22-06-2018
صحف
فإن خلفية الدعم الالماني للرئيس المكلف في مهمته بدت واضحة تماماً من خلال اصرار المستشارة الالمانية يرافقها وفد من رجال الأعمال والاقتصايين والمستثمرين الالمان على اتمام الزيارة ضمن فترة تصريف الأعمال بما يعكس رسالة الدعم السياسي والاقتصادي للحريري وحكومته، علماً ان جانباً أساسياً آخر من الزيارة يتصل بمسألة النازحين السوريين التي توليها ميركل أولوية ان في بلادها أو ضمن الأسرة الاوروبية والدولية.
وأجرى الحريري الجولة الرسمية الاولى من المحادثات مع المستشارة الألمانية مساء في السرايا، وتناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري. وشارك في المحادثات عن الجانب اللبناني الوزير غطاس خوري وسفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب والمستشاران نديم المنلا وهاني حمود، وعن الجانب الألماني السفير الالماني في لبنان مارتن هوث.
وبعد المحادثات دوّنت المستشارة ميركل كلمة في سجل الشرف، جاء فيها: "لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقر ومنفتح على العالم ومزدهر، حيث يعيش الناس من مختلف الأديان معاً بسلام. أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في تنفيذ الإصلاحات التي بدأت".
ثم خرجت مع الرئيس الحريري إلى شرفة السرايا، حيث أطلعها على معالم العاصمة.
بعد ذلك، أقام الرئيس الحريري على شرف ضيفته عشاء عمل في السرايا شارك فيه أعضاء الوفدين اللبناني والألماني. وستشارك ميركل والحريري اليوم في ندوة اقتصادية مشتركة يليها مؤتمر صحافي مشترك، كما ان المستشارة الالمانية ستزور قبل الظهر رئيس مجلس النواب نبيه بري ثم تزور بعد الظهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
محرّكات التأليف
وبعد عشاء العمل الذي أقامه للمستشارة الألمانية والوفد المرافق لها في السرايا، توجه الرئيس الحريري إلى الأردن، في زيارة خاصة لبضع ساعات، يشارك خلالها في حفل قران أخيه نور النعيمي، على ان يعود بعدها إلى بيروت. وكانت حركة الحريري تميزت في الساعات الأخيرة باطلاق مسار استشارات التأليف بزخم لافت حرص عبره على تبديد الانطباعات التي سادت خلال غيابه عن بطء عملية التأليف وتأخرها، علماً ان تحركه يأتي قبل يومين من مرور شهر واحد على تكليفه في 24 أيار الماضي. وتبين من اللقاءات التي عقدها أمس مع عدد من ممثلي الكتل النيابية والقوى الحزبية والسياسية ان البحث بدأ يتعمق في الحصص والحقائب استناداً الى مطالب هذه الكتل والقوى، فيما لا يزال الحريري "يجوجل" المطالب ويستمع اأكثر مما يعد ويوضح طبيعة التصور الذي يزمع وضعه لمسودة التشكيلة الحكومية. وقد علم في هذا السياق ان الرئيس بري تلقى اتصالاً من الرئيس الحريري أبلغه فيه انه في صدد العمل من أجل الاسراع في تأليف الحكومة. وأوضحت مصادر عين التينة ان الأجواء التي عكسها الحريري لبري ايجابية. ومن المتوقع ان يتوجه رئيس الوزراء المكلّف الى قصر بعبدا في الساعات الـ 48 المقبلة لعرض الصيغة الحكومية والتشاور مع الرئيس عون في شأنها، علماً ان الحريري لمح امس الى هذا الاتجاه. وسئل الرئيس بري عما اذا كانت ثمة تعقيدات، فأجاب: "لا علم لي بذلك". وسئل اذا كان مستعداً للتدخل اذا طلب منه ذلك لتذليل العقبات، فأجاب: "أنا مستعد وحاضر".
أما الرئيس الحريري فكان نفى ما نسبه اليه بري من انه "مطنش عن التأليف"، وقال: "كلا أنا "مش مطنش"، ولكن يحق لي أن أحظى بإجازة، وقد ذهبت لرؤية عائلتي، والآن "فاتحين التوربو" لكي نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن. وبالتأكيد سنجمع كل الناس، ومن واجبي أن أقوم بذلك، وأنا متفائل، ونستطيع خلال أيام أن ننجز كل هذه الأمور". وأضاف: "هناك بعض العقد، لكننا نحلها من خلال الحوار والوقت. كنت أتمنى لو كان البلد في مرحلة غيابي أو في فترة العيد أكثر هدوءاً إعلامياً لكي نتمكن من تشكيل الحكومة". وأوضح ان "لا عقد، لا مع القوات اللبنانية ولا مع غيرها، وهذه الأمور تحصل في أي حكومة ستتشكل، هذا أمر طبيعي، لكني متفائل، وإن شاء الله ننتهي من المسألة خلال أيام. علينا ألا نضخم الأمور لأنها بالفعل ليست ضخمة". وشدد على "اننا نتحاور مع الجميع، وحين أكون جاهزاً بالتشكيلة سأذهب إلى رئيس الجمهورية، وقد يكون ذلك غداً".
والتقى الحريري في "بيت الوسط" رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية، يرافقه الوزير يوسف فنيانوس، في حضور الوزير غطاس خوري، وجرى عرض لملف تشكيل الحكومة.
ثم استقبل النائب وائل أبو فاعور في حضور الوزير خوري، وبعد ذلك التقى الوزير ملحم رياشي، وتركز البحث على الشأن الحكومي. كما التقى وزير المال علي حسن خليل. وأفادت معلومات ان الحريري سمع من فرنجية طلبه أن يحصل "التكتل الوطني" على احدى الحقائب الثلاث الاشغال أو الطاقة أو الاتصالات. كما ان الوزير أبو فاعور نقل اليه تمسك الحزب التقدمي الاشتراكي و"اللقاء الديموقراطي " بالمقاعد الوزارية الدرزية الثلاثة وتداول معه بعض الحقائب التي يطالب بها "اللقاء". وجاء في المعلومات أيضاً ان الحريري لم يجب عن هذه المطالب بشكل نهائي وانه اكد للوزير رياشي انه لن تكون حكومة من دون "القوات اللبنانية "
أخبار ذات صلة