مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار: عون والحريري والتسوية ثالثهما لتذليل عقبات التأليف

29-06-2018

صحف

مع ان لقاء بعبدا الأول لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بعد العاصفة السياسية التي هزت عملية تأليف الحكومة الجديدة، لم يكن مفصلياً في اعادة اطلاق هذه العملية، أقله وفق المعطيات المعلنة، فإنه أفضى الى محاولة واضحة لتبديد الكثير من الأجواء المشدودة التي سادت المشهد السياسي في الأيام الاخيرة. ولعل أبرز المواقف التي أعلنها الرئيس الحريري عقب اللقاء تمثل في تشديده على استمرار التسوية السياسية بما يعكس مناخات النقاش الذي جرى بينه وبين رئيس الجمهورية والذي تفيد المعطيات المتوافرة لدى "النهار" أنه كان نقاشاً صريحاً وجدياً للغاية تناولا فيه النقاط التي أثارت تباينات بينهما في شأن عملية التأليف ومسألة الصلاحيات المتصلة بها.

 ويبدو ان النقاش لم يشهد تباينات مماثلة لتلك التي برزت مع تبادل البيانات العلنية قبل يومين بين بعبدا و"بيت الوسط" بما يعني وفق مطلعين ان الرئيسين عون والحريري أرادا وضع حد سريع لأي توظيف للتباينات التي ظهرت والعودة الى ابراز مناخ التسوية الكبيرة كمظلة واسعة لا يجوز ان يتجاوزها اي سقف سياسي لاي فريق وليس للرئيسين وفريقيهما فقط. وتوقع المطلعون ان يحظى هذا النهج بتأييد مختلف القوى السياسية وان يظهر ذلك في كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اليوم ضمن المواقف التي سيعلنها في شأن الوضع الداخلي. 


في أي حال، تفيد المعلومات المتوافرة عن لقاء بعبدا أمس ان الرئيس الحريري لم يحمل طرحاً جديداً الى رئيس الجمهورية، لكن مصادر الطرفين عكست المناخات الإيجابية التي سادت اللقاء مع التأكيد أنه طوى صفحة التشنجات بين كل الأطراف المعنيين ووضع العقد على سكة الحل الهادئ. 


وفي آخر المعطيات من المصادر المطلعة، ان عقدة تمثيل "القوات اللبنانية" في الحكومة العتيدة يفترض ان تشقّ طريقها الى معالجة تقوم على امكان إعطائها أربع حقائب تتوزع بين حقيبتين خدماتيين أساسيتين وحقيبة ثالثة وازنة ورابعة عادية، بعدما أصبحت نيابة رئاسة الوزراء خارج البحث بعدم تنازل رئيس الجمهورية عنها، وبعدما تبيّن ان الحقيبة السيادية تحتاج الى توافق وطني غير متوافر بعد، في ضوء ما يتردد عن "فيتو" يضعه "حزب الله" على تسلم وزير قواتي حقيبة الدفاع او الخارجية، علماً ان نائب رئيس حزب "القوات" النائب جورج عدوان نفى في حديث تلفزيوني هذه المعطيات وقال ان لا "فيتو" من الثنائي الشيعي على تولي "القوات" حقيبة سيادية. 


وقالت هذه المصادر إنه مع حل عقدة "القوات"، يمكن الرئيس الحريري ان يأخذ على عاتقه معالجة عقدة توزير الدرزي الثالث بشخصية تكون مقبولة لدى رئيس الجمهورية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد وجنبلاط والنائب طلال ارسلان. 


وفيما لم يعرف بعد موقف كل من "القوات" والاشتراكي من الطرح الذي يحمله الرئيس الحريري بعد زيارته بعبدا، تشير المصادر الى ان لدى الرئيس المكلف تأكيدات من الاطراف المعنيين للتعامل بإيجابية مع عملية التأليف الحكومي، بعدما وضعت على سكة الحلحلة الهادئة عقب التعثر الذي واجهته في الأيام الأخيرة. كما أكدت المصادر ان لا توقيت محدداً لولادة الحكومة، الا ان احتمال انجازها وارد في أي لحظة كما لدى تأليف الحكومة السابقة، والتوجُّه هو الى إنجازها بسرعة. 


ولوحظ ان الرئيس الحريري فكك عقدة تمثيل سنة المعارضة بتفكيك كتلتهم، والتمييز بين هؤلاء النواب الذين لا يشكلون حالة واحدة. وحرص في تصريحه على التأكيد انه على تفاهم تام مع رئيس الجمهورية، ومن يستهدف هذا التفاهم سيجدنا معا في مواجهته، كما قال. 


وقال أيضاً إن الامور في حاجة الى بعض الوقت والجهد، سنصل الى حل وعلينا بالتهدئة والروية. 


وشدد على أن "كل ما يقال من البعض من تكهنات وتوقعات لا دخل له بالصلاحيات وبدور فخامة الرئيس الذي هو الحامي الاول للدستور. ان صلاحيات رئيس الحكومة في هذا الموضوع معروفة أيضاً، وآمل الا يثار أي لغط حول هذه المسألة لان التفاهم بيني وبين فخامة الرئيس قائم حول كل التفاصيل في هذا السياق. كنت قد أشرت سابقاً الى وجود بعض الأمور التي تحتاج الى العمل بهدوء من أجل التوصل الى حل بشأنها، وهذا تماماً ما يحصل رغم محاولة البعض تضخيمه اكثر مما يستحق او افتعال مشاكل في البلد لجهة التخويف من عدم الوصول الى حل. انني اطمئن الى اننا سنصل الى حل، وانا لا أزال على تفاؤلي في هذا الموضوع". ولفت الى ان "الوضع الاقتصادي صعب والنمو ليس كما نرغب فيه، فنسبته تصل الى 1,5 أو 2% وهو عرضة للتراجع اذا لم نسرع في تشكيل الحكومة". وأضاف: "ان التسوية التي أجريناها سابقا مع فخامة الرئيس لا تزال قائمة، وقد قلت قبل الانتخابات وبعدها، ولا أزال على موقفي، بوجوب حماية التسوية أياً كان الثمن لانها لمصلحة البلد. صحيح كانت هناك فترة سابقة شهدت بعض الاختلاف في الرأي داخل الحكومة، ولكن الجميع متفق على الاستقرار الاقتصادي والامني وهو الذي أسس لما نشهده اليوم من استقرار. لذلك، لا يحاول احد اللعب على وتر التسوية مع فخامة الرئيس لأنه سيواجهنا معاً، والاتفاق مع فخامة الرئيس تام على كل الامور". وأشار الى انهما اتفقا على طريقة عمل ستظهر خلال الأيام المقبلة. 


وكانت سبقت زيارة الحريري مواقف عدة نقلها زوار رئيس الجمهورية منها: 


o ان بعبدا منفتحة على كل طرح وفق المعايير التي حددها بيان بعبدا أول من أمس لا سيما في احترام الأحجام والصلاحيات والاعراف. 


o لا مشكلة لدى بعبدا بحكومة أكانت من 30 او 32 أو حتى 24 شرط ان تؤمن التمثيل الصحيح وفق الاحجام التي أفرزتها الانتخابات النيابية. 


o رئيس الجمهورية ملتزم تسهيل مهمة الرئيس المكلف ويعمل على المساعدة في تذليل العقبات ويندرج في هذا الإطار استقباله أول من أمس موفد رئيس حزب "القوات" سمير جعجع الوزير ملحم الرياشي والأجواء الإيجابية التي رشحت بعد الزيارة. 


o وفِي إعطاء حقيبة سيادية للقوات كما تطالب، تعتبر بعبدا ان الحقائب السيادية تحتاج الى توافق وطني فإذا ما تأمن هذا التوافق الوطني فيبنى الموقف الواجب اتخاذه. 


o نيابة رئاسة الحكومة أصبحت خارج البحث بعدما تمسك رئيس الجمهورية بحقه فيتسمية الشخص الذي يشغلها. 


o في العقدة الدرزية، لم يكن معروفاً في بعبدا الجواب المفترض ان يحمله الحريري عن الطرح بأن يكون الوزير الدرزي الثالث على تقاطع بين رئيس الجمهورية ووليد جنبلاط وطلال ارسلان. 


o توزير ممثل للسنة المستقلين، هذه العقدة عالقة عند رفض الرئيس الحريري. 


وعلمت "النهار" ان "التيار الوطني الحر" أبلغ المعنيين انه لن يقيد نفسه بفصل النيابة عن الوزارة اذا لم يقر مجلس النواب القانون الذي تقدم به "تكتل التغيير والاصلاح" سابقاً والذي تضمن اعتماد النائب الرديف الذي يحل محل النائب الأصيل في حال توزيره. 


العودة الطوعية 


وسط هذه الاجواء، أنجزت أمس عملية عودة طوعية لـ294 نازحاً سورياً من مخيمات عرسال الى بلداتهم في سوريا التي تولتها المديرية العامة للأمن العام بالتنسيق مع المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين. وكان مفترضاً عودة 400 لاجئ ضمن الدفعة الاولى التي نالت موافقة الجانب السوري، غير ان الأمر لم يجر كما هو متوقع، وعاد فقط 294 لاجئاً لاحجام الكثير من العائلات عن العودة، اثر عدم ادراج الجانب السوري اسماء عدد منها، ولم تقبل هذه العائلات بالعودة من دون أبنائها، مما اضطرها للعودة الى المخيمات في عرسال تفادياً لتشتتها وتفريق شملها مجدداً. 


في بعبدا 


على صعيد آخر، شهد القصر الجمهوري في بعبدا أمس تظاهرة واسعة لنشاطات توعية في حديقته الخارجية لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة اساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها. ورعى الرئيس عون وزوجته السيدة ناديا الشامي هذه المناسبة، وقال في كلمة له ان "لبنان يسعى الى ان تكون المعركة ضد المخدرات حرباً وطنية شاملة".

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.