06-06-2018
مقالات مختارة
راجح الخوري
راجح الخوري
بينما كانت طهران تكرر القول إنها موجودة في سوريا بناء على طلب النظام، وإن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان لتغيير الأوضاع الحالية في سوريا وان ذلك لن يتغيّر، جاءت المفاجأة من قاعدة حميميم الروسية، التي كشفت عبر صفحتها في “فايسبوك” عن اتفاق مبرم حول جنوب سوريا، يتناول في شكل واضح سحب القوات الإيرانية من المنطقة من المتوقع تنفيذه خلال أيام، وفي السياق كانت الأنباء قد اشارت الى اتفاق روسي – اسرائيلي في هذا الشأن!
ولم يكن مفاجئاً ان تبرز في التصريحات الرسمية الإيرانية خلال الايام الأخيرة إنتقادات متزايدة موجهة الى روسيا، وصلت الى حد القول إن على الروس ان ينسحبوا فهم لم يتدخلوا بطلب من النظام كما فعلت إيران، وانتقد مستشار وزير الخارجية الإيراني حسن شيخ الإسلام موسكو بشدة بسبب دعوتها الى خروج كل القوات الأجنبية من سوريا بما فيها إيران والميليشيات الموالية لها قائلاً: “سوريا هي الوحيدة التي تقرر من يبقى على أراضيها ومن الذي عليه الخروج، ليست روسيا من يقرر بل عليها ألا تتدخل في الشؤون السورية “!
الإنتقاد الإيراني لموسكو جاء متوازياً مع توجّس طهران العميق من نيات النظام السوري بسبب ما تداولته وسائل الإعلام عن قرب سدل الستار على الوجود الإيراني في سوريا، وفي السياق برزت صورة بشار الأسد على الصفحة الأولى من صحيفة “سازندكي” المقربة من حسن روحاني، مرفقة بتساؤلات عما اذا كان الأسد قد تخطى إيران، وعن ابعاد نيته العودة الى المشاركة في القمة العربية، وصولاً الى التركيز على دور فلاديمير بوتين المحتمل في الإستراتيجية الجديدة، في نطاق الموقف الروسي المفاجئ الذي دعا صراحة الى إنسحاب ايران وأذرعها العسكرية من سوريا
في موازاة ذلك وجّهت صحيفة “قانون” الإيرانية إنتقادات قاسية الى روسيا ونشرت أول من أمس صورة بوتين في الصفحة الأولى وتحتها عنوان “الخداع”، قائلة إنه لم يكن من المتوقع ان تتخلى روسيا عن إيران وتتجاهل الدماء المراقة في سوريا، بإبرام الإتفاقات مع الصهاينة “لكن على ما يبدو أن حقيقة عدم الوفاء التاريخي الروسي يظهر ثانية ليعيد الخيانة”!
هذه التطورات ليست غريبة أو مفاجئة على الإطلاق، فقد سبق لهذه الزاوية من “النهار” ان كتبت في تشرين الأول من عام ٢٠١٥عن صراع روسي – إيراني حتمي على الجبنة السورية!
أبرز الأخبار