مباشر

عاجل

راديو اينوما

النهار : إغراق الحريري باللاءات : إحراج للإخراج؟

27-06-2018

صحف

 بدا واضحاً أمس ان الاتفاقات التي سبقت التسوية الرئاسية تواجه خطر النزع الأخير، فبعدما أميت "تفاهم ‏معراب" الذي قطف "التيار الوطني الحر" ثماره الرئاسية، مكتفياً بالمحافظة الصورية على مصالحة مسيحية - ‏مسيحية، صارت التسوية الرئاسية على كف عفريت، اذ يبدو ان الاتفاق الذي انجزه الرئيس سعد الحريري وساهم ‏في ايصال العماد ميشال عون الى بعبدا، يترنح عند أول مفترق لم يمض به الحريري مع الارادة العونية - ‏الباسيلية‎.‎ 



وأمس نشب نزاع علني على الصلاحيات، ففي سابقة، نشر المكتب الاعلامي للرئاسة بياناً توضيحياً جاء فيه "ان ‏رئيس الجمهورية يتعامل مع ملف تشكيل الحكومة الجديدة استناداً الى صلاحياته المحددة في الدستور، ولا سيما ‏منها الفقرة 4 من المادة 53، اضافة الى القوانين المرعية الاجراء. والرئيس ليس في وارد التغاضي عما منحه اياه ‏الدستور من صلاحيات وما درجت عليه الاعراف المعتمدة منذ اتفاق الطائف، خصوصاً لجهة حق رئيس ‏الجمهورية في ان يختار نائب رئيس الحكومة وعدداً من الوزراء، يتابع من خلالهم عمل مجلس الوزراء والاداء ‏الحكومي بشكل عام". وسرعان ما اتاه الرد من "كتلة المستقبل" النيابية التي "اكدت ان مهمة تأليف الحكومة من ‏المسؤوليات الدستورية المنوطة حصراً بالرئيس المكلف، بالتعاون والتنسيق الكاملين مع رئيس الجمهورية، ‏والمشاورات الجارية مع الكتل تقع ضمن هذه المسؤوليات التي يفترض ان تراعي موجبات التوصل الى حكومة ‏وفاق وطني‎".‎ 


هكذا تجاوز الخلاف شكل الحكومة وتوزع الحصص فيها، أي الحقائب والاعداد، الى الاستئثار بالسلطة ‏ومصادرة حصص الأخرين، بدليل محاولات اقصاء أو تحجيم حزب "القوات اللبنانية" والحزب التقدمي ‏الاشتراكي، وصولاً الى "تيار المستقبل" عبر تبني تمثيل سنة آخرين من خارج الكتلة الاوسع تمثيلاً بتحريك ‏نواب جدد على أكثر من جبهة، وربما تجاوز هذا الحد باتهام الرئيس المكلف بالتباطؤ وعدم المبادرة والتعطيل، ‏الى "التهديد" بتسمية بديل منه اذا لم يستجب للنداءات الملحة لتأليف حكومة سريعة يتحكم بمفاصلها وزير ‏خارجية العهد. والحال تشبه تجربة والده الرئيس رفيق الحريري مطلع عهد الرئيس اميل لحود عندما أحرج ‏فأخرج، وولدت حكومة طيّعة برئاسة الرئيس سليم الحص‎.‎ 


وتوافرت لـ"النهار" معلومات مفادها ان اللقاء الاخير للرئيسين عون والحريري الجمعة الماضي لم يمر على ما ‏يرام وان الحريري سمع كلاماً لا يطمئنه من حيث ان وقت التكليف ليس مفتوحاً أمامه. ونصحه رئيس الجمهورية ‏بعدم اللجوء الى هذه اللعبة لأن سلاحها قد يرتد على صاحبها وان تعطيل التأليف لن يقبله العهد. ولم يكتف عون ‏بذلك بل لمح للحريري في حال عدم الاسراع في التأليف، الى ان البديل جاهز عبر الوزيرين السابقين محمد الصفدي ‏أو عدنان القصار‎.‎ 


وأمس خرج النائب جميل السيد بكلام مماثل يحمل في طياته تهديداً، اذ غرد عبر "تويتر": "سابقاً فشل جعجع ‏بإحتجاز الحريري بالسعودية لإسقاط الحكومة! اليوم نجح جعجع وجنبلاط بدعم سعودي بإحتجازه في لبنان ‏لعرقلة الحكومة! إلى متى الإحتجاز الثاني؟ الأغلبية معنا، ربما عريضة موقّعة من 65 نائباً عبر المجلس إلى ‏رئيس الجمهورية ليسقط تكليف الحريري كأنه لم يكُن! والبُدَلاء كثيرون…". وعاجله الرئيس المكلف برد ‏مختصر: "يروح يبلط البحر‎".‎ 


وبدت الحملة لمحاصرة رئيس الوزراء تتمدد على أكثر من محور سياسي واعلامي عبر ملفات الاوضاع المالية ‏و"سوليدير" والاتصالات والنازحين، وربما توجها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي سيطل ‏في الساعات المقبلة متناولاً الملف الحكومي، وتوقعت مصادر ان يوجه اتهاما الى السعودية بعرقلة التأليف ‏وتأخيره. ويظهر هذا التوجه في اعلام الحزب الذي يهاجم المملكة بشكل عنيف في الأيام الأخيرة‎.‎ 


وقال مصدر وزاري أمس لـ"النهار" إن رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل وقع في التناقض ‏عندما شدد بعد اجتماع " تكتل لبنان القوي" على "ان واجباتنا باعتبارنا كتلة رئيس الجمهورية، ان ندافع عن ‏صلاحياته، ولن نسمح بالمس بها ولا بأن يفتح سجال في هذا الأمر"، اذ ان وجود كتلة للرئيس ممثلة في الحكومة ‏لا تستوجب وزراء اضافيين له‎.‎
‎ ‎
وقد بدت الهوة واضحة مع أفرقاء عدة اذ اتهم باسيل الحريري بـ"أجواء تفاؤلية غير صحيحة أثيرت حكومياً ‏لرمي المسؤولية على فريق". واتهم حزب "القوات" الخارج عن القواعد والمطالب بغير حق بأنه "هو من يعرقل ‏تشكيل الحكومة"، قائلاً إنه "اذا كانت هناك جهة لا تريد التنازل لأن هناك اتفاقاً سياسياً لم يعد قائماً، فلا أحد ‏يستطيع أن يرغمها‎".‎ 


بعلبك
في بعلبك، انطلقت فجر أمس القوى الامنية في المنطقة بكل أجهزتها ولا سيما منها الجيش وقوى الأمن الداخلي، ‏إيذاناً ببدء خطة أمنية سبقتها "بروباغندا" إعلامية ساهمت في فرار المطلوبين الكبار والمخلّين بالأمن في اتجاه ‏الحدود السورية "على عينك يا تاجر‎".‎
وتفقّد قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن حاتم ملّاك، الوحدات العسكرية المنتشرة، واكد أنّ منطقة بعلبك - الهرمل ‏هي كأي منطقة لبنانية تحت سيادة الدولة وسلطة القانون، وأن لا خطط أمنية استثنائية فيها بل تفعيل للإجراءات ‏والتدابير المتّخذة، انطلاقاً من أنّ العمل الأمني هو عمل تراكمي يحتاج إلى متابعة واستمرارية لتحقيق النتائج ‏المرجوّة منه‎.‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.