‏ 
واذا ما تم ذلك، وبالتقاطع مع عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، سعد الحريري، من زيارته المملكة ‏العربية السعودية والمقررة اليوم الثلاثاء، فانه سيصار الى اعادة تشغيل محركات العربة الحكومية مع شيء من ‏المنشطات السياسية، التي قد تؤدي بنظر البعض الى تزخيم عملية ولادة الحكومة الجديدة واخراجها من دائرة ‏التعقيدات والمطبات والشروط والشروط المضادة التي واجهتها طوال الاسابيع الثلاثة الماضية، وان كانت ‏طبيعية بنظر العديد من المتابعين... 
‏ 
في قناعة عديدين، ان الافرقاء اللبنانيين كافة سيكونون في الايام المقبلة امام امتحان فعلي لحسن النيات، ولتبيان ‏‏"الخيط الابيض من الخيط الاسود"، خصوصا وان غالبية الافرقاء يظهرون رغبة في انجاز تأليف الحكومة في ‏اقرب وقت ممكن... 
‏ 
لاسيما وان الرئيس نبيه بري الذي يستعد لزيارة ايطاليا نهاية الاسبوع خرج عن صمته او الغمز بالاشارات، ‏ليؤكد "ان الضرورة باتت تحتم تشكيل الحكومة في اقرب وقت وعدم تضييع اي دقيقة في هذا السبيل... علما ان ‏بلدنا لبنان، على حافة هاوية والاقتصاد ينذر بمخاطر كبرى قد لا يستطيع تحملها... داعيا الجميع الى "الانصراف ‏الى التأليف وعدم ادخال البلد في اي تقاصف سياسي او غير سياسي... 
‏ 
وعلى خط التخفيف من وطأة الاحتقانات التي حصلت على مدى الايام الماضية، فقد سجلت خطوة لافتة يوم امس، ‏على طريق اعادة العلاقات بين الرئاستين الاولى والثانية، هدوئها بعد ازمة مرسوم القناصل الفخريين، حيث ‏ارسلت وزارة الخارجية ظهر امس، مرسوم القناصل الى وزارة المالية ليوقعه الوزير علي حسن خليل... وفيما ‏اكدت معلومات ان الوزير خليل وقعه، فقد افادت معلومات اخرى ان وزير المالية لم يوقعه لانه كان خارج مبنى ‏الوزارة قبل وصول المرسوم... لكن العبرة تبقى في النيات... 
‏ 
الى ذلك، ورغم الضبابية السياسية السائدة حول مسألة تأليف الحكومة، فلم تغب هذه المسألة، كما مسألة ‏النازحين السوريين، وحاجات عدد من المناطق عن متابعات ولقاءات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون... ‏وكان تركيز على ضرورة الاسراع في تأليف الحكومة لمواجهة المستجدات... 
‏ 
وفي هذا الاطار، التقى الرئيس العماد عون، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، ومعه الوزير ‏علي قانصو، في زيارة وصفها الناشف بأنها "زيارة تضامن وتأييد للمواقف الوطنية التي يتخذها رئيس ‏الجمهورية... ولاسيما في مجال مكافحة الفساد ومسألة النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى بلادهم. 
‏ 
مطالبا بأن تتمثل "الكتلة النيابية القومية" بوزير في الحكومة الجديدة، بصرف النظر عن طائفته او مذهبيته... 
‏ 
وكان الرئيس العماد عون التقى النائبين ماريو عون وروجيه عازار كلا على حدة، وجرى بحث في المشاريع ‏الانمائية في الشوف كما في كسروان، كما استقبل وفد رعية مار مارون في جزين حيث اكد رئيس الجمهورية ‏وقوفه الى جانب جزين ورافضا التطاول عليها من احد... 
‏ 
وفي السياق فقد اشار عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ماريو عون الى اننا ننتظر عودة الرئيس الحريري من ‏الرياض لنعرف النمط الذي سيتبعه في مسار تأليف الحكومة... مشددا على اننا لا نزال عند رأينا بأن الحريري ‏على تفاهم تام مع الرئيس العماد عون، حيث ان الخطوط العريضة للحكومة العتيدة قد وضعت ولم تبق سوى ‏بعض العقد البسيطة جدا ومعروفة وتتعلق بما يسمى بــ "المشكلة الدرزية"... لافتا الى ان المشكلة المسيحية - ‏المسيحية اسهل من المشكلة الدرزية، ونحن تخطينا مسألة الاختلاف على تسفير الاحجام... كاشفا ان "الحكومة ‏باتت قريبة جدا وقد تبصر النور خلال اسبوعين على ابعد تقدير"... 
‏ 
وعن "الهفوة" التي صدرت عن جنبلاط قال عون: لقد اصبحت وراءنا.... معربا عن امله في ان لا تتكرر هذه ‏الهفوات في المستقبل. 
‏ 
من جانبه قال عضو كتلة "الجمهورية القوية" ("القوات") النائب وهبه قاطيشا ان "الرئيس الحريري يبدي ‏حرصا كبيرا على حصة "القوات" داخل الحكومة، كما ونوعا، وهو يدرك جيدا ان حليفه الاساسي يبقى "القوات ‏اللبنانية" لذلك يسعى لاحترام حق "القوات" والتمثيل "مؤكدا ان العلاقة بين "المستقبل" و"القوات" عادت الى ‏سابق عهدها. 
‏ 
على صعيد اخر، وبعد ايضاح المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ما اثير حول "عدم ختم جوازات سفر ‏بعض الايرانيين من قبل الامن العام لحظة دخولهم الى لبنان... فقد ذكرت معلومات صحافية ان وزير الداخلية نهاد ‏المشنوق سيصدر قرارا بتوقيف قرار الامن العام السماح للايرانيين بالدخول الى لبنان من دون ختم جوازاتهم ‏لان هكذا قرار يجب ان يتخذ في مجلس الوزراء... 
‏ 
وفي السياق الامني، وفيما ارتفعت وتيرة الاشكالات الامنية المسجلة على نحو لافت في الايام الماضية في بعلبك ‏وجوارها، اعلن محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر ان الخطة الامنية في بعلبك ستنفذ خلال الايام القليلة المقبلة، ‏وهي ليست خطة امنية كلاسيكية... موضحا ان "الخطة الامنية ستنفذ بقوات امنية من خارج المنطقة عبر ‏مداهمات وستطاول المطلوبين الكبار بالدرجة الاولى.. 
‏ 
من جهة ثانية، يصل قائد الجيش العماد جوزف عون الى العاصمة الاميركية واشنطن نهاية الاسبوع الجاري، ‏على رأس وفد من كبار الضباط، في زيارة مثقلة بالمعاني السياسية والاستراتيجية والعسكرية... ولافتة من حيث ‏التوقيت، اذ يفترض على ما تقول القراءات "ان تضع حدا لحديث كثر في الاونة الاخيرة عن "حرد" اميركي من ‏نتائج الانتخابات النيابية، سينعكس على المساعدات للمؤسسة العسكرية...