08-06-2018
محليات
وتابع: "عندما ننظر اليوم الى داخل فلسطين وما يجري في العالم، الى عشرات الالاف من المسجد الاقصى وحوله، الذين صلوا اليوم صلاة الجمعة الاخيرة، عندما ننظر الى غزة والى عشرات الالاف الذي احتشدوا تحت الشمس وهم صائمون على حدود القطاع في مسيرات العودة، عندما ننظر الى 900 مدينة في ايران وصنعاء والحديدة وبغداد وباكستان والى البحرين والكثير من دول العالم ونرى هذه الحشود الكبيرة، يتضح لنا بقوة أن مناسبة اليوم العالمي للقدس تقوى وتزداد حضورا وحيوية وعنفوانا بالرغم من مساعي أعداء القدس الدوليين والاقليميين لاماتة هذا اليوم ومحاصرته".
وقال "هذا اليوم مناسبة يتضامن فيها كل شعوب العالم مع هذه القضية المحقة. ويوما بعد يوم تتأكد أهمية هذه المناسبة وأهمية أن يكون للقدس يوم عالمي وأن تعتني الامة بإحياء هذا اليوم. أولا لأن القدس والمقدسات الاسلامية المسيحية هي جوهر الصراع القائم وهي رمز هذا الصراع. وثانيا لما تتعرض له القدس ومن خلفها القضية الفلسطينية كل عام من مستجدات ومساع للاعداء من أجل السيطرة وتصفية وحسم المعركة وخطوات جديدة كان آخرها هذا العام، اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل السفارة الاميركية اليها. والاخطر هذا العام ما يجري تداوله من حديث حول صفقة القرن والتي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وتسليم القدس والمقدسات للكيان الغاصب".
أضاف: "هناك ثلاثة تحديات أساسية تواجه هذه المدينة: التحدي الاول بعد الاعتراف الاميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل، وهو الامر الذي كان متوقعا ومنسجما مع السياسات الاميركية. هناك معركة ألا يعترف العالم وخصوصا الدول العربية والاسلامية بهذا الامر وألا يستسلموا له. رغم ظروف الدول العربية والاسلامية الا أن امكانيات هذه المعركة قوية في العالم وتقبل الكثير من الدول لهذا الموقف ورفض الاعتراف بأرضيته قوية جدا. المطلوب فقط أقل الجهد من الدول العربية والاسلامية ومنظمة التعاون الاسلامي وجامعة الدول العربية، أقل الجهد لكي نواجه ونربح في هذه المعركة لكي لا تذهب بقية دول العالم الى الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل".
وتابع: "التحدي الثاني هو التحدي الديموغرافي في القدس، التحدي في تغيير الهوية السكانية، فالصهاينة منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 يعملون لايجاد تغيير ديموغرافي حاسم في مدينة القدس الشرقية والقدس ككل. والان مدينة القدس مجتمعة في تحد اساسي ومخططات اسرائيلية لتغيير هويتها السكانية من خلال ضم كتل استيطانية والحاقها بالقدس تحت عنوان مدينة القدس الكبرى، ومن خلال زيادة الاستيطان والضغط على المقدسيين لتركها".
وأردف: "أما التحدي الثالث فهو مسألة المقدسات وبالأخص بيت المقدس، المسجد الأقصى وكل ما هو موجود داخل الحرم القدسي. وفي هاتين المعركتين، يقع على عاتق السكان المقدسيين العرب من مسلمين ومسيحيين، العبء الاكبر والرهان الاساسي. بمعنى أن بقاءهم وحفاظهم على بيوتهم هو المعركة الحقيقية والتي قام بها سكان القدس منذ العام 1967 وحتى اليوم".
وقال نصرالله: "إن المقدسيين نيابة عن الامة الاسلامية كلها، يدافعون عن بيت المقدس والمسجد الاقصى. المعركة الاخيرة التي خاضها المقدسيون قبل أشهر في محيط المسجد بمواجهة أي تغيير، فرض على حكومة العدو أن تتراجع. إن من يحمي هوية المدينة ومقدساتها هم المقدسيون، والواجب على باقي المسلمين في العالم أن يمدوا يد المساعدة للمقدسيين، والامر يحتاج الى دفع أموال وانفاقها في هذه المعركة لمساعدة المقدسيين على البقاء في بيوتهم وألا يهجروا المدينة او يستسلموا للضغوط الاقتصادية والمعيشية والاغراءات المالية التي تقدم اليهم. ولكن للأسف بعض العرب وبعض دول الخليج يرسلون المال لشراء البيوت من المقدسيين".
