الامر غير وارد كليا نظرا للتاريخ الدموي لذي حصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، او ‏بالتحديد بين العونيين والقوات وبين الجيش اللبناني وعناصر أعضاء حزب القوات اللبنانية. ولذلك لا يمكن القبول ‏بإعطاء القوات اللبنانية وزارة الدفاع اللبنانية‎.‎ 


وهنا قال الرئيس الحريري ان وزارة الداخلية ستكون هي الوزارة السيادية التي هي من حصة تيار المستقبل. اما ‏المالية فمحسوم امرها، وهي من حصة حركة امل والرئيس نبيه بري. ولذلك فلا يمكن إعطاء وزارة الدفاع الى ‏القوات اللبنانية او للحزب التقدمي الاشتراكي، لان هنالك تاريخاً دموياً حصل في الجبل بين الجيش اللبناني ‏وعناصر حزب التقدمي الاشتراكي. عندئذ قال الرئيس المكلف سعد الحريري انه لا يجب التركيز على قصة ‏الوزارات السيادية واعتبار الوزارات السيادية الأربع المالية والدفاع والداخلية والخارجية لا يمكن اعتبارها هي ‏كل الوزارات اللبنانية، بل مثلا هنالك وزارة العدل، وهي وزارة شبه سيادية وتملك النفوذ الكبير في القضاء ‏اللبناني من خلال علاقاتها مع مجلس القضاء الأعلى وتشكيلات القضاء، إضافة الى ان وزارة العدل تأمر النيابات ‏العامة التمييزية كلها في لبنان‎.‎
‎ ‎
وهنا اقترح الرئيس الحريري تقسيم وزارة الخارجية والمغتربين لان الرئيس بري مستاء من تصرف الوزير ‏باسيل في وزارة الخارجية اللبنانية. واقترح الحريري ايضا ان تكون هنالك وزارة للخارجية ووزارة للمغتربين، ‏وان ينال الرئيس بري وزارة المغتربين، وبخاصة ان الجالية الشيعية كبيرة جدا في افريقيا وفي اميركا وفي ‏ديترويت، وهي تصل الى حوالى مليون مغترب من الطائفة الشيعية في افريقيا وفي ديترويت وأميركا وحتى كندا ‏ولها مصالح اقتصادية كبرى‎.‎
‎ ‎
لكن الوزير باسيل رفض المقترح بفصل المغتربين عن الخارجية معتبرا انه قام بجهود كبيرة في الوزارة، ‏واستطاع الاتصال بالمغتربين اللبنانيين وإقامة علاقات معهم. كما سعى ووصل الى نتيجة بإعطاء الجنسية ‏اللبنانية الى كل مغترب من اصل لبناني لم يقم بالحصول على أوراقه الثبوتية من اخراج قيد او تذاكر. ويمكن هنا ‏إعطاء حوالى 250 الف هوية وجنسية لمغتربين لبنانيين في الخارج، وان الوزير باسيل لا يقبل ان يكون المدير ‏عام هيثم جمعة وزيرا للمغتربين بل يصر على ان تكون وزارة المغتربين ضمن وزارة الخارجية‎.‎ 


وهنا لم يناقش الرئيس الحريري، لكنه تمنى على الوزير باسيل درس مشروع فصل وزارة المغتربين عن وزارة ‏الخارجية، وان مهمته كوزير للخارجية كبرى متصلة بأكثر من 100 دولة في العالم واكثر من 68 سفيرا ‏يراسلون وزارة الخارجية. اما وزارة المغتربين فليس من الضروري ان يكون المدير العام هيثم جمعة وزيرا ‏للمغتربين، بل شخصية غير شيعية يرضى عنها الرئيس بري ويكون وزيرا لشؤون المغتربين، كما ان انقسام ‏الجمعية الدولية للمغتربين اللبنانيين وما حصل بين الوزير باسيل والمدير العام هيثم جمعة، أدى الى توتر كبير في ‏العلاقة بين الرئيس بري والوزير باسيل. ولذلك المطلوب من باسيل تقديم هذا التنازل البسيط للرئيس بري الذي ‏يهتم بالمغتربين، وبخاصة بالجالية الشيعية في افريقيا وغيرها. كما انه في ديترويت يوجد نصف مليون شيعي في ‏الولايات المتحدة ولهم مصالح هامة وحتى حدود كندا. ولذلك فان إعطاء وزارة المغتربين للرئيس بري سيعطيه ‏راحة كبيرة في التعامل، وسيؤدي الى احترام رأيه واعطائه القيمة لمطلب دولة الرئيس نبيه بري. انما الوزير ‏جبران باسيل رفض كليا فصل وزارة الخارجية عن وزارة المغتربين وبقي الخلاف دون مشكلة او ازمة بين ‏الوزير باسيل والرئيس المكلف سعد الحريري بشأن ترسيم دستوريا وزارتين واحدة للخارجية وواحدة للمغتربين‎.‎
‎ ‎
كما شرح الوزير باسيل كم ان جولاته الخارجية، خصوصاً في اميركا اللاتينية في البرازيل والمكسيك وفنزويلا ‏وكندا وأستراليا، أعطت ثمارا كبيرة في الاتصال بالمغتربين اللبنانيين، وانه يعتبر ان هنالك مسعى لشق المغتربين ‏اللبنانيين الى شيعي ومسيحي. ولذلك يجب إبقاء اتحاد المغتربين اللبنانيين قائماً كيلا تظهر هنالك جالية مسيحية او ‏جالية شيعية. بينما وزارة الخارجية اللبنانية والمغتربين تستطيع التنسيق بين الجاليات اللبنانية في العالم وتأمين ‏الخدمات لهم، خصوصا ان القنصليات اللبنانية في العالم وعددها 114 قنصلية هي التي تتولى شؤون المغتربين ‏اللبنانيين لان البلدان التي يوجد فيها المغتربون مناطق شاسعة ولا يمكن انتقالهم الى عواصم هذه الدول لاجراء ‏المعاملات في السفارات اللبنانية، انما عبر القنصليات اللبنانية التي عددها 114. وأعطى الوزير باسيل مثالا على ‏ذلك ان المغترب اللبناني في اميركا لا يستطيع الانتقال من كاليفورنيا الى واشنطن لاجراء معاملة بينما هنالك ‏قنصلية تجري معاملات السفر، وهي تابعة لوزارة الخارجية والمغتربين، وهنالك سفارة في واشنطن قريبة من ‏بوسطن وتستطيع استقبال المغتربين اللبنانيين‎.‎ 


ثم انتقل البحث الى اقتراح ان يكون عدد الحكومة 24 وزيرا بدل 30 وزيرا، لكن الحريري رفض هذا الطرح وقال ‏انه لا يريد المناقشة فيه لان حكومة الـ 30 وزيرا نجحت منذ أيام الرئيس الراحل رفيق الحريري واستطاعت ‏استيعاب كل المذاهب والطوائف، والان لا مجال لتغيير واقع الحكومة من 30 وزيرا الى 24 وزيراً. كما ان السبب ‏المطروح لتعديل عدد مناصب الوزارة الى 24 سيخلق مشكلة كبرى، ذلك انه مع وجود الـ 30 وزيرا يوجد ‏مشاكل، فكيف اذا تم تقصير وتخفيف عدد الوزراء من 30 الى 24 وزيرا؟
‎ ‎
انتهى اجتماع الرئيس الحريري والوزير باسيل على تفاهمات بسيطة وعلى أجواء جيدة بين الرئيس الحريري ‏والوزير جبران باسيل، وعلى ان يقوم باسيل بنقل أجواء اللقاء الى فخامة الرئيس عون. ولكن لم يتم التوصل الى ‏حلول جدية بشأن تأليف الحكومة، وسيسافر الرئيس الحريري الى الخارج في إجازة مع عائلته، كذلك سيعود دولة ‏الرئيس نبيه بري الى لبنان بعد حوالى 7 أيام. كما ان هنالك حوالى 43 نائبا ووزيرا خارج لبنان في إجازة. لذلك ‏قال نائب هام من كتلة مستقلة سياسية يرأسها زعيم سني كبير، ان الحكومة لن تتشكل قبل 3 أسابيع او شهر، أولا ‏نتيجة الاجازات وثانيا نتيجة الخلافات بخاصة ان هنالك 3 عقد كبيرة : أولا هي إصرار الوزير وليد جنبلاط ‏على تعيين الوزراء الثلاثة من الطائفة الدرزية في الحكومة وعدم التراجع عن قراره، كذلك إصرار فخامة الرئيس ‏عون ان يكون نائب رئيس الحكومة من حصة رئيس الجمهورية. ويبدو في الأفق ان السيد نجاد عصام فارس نجل ‏رجل الاعمال والرئيس عصام فارس الذي تولى اكثر من عشر سنوات منصب نائب رئيس الحكومة، سيتولى ‏نجله نيابة رئاسة الحكومة. وهنالك اتصالات في هذا المجال، والرئيس عون يدعم نجاد عصام فارس الى الحكومة ‏وتسلمه منصب نائب رئيس الحكومة‎.‎
‎ ‎
اما القوات اللبنانية، فتعتبر ان هنالك مقعدين مسيحيين هما نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الوزراء ‏وهما من الطائفة الارثوذكسية. ومع نيل وانتخاب النائب ايلي الفرزلي نائبا لرئيس مجلس النواب، فان التيار ‏الوطني الحر حاز المقعد المسيحي الأقوى وهو نائب رئيس مجلس النواب‎.‎
‎ ‎
اما بالنسبة الى المقعد الثاني المسيحي الأرثوذكسي وهو نائب رئيس مجلس الوزراء وكما كان في الحكومة السابقة ‏حيث كان الوزير أبو عاصي، فان القوات تريد ان يكون نائب رئيس الحكومة من حصتها وتكون الحصة موزعة ‏على الشكل الآتي : نائب ارثوذكسي لرئيس مجلس النواب لمصلحة التيار الوطني الحر ونائب ارثوذكسي لرئيس ‏الحكومة من الطائفة الارثوذكسية من اختيار القوات اللبنانية. والرئيس الحريري يرحب جدا بوصول الشاب نجاد ‏عصام فارس الى موقع نائب رئيس الحكومة. وهو يرى انه مستعد للتعاون معه كون السيد نجاد عصام فارس ملماً ‏بالاعمال والشركات واعمال المال ويستطيع مساعدة رئيس الحكومة في البرنامج الاقتصادي والمالي والمعيشي ‏والانمائي والعقاري المقبل‎.‎
‎ ‎
اما القوات اللبنانية فلن تقبل ذلك، بل تريد ان يكون نائب رئيس الحكومة من حصتها، كما جاء نائب رئيس مجلس ‏النواب النائب ايلي الفرزلي من حصة التيار الوطني الحر. وان القوات ترى انه لا يجوز ان يحوز التيار الوطني ‏الحر مقعد نائب رئيس المجلس النيابي ونائب رئيس الحكومة، بل ترى انه يجب توزيع المقعدين الارثوذوكسيين ‏واحد للتيار واخر للقوات، كما جرى في الحكومة السابقة حيث الوزير أبو عاصي هو نائب رئيس الحكومة‎.‎
‎ ‎
اما العقدة الثالثة فهي ان الرئيس الحريري لا يقبل توزير النائب أسامة سعد حليف حزب الله والنائب عبد الرحيم ‏مراد. فبالنسبة للنائب أسامة سعد يعتبره خصما مباشرا في صيدا، وهو لا يقبل الا ان يكون تيار المستقبل هو ‏زعيم صيدا. اما بالنسبة للوزير الثاني فهو النائب عبد الرحيم مراد. والرئيس الحريري لديه معلومات ان النائب ‏عبد الرحيم مراد كان ينفذ أوامر اللواء الراحل غازي كنعان وعلى اتصال دائم به، وهو من جبهة التحالف السوري ‏ولا يقبله ممثلا عن الطائفة السنية في الحكومة. وكل ما يقبله ان يكون النائب فيصل كرامي وزيرا في الحكومة، ‏وذلك من اجل التعاون مع الوزير فرنجية. وانه يعتبر ان النائب كرامي هو شقيق الشهيد رشيد كرامي وتاريخ ‏الرئيس عمر كرامي سنيا لامعا ومحافظ على الطائفة السنية طوال 60 عاما ومنذ أيام والدهما المرحوم عبد الحميد ‏كرامي‎.‎
‎ ‎
ويبدو من خلال سفر الرئيس سعد الحريري المكلف تشكيل الحكومة انه سيجتمع مع الرئيس الفرنسي ماكرون ‏ويبحث معه تشكيل الحكومة. ويريد ماكرون الإسراع في تشكيل الحكومة كي يبدأ ضخ الاموال التي هي 11 مليار ‏ونصف مليار لان فرنسا خائفة من انهيار نقدي ومعيشي واقتصادي في لبنان، وان السيدة لاغارد رئيسة ‏الصندوق الدولي، وهي من الجنسية الفرنسية، ولها اكثر من 38 عاما في الصندوق الدولي حتى أصبحت رئيستها، ‏حذرت لبنان من اتباع سياسة غير مسؤولة وان لبنان على شفير انهيار والرئيس ماكرون ينسق مع الرئيسة ‏لاغارد بشأن لبنان بكل التفاصيل، وهي ساهمت في إنجاح مؤتمر سيدر 1 وتابعت تفاصيل الأرقام‎.‎ 


اما ما سينتج من اجتماع الرئيس الحريري مع الرئيس ماكرون، فلا معلومات لدينا في هذا المجال، باستثناء ان ‏الرئيس ماكرون سيسعى بوساطة لتشكيل الحكومة عبر الاتصال مع ايران للتكلم مع حزب الله والسعودية كي ‏تتدخل وتخفف من العقبات في وجه تشكيل الحكومة. كما ان الرئيس الفرنسي ماكرون سيتصل بالرئيس الأميركي ‏ترامب والرئيس الروسي بوتين والرئيس التركي اردوغان طالبا التدخل ووضع كل ثقلهم لتشكيل الحكومة اللبنانية. ‏وقد تنجح فرنسا في هذا الامر وتصل الى تأليف الحكومة بسرعة بدل انتظار شهر إضافي‎.‎
‎ ‎
لم يتوصل الرئيس المكلف الحريري والوزير باسيل الى اتفاق جدي نهائي لتشكيل الحكومة، لكنه خفف جزءا من ‏العقبات. ومع انتقال الرئيس بري في الخارج، وبالرغم من انه في إجازة، الا انه يؤثر في علاقاته. ومن غير ‏المستبعد ان يلتقي من الباب سرا او علنا ويطلب منه التدخل لمعالجة وضع لبنان، وبخاصة الازمة الحكومية ‏والتدخل مع الأطراف المسيحية الأربعة وهم : فرنجية، الكتائب، جعجع وباسيل او عون لطرح صيغة تؤدي الى ‏تمثيل المسيحيين تمثيلا سليما دون الطمع في المقاعد. وعلى الأرجح يبدو ان الاجتماع سيكون سرا بين الرئيس ‏بري وبابا الفاتيكان لبحث الوضع اللبناني وبخاصة الوضع المسيحي كي يكون مرتكزا على رعاية البابا، وهي ‏اعلى سلطة مسيحية تشرف على الطائفة المسيحية الكاثوليكية في العالم‎.‎
‎ ‎
‎ ‎زيارة قائد الجيش الى اميركا
‎ ‎
هذا وفي سابع زيارة يقوم بها القائد جوزيف عون الى الولايات المتحدة لمس حرص الولايات المتحدة، على ‏الوضع الأمني وعلى الجيش في لبنان، وتلقى تهنئة لاشرافه على الانتخابات دون حصول أي حادث. كما ابلغه ‏البنتاغون، أي وزارة الدفاع الأميركية، انها قررت تسليح الجيش اللبناني، شرط ان لا يستلم أي أسلحة من روسيا. ‏خاصة ميغ 29 ودبابات ت 90 او دبابات ت 72 او راجمات صواريخ بعيدة المدى تصل الى 40 كلم. ويبدو ان ‏قائد الجيش العماد عون مرتاح الى سياسة دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني. وقد تلقى منذ نهاية 2016 حتى ‏بداية 2018 أسلحة بقيمة مليار و150 مليون دولار من ملالات ومدفعية وناقلة جند مصفحة. وان الولايات ‏المتحدة ستكمل برنامج تسليحها للجيش اللبناني حتى يصبح من الجيوش القوية، باستثناء تسليمه صواريخ ارض ‏‏- جو لان إسرائيل تضع فيتو على تسليم لبنان صواريخ مضادة للطائرات‎.‎
ويبدو ان قائد الجيش اللبناني عرض حاجة الجيش من أسلحة من خلال برنامج نيابة رئاسة اركان الجيش اللبناني ‏للتجهيز. وقد وافقت القيادة الأميركية على تنفيذ هذا البرنامج وتسليم الجيش الأسلحة المطلوبة تدريجيا. وانه سنة ‏‏2018 سيتسلم الجيش أسلحة نوعية، مع العلم ان عديد الجيش بلغ 77 الى 78 الف جندي ورتيب وضابط، في ‏حين ان عديده في السابق كان 53 الف جندي ورتيب وضابط‎.‎
‎ ‎
وسيتم تزويد الجيش اللبناني بناقلات جند مدرعة كي يستطيع ان ينقل الجنود من منطقة الى أخرى خلال ساعة ‏ونصف. والولايات المتحدة اتخذت قرارا بتسليم لبنان 60 طوافة مسلحة بالصواريخ تعمل بالليزر خلال 2018 ‏و2019. وبذلك يكون قد اصبح لدى الجيش اكثر من مئة طوافة حربية يمكنها مساعدة القوى البرية على ضرب ‏أي قوى تقف في وجهها. كما ان الولايات المتحدة فتحت الباب امام تدريب ضباط الجيش بأعداد كبيرة، فبعدما ‏كانت تعطي 120 مقعد تدريب للضباط رفعت العدد الى 600 ضابط في السنة كي يتدربوا وينالوا شهادة قائد سرية ‏وفصيلة وكتيبة وضباط اركان وقائد معهد عال للحرب. وهذا التعاون لا يحصل الا بين اميركا وبريطانيا ‏وإسرائيل، حتى انه لا يحصل مع الأردن بل مع مصر فقط، نظرا لضخامة الجيش المصري الذي يصل عديده الى ‏مليون و300 الف ضابط ورتيب وجندي مصري. وقد ابلغ قائد الجيش اللبناني فخامة الرئيس بنتائج زيارته الى ‏الولايات المتحدة ودعم واشنطن للبنان وللجيش لا سيما وقد فتحت أبواب التدريب للجيش وفتحت أبواب التسليح ‏لتسليم الجيش دبابات وناقلات ومدفعية وذخيرة وطوافات وصواريخ مضادة من طراز تاو الحديثة التي تستطيع ‏تدمير الدبابة واشعالها بشكل كامل. وستسلم طائرات السوبر توناكو العشرة التي اشتراها العماد جان قهوجي ‏وستسلمه اكثر من 600 صاروخ جو - ارض يتم توجيهها بالليزر وتصيب الهدف إصابة دقيقة. وبذلك تكون ‏طائرات سوبر توناكو صالحة للقصف الداخلي وليست صالحة لمواجهة أي طائرة إسرائيلية او غيرها، بل هي ‏تدعم لواء او فوجاً لضرب قوى تقف في وجهها‎.‎
‎ ‎
ثم دخل البحث بين قائد الجيش اللبناني وقيادة الجيش الأميركي بشأن الخطة العسكرية حول مدينة بعلبك. ‏واستفسرت وزارة الدفاع الأميركي عن المقصود بخطة عسكرية في منطقة بعلبك، وما هو موقف حزب الله في ‏هذا المجال، ولماذا هو لا يؤمن الغطاء لعملية يقوم بها ما دام لديه قدرة لحرب شاملة ضد إسرائيل في كل ‏المجالات. فرد القائد ان هذا الامر اقره مجلس الوزراء وهو امر داخلي وليست حرباً بين حزب الله ودولة خارجية ‏وسيقوم بالعملية العسكرية فور عودته بعد مراجعة فخامة الرئيس ودولة الرئيس الحريري والرئيس نبيه بري، ‏لانه يطلب الغطاء السياسي الكامل والتي لا تحبذ واشنطن القيام بها، بل تطلب ان يقوم 4 الاف من فهود الامن ‏الداخلي بدل ان يتدخل الجيش في بعلبك منطقة حزب الله. وعلى كل حال تم تأخير تنفيذ العملية حتى اجراء البحث ‏او حتى عودة الرئيس بري والرئيس الحريري من الخارج‎.‎
‎ ‎
‎ ‎مشكلة القروض العقارية
‎ ‎
هنالك حاليا مشكلة القروض العقارية التي كان يدعمها مصرف لبنان ويزود بها مصرف الإسكان ووزارة ‏الإسكان وقد سنة 2018 مليارين و300 دولار، وهو من احتياط مصرف لبنان وقد تم صرف المبلغ خلال 3 ‏اشهر من بداية 2018. وهنالك أسئلة كثيرة عن جهات استدانت مبالغ لشراء عقارات وحصلت على قروض بفائدة ‏‏2 بالمئة وقامت بتوظيفها بفائدة 10 بالمئة، لان فوائد المصارف هي 10.5 بالمئة. فأوقف حاكم مصرف لبنان ‏قروض الإسكان لانه صرف قروض الإسكان في هذا المجال. واثر الضجة تدخل الرئيس عون مع الأستاذ ‏رياض سلامة طالبا منه ضخ أموال لحل العقدة العقارية، فكان جواب الأستاذ سلامة انه لا يستطيع ان يعطي من ‏احتياط 2018 أي قرض لان المبلغ انتهى. واستثنائيا وبناء على طلب الرئيس عون، يمكن ان يعطي ملياري ‏دولار من احتياط 2019 وبعدها لا يقدم المصرف أي مبلغ في الشأن العقاري، لان هذه المسؤولية هي مسؤولية ‏مصرف الإسكان ووزارة الإسكان التي تتقاضى ضرائب على البناء والتنظيم المدني والابنية والرسوم، وتكون ‏مبالغ تصل الى 6 مليارات، وهي المسؤولة عن تقديم الاستدانة لمن يريد شراء شقق للسكن. وعلى هذا الأساس، تم ‏الاتفاق بين رئيس الجمهورية وسعادة الحاكم على تسليم ملياري دولار من احتياط 2019 والتوقف عند هذا الحد ‏وعدم تقديم المصرف المركزي أي ليرة واحدة في هذا المجال‎.‎
‎ ‎
هذا، وعاد الحديث بين فخامة الرئيس عون وحاكم مصرف لبنان الى ما جرى في مجلس النواب حين تم إقرار ‏سلسلة الرتب والرواتب، وهي حوالى ملياري دولار في السنة. وقام بالتذكير انه طالب بتقسيط دفع السلسلة على ‏خمس سنوات، وهكذا تبقى الخزينة دون عجز الـ 5 مليارات ويصبح فقط 3 مليارات. لكن تحت الضغط الشعبي، ‏اقر مجلس النواب سلسلة الرتب والرواتب دفعة واحدة ودفع ملياري دولار دفعة واحدة. وقال سعادة حاكم مصرف ‏لبنان انهم لو سمعوا رأيه بشأن تقسيط السلسلة لمدة 5 سنوات، لكان لبنان استطاع دفع السلسلة دون ازدياد أسعار ‏البضائع لان البضائع الغذائية زادت سعرها ولم تعط السلسلة النتائج اللازمة. ولذلك تمنى سعادة حاكم مصرف ‏لبنان على فخامة الرئيس عون عدم الضغط على القطاع المصرفي وعلى مصرف لبنان لدفع أموال من اجل ‏السلسلة او مصاريف أخرى، لان الأموال التي يملكها المصرف ليست ملكه بل يأخذ 15 الى 20 بالمئة احتياطاً ‏التي يودعها الشعب اللبناني ويحفظ المصرف المركزي، حتى اذا تعثر أي مصرف يقوم المصرف المركزي بدفع ‏الأموال لخسائر المصرف ويحول دون وصوله الى الإفلاس. لذلك هذه الأموال ليست لمصرف لبنان بل ‏للمواطنين الذين اودعوا أموالهم في المصارف. وهو يحصل على 20 بالمئة من المصارف لذلك لا يمكن ان يدفع ‏أي أموال لمشاريع لا تكون مدروسة، وبخاصة ذات مردود تعطي للشعب اللبناني مردودا في زيادة الرواتب بدل ‏ما حصل في سلسلة الرتب حيث تم دفع ملياري دولار في حين ان البضائع زادت بنسبة 43 بالمئة وفق إحصاء ‏مؤسسات مالية‎.‎
الازمة السنية الخطرة
‎ ‎
بعد تصريح اللواء النائب جميل السيد الذي اقترح فيه توقيع 70 نائبا او 67 نائبا على سحب تكليف رئيس الحكومة ‏السيد سعد الحريري تشكيل الحكومة وتكليف غيره بعدما عجز عن تشكيل الحكومة، قام رؤساء الحكومات من ‏الطائفة السنية السابقين بالاجتماع لدى الرئيس الحريري وتضامنوا معه واعتبروا هذا الطرح خطراً جدا لان ‏الدستور يقول ان رئيس الجمهورية يجري الاستشارات لتشكيل حكومة بغية تشكيل مجلس وزراء مقبل، وان ‏رئيس الحكومة المكلف غير ملزم بمدة زمنية معينة، فجاء تصريح النائب جميل السيد، ولأنه من الطائفة الشيعية، ‏وترك اثرا لدى رؤساء الحكومات من الطائفة السنية السابقين واعتبروه مسا بالدستور وانقلاباً على الطائف. ‏واصدروا بيانا رفض أي انقلاب على الطائف، وقالوا ان رئيس الحكومة الذي يتم تكليفه بعد استشارات من رئيس ‏الجمهورية لا يمكن ان يذهب بوثيقة يوقعها 70 نائبا لان الدستور يقول انه اذا لم يستطع رئيس الحكومة المكلف ‏التخلي عن التشكيل، عندئذ يقوم رئيس الجمهورية باجراء مشاورات جديدة ملزمة لتكليف رئيس حكومة من ‏الطائفة السنية لتشكيل الحكومة. ولم يتم سحب التشكيل من الرئيس السني عبر وثيقة موقعة من 70 نائبا، بل فقط ‏في حال انسحب الرئيس المكلف يقوم اذاك رئيس الجمهورية بالدعوة الى اجراء مشاورات ملزمة لتكليف ‏الشخصية التي ستؤلف الحكومة، وقد يتم نتيجة المشاورات الملزمة الإصرار على الشخصية نفسها لتأليف ‏الحكومة، وهنا لا يمكن لاي وثيقة من 70 نائبا او غيرها تغيير قرار الاستشارات الإلزامية. واذا اصر رئيس ‏الحكومة المكلف على عدم تشكيل الحكومة، عندئذ يقوم رئيس الجمهورية عبر اتفاق الطائف بإجراء مشاورات ‏لتكليف شخصية من الطائفة السنية. وعندئذ يبدأ الرئيس المكلف بالسعي لتشكيل الحكومة. اما مبدأ توقيع 70 نائبا ‏فمرفوض وانقلاب على دستور الطائفة، وهو مرفوض كليا ويمس كرامة رئيس الحكومة المكلف وكرامة موقع ‏رئيس مجلس الوزراء. ولذلك طرحوا رفض أي شي من هذا من رؤساء الحكومات السابقين. ولذلك تم ختم ‏الطائف بختم واضح، وهو انه لا يمكن سحب تكليف الشخصية السنية المكلفة تأليف الحكومة، بل اجراء ‏استشارات ملزمة جديدة. ويكون للشخصية السنية المكلفة تشكيل الحكومة كل الحرية لاجراء الاتصالات واخذ ‏الوقت المناسب حتى لو استغرقت سنة او اكثر من ذلك‎.‎
‎ ‎
وجاء ذلك دعما من رؤساء الحكومات السنية السابقة لموقف الرئيس سعد الحريري في عملية تشكيل الحكومة. ‏وهكذا تم توجيه انذار الى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والى النائب جميل السيد، وان أي انقلاب على ‏الطائف سيؤدي الى ازمة داخلية لا تنتهي. وإزاء هذا الوضع، سيأخذ الرئيس الحريري وقته لتشكيل الحكومة ‏الجديدة وحل العقبات والمصاعب امامه، بخاصة ان هنالك مرشحين لتشكيل الحكومة هما الرئيس سعد الحريري ‏والرئيس نجيب ميقاتي. وقد اختارت الاستشارات الملزمة الرئيس الحريري والرئيس ميقاتي ابتعد عن الامر. ‏وترك الامر مفتوحاً للرئيس الحريري، لكن الرئيس ميقاتي اصر على الحفاظ على الطائف وعلى منع أي محاولة ‏للانقلاب عليه

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.