‏ 
وتأسيسا على ذلك، تتوقع مصادر وزارية مقربة من الرئيس الحريري ان تكون السعودية حافلة بالنشاط على خط ‏دفع عملية تأليف الحكومة العتيدة لتبصر النور في اسرع وقت ممكن، رغم العثرات والعراقيل المتعددة المصادر ‏والاتجاهات ولم تعد خافية على احد، وليس في الملموس ما يؤشر فعلا الى وجود تطورات ايجابية، ولا زالت ‏المناخات السائدة تتقلب بين الساخن والبارد... 
‏ 
واذ حذرت مصادر ديبلوماسية غربية لبنان من مغبة المماطلة في تشكيل الحكومة، فقد اعلن وزير المال علي ‏حسن خليل ان لا جديد حتى الساعة في عملية التأليف... ونحن بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري لمتابعة ‏النقاش في الموضوع... ونحن معنيون بإنجاح هذه العملية في تسهيل التشكيل، لكني مضطر الى القول للاسف اننا ‏لم نشهد حراكا جديا في عملية التشكيل الحكومي حتى الان... وانا من موقعي كوزير مال اجدد التحذير منه واؤكد ‏ضرورة الاسراع فيه كي يتسنى للحكومة الجديدة ان تضع يدها على مواطئ الخلل وتعمل على تصحيحها... 
‏ 
تؤكد المصادر لـ"الشرق" ان الرئيس الحريري سيدشن عودته بلقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما ‏والرئيس نبيه بري، من اجل الوقوف على اخر ما آلت اليه الاتصالات والمشاورات والتطورات، تمهيدا لوضع ‏اللمسات الاخيرة على خارطة توزيع الحصص والحفاظ على مختلف المكونات الحكومية... من دون الاستسلام ‏للمطالب التي تتجاوز حدود القدرة على التلبية ... وفي هذا، اكدت المصادر ان الرئيس الحريري يرفض الزامه اي ‏تشكيلة وزارية غير مقتنع بها... 
‏ 
وفي السياق اكدت معلومات ان العقدة المارونية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" لا تزال تحط بثقلها ‏وهي تراوح محلها، حيث لم يتبلغ المعنيون - حتى اليوم - ما يؤشر الى قبول "القوات" بحصة اربعة وزراء لا ‏خمسة... من دون ان تشمل نيابة رئاسة الحكومة، التي هي من حق فريق رئيس الجمهورية، على ما درجت العادة ‏في ذلك... 
‏ 
وفي هذا، وبعد اجتماع تكتل "لبنان القوي" امس، اكد النائب ابراهيم كنعان اننا مع حكومة وحدة وطنية مع اوسع ‏تمثيل ممكن، وهو ما يتم من خلال الرئيس المكلف ويخضع لقواعد التأليف الدستورية والاحجام النيابية... لافتا ‏الى ان من يسعى لاكثر من حقه يكون هو المسؤول عن تعطيل الحكومة، فالظرف لا يسمح بتخطي الدستور ‏والقانون والنظام، وتأخير الحكومة... 
‏ 
وكما على مستوى العقدة المارونية - المارونية، كذلك على مستوى العقدة الدرزية، حيث يتمسك وليد جنبلاط ‏بحصرية التمثيل الدرزي في الحكومة العتيدة... وقد كان لافتا امس لقاء عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ‏انور الخليل وعضو "اللقاء الديموقراطي" النائب وائل ابو فاعور الذي اكد بعد اللقاء على الثوابت الجنبلاطية ‏مشفوعة بتهديدات واضحة، ان لم يؤخذ بها داعيا الى احترام نتائج الانتخابات النيابية في تشكيل الحكومة القادمة... 
‏ 
مشددا على ان اي تحايل على نتائج الانتخابات سيخلق الكثير من المعضلات السياسية والميثاقية... مكررا المطالبة ‏بالتمثيل الدرزي الذي يجب ان يكون من حصة اللقاء الديموقراطي...؟! 
‏ 
وانسياقا مع ما تم تداوله منذ ايام، فقد حضر "التمثيل السني" من خارج "المستقبل" في الحكومة العتيدة يوم امس، ‏في لقاء عدد من "النواب السنة" من عدد من المناطق، في منزل النائب عبد الرحيم مراد في بيروت، خلص الى ‏المطالبة بالعمل على الاسراع في تشكيل الحكومة... لافتين الى ان من حق النواب السنة من خارج "المستقبل" ان ‏يتمثلوا بوزيرين... حرصا على عدالة التمثيل والمشاركة الوطنية... على ما قال مراد بعد اللقاء.. 
‏ 
على صعيد اخر، وعلى وقع كل هذه التطورات، فلم تغب مسألة النازحين السوريين، ونقل السفارة الاميركية من ‏تل ابيب الى القدس، عن لقاءات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي استقبل في القصر الجمهوري امس، ‏وفد المطارنة الكاثوليك في الولايات المتحدة الذي نوه بالجهود التي يقوم بها الرئيس عون لتثبيت الامن ‏والاستقرار في لبنان وبالسياسة الحكيمة التي يقود بها البلاد نحو شاطئ الامان... 
‏ 
من جانبه أطلع الرئيس عون الوفد على الاوضاع في لبنان مركزا خصوصا على تداعيات الازمات الخارجية التي ‏ارخت بثقلها على لبنان لاسيما تداعيات النزوح السوري ومطالبة لبنان بعودة متدرجة للنازحين الى المناطق ‏الامنة في بلادهم... ودعا عون الوفد الى التحرك لدى الادارة الاميركية لدعم موقف لبنان وتسهيل عودة ‏النازحين... ومشددا على ان القدس لا يمكن ان تكون لفريق ديني دون الاخر... 
‏ 
الى ذلك، واذ استأثرت المسألة الامنية، وخصوصا في منطقة بعلبك الهرمل باهتمامات المرجعيات المختصة، فقد ‏بدأ العد العكسي لانطلاق الخطة الامنية الموعودة، مع التشديد على ان هذه الخطة ستنفذ عبر مداهمات وستطاول ‏المطلوبين الكبار كما والصغار... خصوصا وان القرار السياسي متوفر.. 
‏ 
في مجال اخر، وبعد الجدل الذي احدثه مرسوم القناصل الفخريين، وما حكي عن مخارج حلول، فقد كان لافتا يوم ‏امس، تأكيد وزير المال في حكومة تصريف الاعمال، علي حسن خليل، انه لم يوقع بعد على مراسيم القناصل ‏الفخريين التي احيلت اليه من وزارة الخارجية.. ولكنني سأوقعها... لافتا الى ان المراسيم التي سبقتها يجب ان ‏تحال ايضا للتوقيع عليه عملا بالاتفاق...‏