19-06-2018
عالميات
ولكن في الساعات الأخيرة من ليل الأحد 17 حزيران 2018، تعرضت تلك القوات لقصف جوي للمرة الأولى، لم يكن في الحسبان، عبر طيران مجهول الهوية؛ أدى إلى مقتل نحو 40 مقاتلاً وخسائر عسكرية كبيرة، وقال الصحفي مازن أبو تمام لـ”عربي بوست”، إن الموقع يضم عناصر لكتائب “الإمام علي” و”حزب الله” العراقي، لافتاً إلى أن المنطقة كانت تنعم بالهدوء قبل الضربة ولم يسبق أن تعرضت للقصف؛ لكونها منطقة نائية تقع على الحدود جنوب شرقي مدينة البوكمال.
ضربة قاسية ودمار هائل
وأكد أبو تمام، الذي يعمل على نقل الأخبار بشكل متواصل من المنطقة الشرقية، أن من المرجح أن الطيران الأميركي هو من قصف. وذلك ما نقلته أيضاً وكالة سانا الموالية للنظام، عن مصدر عسكري، بأن “التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية في بلدة الهري جنوب شرقي البوكمال؛ ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح”. وأضافت أن “الغارة.. هي محاولة يائسة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية المنهارة أمام تقدُّم الجيش”. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن، صباح الإثنين 18 حزيران 2018: “هناك 38 قتيلاً من جنسيات غير سورية تابعين لميليشيات موالية للنظام، في الغارة الليلية على الهري”، مشيراً إلى أن الضربة تعد واحدة من “الأكثر دموية” ضد القوات الإيرانية.
توتر ونقل معدات عسكرية
وبيّن مصدر عسكري من المعارضة السورية والموجود في قاعدة “التنف” الأميركية الحدودية مع الأردن، أن معنويات المقاتلين الشيعة “منهارة”، وأشار إلى أنهم طلبوا مساعدة عسكرية من قواعدهم الموجودة في مدينة “الميادين”، وتحركت أولى قوافل المساعدة في الصباح بعد طلوع الشمس. وقال المصدر لـ”عربي بوست”، لقد “سمعنا صراخهم عبر القبضات (أجهزة لا سلكية) يطلبون النجدة والمساعدة”، وأضاف أنه سمع أحدهم يقول: “ليش ما وصلتم ماتوا من النزف!”. وأوضح أن موقع الميليشيات في قرية “الهري” استقبل مئات المقاتلين الشباب الذين تلقوا تدريبات عسكرية أولية وليس لديهم الخبرة الكافية في القتال، وتابع قوله: “الضربة لتأكيد منع إيران ومليشياتها من الاستقرار والتحصين”. ونشرت صفحات موالية للنظام شريطاً مسجلاً حمل تعليق “العدوان الأميركي لن يكسرنا”، وفي زاويته شعار مكتوب عليه “كتائب الإمام علي”، وأظهر الشريط الموقع الذي تعرض للقصف، إضافة إلى مقاتلين يرتدي بعضهم لباس الجيش السوري، لكنهم يتحدثون اللهجة العراقية، ويقومون بعمليات انتشال للجثث والأنقاض.
ممر استراتيجي لإيران
وتَعتبر إيران البادية السورية حتى الوصول إلى الحدود العراقية شرق سوريا، ممراً استراتيجياً هاماً لها، للحصول على طريق بري ممتد من طهران حتى دمشق وبيروت مروراً ببغداد، وتنشر قواتها على طول ذلك الطريق بشكل كثيف. لكن ذلك -على ما يبدو- لا يعجب واشنطن وحلفاءها الإقليميين، على الأخص إسرائيل التي شنت هجمات عديدة ضد المواقع الإيرانية في سوريا، وتحاول إدارة الرئيس ترمب احتواء إيران وقطع ذلك الطريق، عبر دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تضم الأكراد، للسيطرة على المنطقة الشرقية والجنوبية من سوريا، وصرح الرئيس الأميركي، قبل عدة أيام، بأن إيران بدأت بالانسحاب من سوريا، وأضاف في مقابلة مع “فوكس نيوز”، إنني “أعتقد أن إيران تغيرت، ولا أظن أن الإيرانيين ينظرون الآن نحو البحر المتوسط، نحو سوريا واليمن، لقد باشروا بسحب رجالهم من سوريا ومن اليمن. هذا أمر مختلف تماماً”.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار