28-06-2018
صحف
وبينما نظرت الاوساط المعنية بمتابعة الاتصالات السياسية الجارية لتجاوز المأزق الناشئ بعد ارتفاع الخلافات على تأليف الحكومة الى مستوى ينذر بأزمة تأليف مفتوحة لن يفيد منها أي فريق بل تهدد بتداعيات وخيمة على مجمل الاوضاع الداخلية، الى البيان الذي صدر عن بعبدا من منطلق انه وجه رسائل في اتجاهات عدة اتسمت بالتشدد، قالت انه لم يعد ممكناً تجاهل الاثر الذي تركه بروز تحفظات واضحة لدى العديد من الجهات السياسية عن التفسير الذي تضمنه البيان الرئاسي لصلاحيات رئيس الجمهورية تحديداً في تعيين نائب لرئيس مجلس الوزراء ووزراء ضمن حصته، أقله من ناحية النص الدستوري وليس من باب السوابق.
ومع ذلك لوحظ ان أي جهة أو فريق تجنب خوض أي مواجهة مع رئاسة الجمهورية في هذا الشأن، الامر الذي عكس تهيب الجميع زيادة التوتر السياسي في لحظة اختناق يراهنون على مرورها بسرعة لاعادة احياء اتصالات التأليف والمشاورات المتصلة بالعقد التي اعترضت انجاز التشكيلة الحكومية. وتترقب الاوساط المعنية الكلمة التي سيلقيها غداً الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اذ يتوقع ان يحدد عبرها الموقف الواضح للحزب من ازمة تأليف الحكومة والرؤية الاقليمية والداخلية التي تحكم نظرة الحزب ومواقفه من الوضع الداخلي.
الرياشي في بعبدا
والحال ان الزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي لقصر بعبدا بعد ظهر أمس موفداً من رئيس حزب "القوات اللبنانية " سمير جعجع بدت بمثابة بداية لانقلاب الاجواء السلبية وعودة الى الطبيعي، الوضع وهو أمر ينتظر ان يستكمله لقاء مقرر اليوم بين الرئيس عون والرئيس الحريري في قصر بعبدا، اذ تحدثت معلومات عن بداية لحل العقدة المسيحية بعدما وضعت موانع للتصعيد بما يفتح مبدئياً مسار الحلحلة مع لقاء بعبدا اليوم. ذلك ان الرياشي وصف لقاءه والرئيس عون بانه كان "ايجابياً جداً بل ممتازاً".
وعلمت "النهار" ان الرئيس عون بدا مستمعاً بجدية كبيرة الى كل ما نقله اليه الرياشي في شأن مسار تأليف الحكومة وموضوع "تفاهم معراب"، كما ان رئيس الجمهورية عرض اعتراضات ونقاطا لديه وفهم أنه وضع يده على ملف العلاقة مع "القوات" وأخذه على عاتقه. واسفر اللقاء عن تأكيد رئيس الجمهورية انه سيعنى بحصة "القوات " في الحكومة. وبدا ان ثمة اتجاها الى تحييد ملف المصالحة المسيحية عن الخلاف السياسي المتصل بالحكومة بدليل ان مصادر قريبة من رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل أبلغت محطات تلفزيونية مساء ان باسيل متمسك بالمصالحة المسيحية التي لا تزال قائمة، لكنها اشارت الى ان الاتفاق السياسي مع "القوات " لم يعد قائما بسبب عدم دعم وزراء "القوات " للعهد في الحكومة السابقة.
وسألت "النهار" الوزير الرياشي عقب لقائه الرئيس عون عن ملف تفاهم معراب فاجاب: "ان اتفاق معراب والمصالحة المسيحية هما مسؤولية ثلاثة عناصر اساسية ميشال عون وسمير جعجع والمسيحيين من آخر كوخ في لبنان مروراً بمسيحيي الشرق وصولاً الى آخر منزل في الاغتراب وهؤلاء جميعا يتمسكون بهذا الاتفاق وبهذه المصالحة ويرفضون رفضاً قاطعاً اسقاطهما".
عون والحريري
وفي انتظار اللقاء المرتقب الْيَوْمَ الخميس للرئيسين عون والحريري، لا يبدو ان ثمة طرحاً جديداً باستثناء الكلام عن امكان تخلي رئيس الجمهورية و"كتلة لبنان القوي" عن احدى الوزارتين السيادتين لـ"القوات اللبنانية" مقابل تخلي "القوات" عن نيابة رئاسة الوزراء التي يتمسك بها الرئيس عون.
في هذا الوقت، نفت مصادر بعبدا ما ورد من معلومات عن اللقاء الأخير لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف عن وقت التكليف ومهلة التأليف و"ما تم زعمه عن تحذير الرئيس عون للحريري من اللعب على الوقت". واستغربت مصادر بعبدا ما وصفته "بألاضاليل اليتيمة المصدر، وما ورد أيضاً عن تلميح للحريري بأنه في حال عدم أسراعه في التأليف الى جهوزية البديل والذهاب الى حد طرح اسمين لم يرد لا اسماهما ولا اسم غيرهما على الإطلاق".
اما في "بيت الوسط"، فأوضحت مصادر الرئيس المكلف رداً على اتهامه بالانحياز الى مطالب "القوات"، بأن الحريري لا يتبنى مطالب طرف على حساب طرف بل يأخذ في الاعتبار وجهات نظر كل الاطراف ويحاول التقريب بينها، لأنه يسعى الى قيام حكومة وفاق وطني تنضوي فيها الكتل النيابية الست الأساسية من اجل السير بالحل الاقتصادي الآتي الى البلد. وقالت ان الرئيس الحريري كما يريد مشاركة "القوات" يريد مشاركة كل الاطراف والكتل الوازنة الاخرى.
كما نفت مصادر الحريري وجود أي فيتو منه على مطالب لـ"حزب الله" في الحكومة، وأكدت ان لا مشكلة له مع أحد.
وعن رفضه تمثيل سنة 8 اذار في الحكومة، ذكرت مصادر الحريري بانه هو الذي يؤلف وهو يقدم التشكيلة التي يراها مناسبة لتسيير أمور البلد.
ورفضت المصادر الدخول في توقّع مهلة لولادة الحكومة، فهناك عقد قد تأخذ وقتاً وهو يبذل جهداً لحلحلتها في اسرع وقت.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار