مباشر

عاجل

راديو اينوما

ositcom-web-development-in-lebanon

يبقى الأسد وتخرج إيران؟

26-06-2018

مقالات مختارة

راجح الخوري

راجح الخوري

يصل مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون خلال أيام الى موسكو، على إيقاع ناري متصاعد على الجبهة الجنوبية الغربية في سوريا، حيث دخل الطيران الروسي بقوة الى جانب النظام، في قصف ريف درعا الشرقي، ما ينذر باشتعال المنطقة وانضمامها الى منظومة التدمير الكامل، على ما يحصل في مناطق “خفض التصعيد”… ويا للسخرية!

السخرية الثانية ان “المعارضات” السورية في المنطقة الجنوبية، هي أكثر من ٥٤ فصيلاً من “الجيش السوري الحر” الى “جيش الإسلام” الى “العشائر” وغيرها، لكنها لن تتمكن إذا ذهبت الأمور الى الحسم، ان تتلافى المصير البائس الذي تعرضت له المعارضة في الغوطة الشرقية التي باتت أكثر بؤساً بسبب تدميرها الكامل!

الرئيس بشار الأسد كان قد أعلن قبل أيام ان الجيش السوري سيحرر محافظتي درعا والقنيطرة اذا لم تتم التسوية سياسياً، والمعروف عن هذه التسوية التي كانت محور محادثات طويلة بين الروس والأميركيين والأردنيين والاسرائيليين، أنها تقضي بأن تنسحب المعارضة كالعادة الى إدلب وان يحلّ الجيش السوري مكانها [لأن إسرائيل تركن إليه]، وأن تنسحب إيران والميليشيات الموالية لها مسافة ٧٥ كيلومتراً الى ما بعد دمشق، بعدما كان الحديث عن إنسحاب الى عمق ٣٠ كيلومتراً!

منذ الثلثاء الماضي تعرض ريف درعا الشرقي لعشرات الغارات الروسية، وقت تتحدث المصادر الديبلوماسية بقوة عن سعي روسي لترتيب مقايضة مع الأميركيين، تقضي بأن تعترف واشنطن بالنظام وبقاء الأسد، في مقابل إنسحاب إيران من سوريا. وفي هذا السياق تقول المصادر إن واشنطن أبلغت موسكو تمسكها بضرورة ممارسة الضغوط على النظام لإخراج إيران من سوريا، وان هذا بات يشكّل أولوية أميركية تمهيداً للحل السياسي!

 

الجواب الروسي هو الذي فتح باب المقايضة، عندما ردت موسكو على واشنطن بأنه من الضروري تقديم شيء الى النظام في المقابل كالإعتراف بشرعيته، لكن واشنطن ترى ان الخروج الإيراني أولوية ومن دون شروط، ثم إحياء مسار جنيف للتسوية السياسية وان يكون الأسد جزءاً من المرحلة الإنتقالية

وفي ظل رفض الفصائل المعارضة في الجبهة الجنوبية صيغة المقايضة، هدد الأسد قبل أيام بالحلّ العسكري إذا فشل الحل السياسي، ثم بدأت عمليات القصف يوم الثلثاء الماضي، في ما يشبه عملية ضغط تهدد بتحويل المنطقة غوطة جديدة!

عشية سفر بولتون الى موسكو حيث قيل إنه سيمهّد للقاء لدونالد ترامب وفلاديمير بوتين، أعلنت المعارضة في درعا انها تلقت رسالة من واشنطن تفيد أن أميركا لن تكون قادرة على مساعدتها أي “لا تتوقعوا دعمنا”، وهو ما يفتح باب التكهنات على مداه:

 

هل هناك تفاهم أولي على المقايضة المشار إليها، بدليل كشف الرسالة الأميركية، وهل ان تصعيد القصف هو تمهيد لفرض صيغة بقاء الأسد وخروج إيران؟!

ositcom-web-development-in-lebanon

مباشر

عاجل

راديو اينوما