أضاف: "ورجال الاعمال العرب الخونة يبيعون هذه المنازل للصهاينة. وكي نساعد المقدسيين على الصمود المطلوب مال وتبرعات وتقديمات من دول وأغنياء، ومن يريد أن يقدم مالا يستطيع أن يبحث عن الوسائل المضمونة ويمكن لهذا المال أن يصل"، وقال: "يجب أن تكرس قضية القدس كأولوية على مستوى الامة".
وتابع: "هناك من يريد أن يحمي عرشه هنا وعرشه هناك، ان من يحمي العروش والانظمة والحكومات في منطقتنا، إما الشعوب وإما أميركا، وترامب نفسه قال عن بعض الدول في المنطقة أن هناك حكومات ودولا وأنظمة اذا تهلينا عنها أسبوعا تسقط".
وقال: "ليكن ثمن الحفاظ على العروش تصفية القضية الفلسطينية، هذه هي المعادلة. في عالمنا العربي والاسلامي نوع من الناس البسطاء يمكن أن ينطلي عليهم الخداع، وهناك من يتمنى انتهاء القضية الفلسطينية، ومسؤولية العلماء والمفكرين ووسائل الاعلام والجامعات ومواقع التواصل ومراكز الدراسات وكل من لديه قدرة على التعبير ان نواجه الفتنة ونقضي عليها في مهدها قبل انتشار هذا الفكر التضليلي".
أضاف: "يراهنون على يأس اجيالنا وانقلاب الالولويات، على أن تصبح فلسطين خارج الاهتمام. ومعركتنا هي معركة الاجيال وحضورها في الميادين".
وقال: "كل المؤشرات تقول أن هذا الشعب لن يتنازل عن القدس والمسجد الاقصى وفلسطين وحق العودة رغم كل الضغوط، وهذا الشعب بعد 70 سنة من التهجير والتضحيات، يزداد عنفوانا وحضورا وقوة. صمود الشعب الفلسطيني هو نقطة أساسية في المعركة، لأنه أساسي في إفشال مشروع "صفقة القرن". وفي بعض العالم العربي يمنع التضامن مع القدس وفلسطين بإرادة أميركية إسرائيلية"
وأشار إلى أن "كل من يعادي إيران من الطبيعي أن يجد نفسه قريبا من إسرائيل، وهذا أصبح واقعا"، لافتا إلى أن "محور المقاومة اليوم قوي أولا في أجياله من فلسطين إلى اليمن"، وقال: "إن اليمن وتحت الحصار يتظاهر نصرة للقدس، ونظام البحرين يدافع عن إسرائيل ويمضي في التطبيع".
وقال: "في محور المقاومة، دولة ونظام وشعب في إيران داعمون لفلسطين والقدس، وهذه نقطة قوة. أما لمن يراهنون على إسقاط النظام في إيران فنقول رهاناتكم سراب. ففي محور المقاومة دولة إقليمية كبرى هي إيران، إضافة إلى التحول الحقيقي الذي شهده العراق".
أضاف: "إن سوريا هي دولة محورية في محور المقاومة، تعرضت لحرب كونية عالمية استخدمت فيها كل المحرمات. وفي عام 2018، أصبحت المساحة الاكبر والاهم من مساحة سوريا آمنة واستعادة الدولة سيطرتها وحضورها. ومن الواضح أن المحور المعادي يبحث عن تحقيق ولو بعض المكاسب".
وتابع: "عندما ذهبنا الى سوريا كان إيمانا منا بأن ما يجري فيها مؤامرة كبرى تسعى إلى إسقاطها وتحل الكارثة على لبنان والمقاومة وسوريا. وأقول للعالم كله، ليس لحزب الله مشروع خاص في سوريا على الاطلاق. عندما ينتهي الهدف وتصبح سوريا في مأمن وتنهار الجماعات المسلحة، نعتبر أننا أنجزنا المهمة. وما اقوله الان اوصلناه الى الرئيس بشار الاسد، ومفاده انه عندما ترى القيادة السورية أن لا مكان لحزب الله في سوريا سنكون سعداء ونشعر بالنصر بأننا انجزنا المهمة. ونحن موجودون فيها حيث يجب أن نكون، وحيث طلبت القيادة السورية منا أن نكون موجودين. ولو اجتمع العالم كله ليفرض علينا أن نخرج منها، فلن نخرج إلا بطلب من قيادتها".
وخاطب الاسرائيلي قائلا: "نحن نؤمن بأن القدس ستعود الى اهلها، وان فلسطين ستتحرر". وطالب الاسرائيليين ب"ركوب السفن والطائرات والعودة من حيث جاؤوا"، مؤكدا أن "يوم الحرب الكبرى آت وسنصلي في القدس".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار