‏ 
اتساع دائرة العصف 
‏ 
لم تقف المسألة عند هذا الحد، ولم تبق محصورة في التغريدة الجنبلاطية، إذ سرعان ما تقاطرت ردات الفعل ‏والردود المضادة والتعليقات القاسية من أركان الفريقين.. هذا في وقت كان اللبنانيون ينتظرون عودة الرئيس ‏المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من زيارته الى روسيا ومن بعدها الى السعودية حيث أدى صلاة الفطر الى ‏جانب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والجميع يتطلعون ما ستؤول اليه التطورات والمساعي بشأن ‏تأليف الحكومة العتيدة، بعد تصدع العلاقات بين فريق "لبنان القوى" برئاسة الوزير جبران باسيل، وفريق ‏جنبلاط.. حيث لم تكن مسألة إمساك جنبلاط بالوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة الجديدة، بعيدة عما حصل.. ‏خصوصاً بعد نأي الاخير بنفسه عن مخرج تعويض جنبلاط بوزير مسيحي بديلاً عن أحد الدروز الثلاثة، ليفسح ‏في المجال أمام توزير طلال ارسلان واعادته الى الحكومة الجديدة.. 
‏‏ 
مواقف جنبلاط شخصية 
‏ 
وفي هذا، فقد نفت مصادر لـ"الشرق" ان يكون لمواقف جنبلاط الاخيرة، أية علاقة بزيارته المملكة العربية ‏السعودية "لامن قريب ولا من بعيد.." خصوصاً وأن المملكة أخذت على عاتقها مسؤولية عدم التدخل في صلب ‏الشؤون الداخلية لأي بلد.. فكيف بلبنان الذي تكن له كل تقدير واحترام وخير وبركة.. وتعمل ما في وسعها للنأي ‏بأزمات الخارج عنه في الداخل..". 
‏ 
وأكدت المصادر "ان ما قاله يعبر عن موقفه الشخصي، ولا يمكن البناء عليه.. على رغم ما يمكن ان يكون له من ‏تداعيات سلبية على مجريات تشكيل الحكومة.. وما يمكن ان يستغرقه ذلك من وقت..". 
‏‏ 
صيف وشتاء على سطح واحد 
‏ 
لم يخف عديدون قلقهم من تداعيات العصف العوني - الجنبلاطي، على مسار تأليف الحكومة العتيدة.. والبعض ‏رأى أنها بمثابة "قنبلة موقوتة" لا بد وان تترك آثاراً على ملف التأليف.. الأمر الذي لم يبق بعيداً عن مواقف ‏مرجعيات دينية في خطب الفطر المجيد.. حيث أطل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لافتاً الى أنه "منذ ‏مدة تتفاقم سياسات التفرقة والتمييز، حتى في المسألة الواحدة، أنه ليراد طرد هؤلاء المستضعفين (اللاجئين) في ‏اتجاه المصير الذي هربوا منه، وفي الوقت نفسه، يجري تجنيس المئات من هنا وهناك، ليكون هناك صيف ‏وشتاء على سطح واحد.." داعياً الى "توقف عشوائيات الكراهية هذه.. لنظل نشعر ان هناك حكومة مسؤولة ‏تستطيع اتخاذ القرار المناسب للمصالح الوطنية.. وبدل التجنيس واتهام الدوليين يكون على أصحاب المطالب ‏التنازل عن أنانياتهم والتعاون مع رئيس الحكومة المكلف، من أجل انجاز التركيبة الوزارية.. والمطلوب الوقوف ‏مع الرئيس الحريري سواء في تشكيل الحكومة، أم في سياساته لجلب الدعم للبنان..". 
‏‏ 
التنبه للتداعيات الخطيرة 
‏ 
وفي المقابل أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان في خطبة الفطر "ضرورة التوصل السريع الى تشكيل ‏الحكومة لأن أمر دقيق وحساس جداً.." معلنا ان "على القيادات السياسية ادراك هذا الواقع والتنبه لتداعياته ‏الخطيرة والمأساوية على الصعد كافة، وبالخصوص في مسألة النزوح السوري الذي تحول الى مصدر قلق ‏وخطير جداً اذا لم نسارع جميعا الى اتخاذ المواقف الجريئة والاجراءات العملية، وفق خطة مبرمجة وممنهجة ‏ومنسقة مع الحكومة السورية، قاطعين الطريق أمام ما يسمى بمفوضية الامم المتحدة وخططها التوطينية ‏المشبوهة. 
‏‏ 
يتراشقون الاساءات الحادة 
‏ 
من جانبه وإذ حيا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي رئيس الجمهورية "اباً مدنيا لجميع اللبنانيين" فقد ‏لفت الى أنه وفيما الكل ينتظر تأليف حكومة جديدة، تكون على مستوى التحديات.. إذ بنا نفاجأ ببعض المسؤولين ‏السياسيين يتراشقون الاساءات الحادة التي لا تبشر بالخير، بل تخلق المزيد من خيبات الأمل.. 
‏‏ 
لحكومة بعيدة عن المحاصصة 
‏ 
وفي السياق، ذكر السينودس المقدس" للكنيسة المارونية برئاسة البطريرك الراعي، ان "يساند الاباء مسيرة ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في بناء الوحدة الوطنية والسهر على حسن سير المؤسسات الدستورية.." ‏مؤكدين مواقف البطريرك المتكررة بتأليف الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن بروح المسؤولية الوطنية، بعيداً ‏عن حسابات المحاصصة الخاصة.. مطالبين المسؤولين السياسيين توحيد الكلمة في العمل على عودة النازحين ‏السوريين الى أرضهم ووطنهم.. كما طالب الاباء بتصحيح مرسوم التجنيس الاخير الذي صدم اللبنانيين.