10-06-2018
لكل مقام مقال
اميل العليه
ناشر ورئيس تحرير موقع إينوما الالكتروني
يقف الصحافي البريطاني عاجزا عن الكلام أمام هول وفظاعة ما ترى عيناه. المسؤولون عندنا والمواطنون يرون يوميا ما رآه فيسك والمسؤولون والمواطنون لا يحركون ساكنا، فالمواطنون لا يحاسبون المسؤولين والمسؤولون يستغلون رحابة صدر المواطن وتسامحه الذي وصل إلى حد التطنيش.
فيسك تحدث عن كارثة بيئية اكلت جبال لبنان وفي لبنان كوارث تأكل البشر والشجر والحجر.
لم ير فيسك دواخين معامل الذوق التي سرطنت واحدة من أجمل مناطق لبنان وسممت من وما فيها.
لم ير فيسك معامل الترابة في شكا او في سبلين التي جعلت المنطقتين ومحيطهما مناطق منكوبة.
لم يعاين فيسك بحر لبنان الذي أصبح من شماله إلى جنوبه مكبا واسعا للنفايات ومصبا لأنهر المجارير.
لم يتذوق فيسك خضار لبنان وقد تغيّر طعمها لأنها أصبحت تٌروى بمياه المجارير لا بمياه ينابيعه الغائرة.
لم يشرب فيسك من مياه لبنان التي كانت توصف بلسما شافيا فإذا بها مرتعا للجراثيم والتلوث.
المواطن اللبناني يعيش هذه الكوارث البيئية ويراها بأم العين ويدفع ثمنها من صحته والسرطان أصبح أكثر الامراض انتشارا عندنا.
وحده المسؤول لا يرى. المسؤول مشغول بما هو أهم.
المسؤول مشغول بتجنيس لبنانيين جدد يتقاسمون معنا البلاوي والمصائب.
المسؤول مشغول بالصفقات والسمسرات ومقارعة الفساد على طريقته.
المسؤول مشغول بإدارة سياسة البلد وقد كان يوما سويسرا الشرق فجعله صومال الشرق والعالم.
في معرض مقاله يتساءل فيسك: هل هذا جيد بما يكفي لقصة يجب أن تصدم العالم لو حدثت في أوروبا أو أميركا؟
نعم تلك قصة واحدة عاينها الصحافي البريطاني وفي لبنان قصص وروايات يعيشها المواطن اللبناني ولا من يٌصدم أو من يّصدمون.
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار