22-06-2018
عالميات
صالح القلاب
صالح القلاب
وكل هذا في حين أن المفترض أيضاً أنه لم يعد لهؤلاء أي وجود لا في مناطق الحدود العراقية – السورية ولا داخلها، ولا بالقرب منها، بعد تلك الحملة العسكرية العرمرمية التي أعلن بعدها الرئيس الروسي، وأكثر من مرة، أنه لم يعد هناك أي وجود لهؤلاء الإرهابيين، وهذا قاله الناطقون بلسان بشار الأسد ، وقاله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، و”أشار” إليه أيضاً بعض كبار المسؤولين الأميركيين ولكن بأقل “حماس” مما قاله هؤلاء المشار إليهم كلهم!
والغريب أن كل هذه التأكيدات تلاحقت وبقيت تقال وتتردد في حين أنه كان لـ”داعش” وجود مسلح في مخيم اليرموك الفلسطيني المهدم، الذي أصبح في قلب دمشق بعد تمددها خلال نصف القرن الأخير، وأيضاً فيما يسمى الجبهة الجنوبية، ما بين درعا والقنيطرة، وأيضاً في بعض مناطق غربي نهر الفرات المحاذية لـ”دير الزور” و”البوكمال”… وامتداداً في اتجاه البادية السورية – العراقية.
والسؤال هنا: لماذا يا ترى لم يتم القضاء على هؤلاء الإرهابيين في تلك الحملة التي جمعت الروس والأميركيين والإيرانيين ومعهم أو وراءهم نظام بشار الأسد، وأيضاً تركيا التي من الواضح أن القضاء على حزب العمال الكردستاني – التركي، لصاحبه عبدالله أوجلان، القابع في إحدى زنازين أحد السجون التركية منذ فترة بعيدة، له الأولوية بالنسبة إليها من القضاء على هذا “الداعش” الذي بات يشبه “راجح” الأسطوري في مسرحية المبدعة فيروز: “بيّاع الخواتم”!
بصراحة، لا شك في أن هناك تواطؤاً من قبل الروس، وتآمراً من قبل إيران، ومعها بالطبع نظام بشار الأسد… وأيضاً صمتاً مريباً من قبل أميركا (العزيزة)… وإلا ما معنى أن يتم الإبقاء على هذا “الداعش” ويتم الاستنجاد به كلما جرى ضغط، سواء فعلياً أو شكلياً، على غرار ما يجري الآن لإخراج الإيرانيين من سورية… وهنا يجب عدم إغفال أن هذا التنظيم الإرهابي بدأ إخراج أعداد من نزلاء السجون السورية وإرسالهم إلى بغداد، لينفذوا أول عملية لهم ضد وزارتين هما الصحة والخارجية… وهذه المسألة باتت مؤكدة ومعروفة وعلى من يشك في هذا أن يراجع (كاك) هوشيار زيباري، خال مسعود بارزاني، الذي كان يومها وزير خارجية بلاد الرافدين!