04-06-2018
صحف
والى الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنهم نواب ومسؤولون حزبيّون، خرج البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ليعلن أن "من تجليات الرحمة الوضوح في التعاطي واحترام الرأي العام، وخصوصاً في ما خص مرسوم التجنيس الذي أثار ضجة مبررة بسبب كتمان مضمونه، وبسبب ما أثار مرسوم التجنيس عام 1994 من خلل ديموغرافي في البلاد، وعدم تنفيذ ما أبطله بشأنه قرار شورى الدولة، وبسبب إهمال الملحق التصحيحي الذي قُدّم في حينه، وعلى الأخص بسبب وجود أعداد من النازحين واللاجئين تفوق نصف سكان لبنان". وتساءل: "أليس هذا ما تخوّف منه الرأي العام برفضه المادة 49 المضافة الى موازنة هذه السنة؟ في كل حال، يبقى مبدأ منح الجنسية اللبنانية رابطة الدم، لا الأرض ولا الخدمات، نظراً إلى خصوصية نظام لبنان السياسي".
وفي ما يبدو تمهيداً لإعادة النظر في المرسوم وغداة تكليف رئيس الجمهورية ميشال عون إيّاه التدقيق في الأسماء، أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم مساء أمس انه سيجري تحقيقاً في كل الأسماء الواردة في مرسوم التجنيس، ووصف موقف الرئيس عون بأنه "كبير وأقدر ثقته بي وبالأمن العام وهو استجاب لهواجس الناس وهو اول رئيس يفعل ذلك". وأفادت معلومات ان اللواء ابرهيم طلب تجميد العمل بالمرسوم وعدم سير المديرية العامة للاحوال الشخصية بمعاملات الحصول على هويات واخراجات قيد فردية للمشمولين به.
واذا كان الامن العام اللبناني سيعمد الى التدقيق في ملفات المجنسين الجدد الذين تهافت بعضهم الجمعة الى وزارة الداخلية للحصول على بطاقة هوية أو أي مستند رسمي يساعدهم في استصدار جوازات سفر لبنانية، فإن الاجراء ربما شكل مخرجاً لائقاً للتراجع في عدد قليل من الاسماء تكثر حولها الشبهات السياسية والمالية، والملاحقة دولياً. وقال مصدر وزاري لـ"النهار" انه لا يمكن التعليق على الاسماء التي لم نطلع عليها. لكن الأكيد ان عدداً كبيراً منهم محاصر وممنوع من حرية التنقل وحرية نقل الأموال، وانه لا يجد ممراً الا عبر لبنان. وهنا تكمن الفضيحة، اذ ان هؤلاء ليسوا رجال أعمال عاديين يمكن ان يكونوا محل ترحيب لدى البعض. وتوقع المصدر ان تدفع خطوة الامن العام الى تأجيل تقديم الطعون باعتبار ان المرسوم قيد الدرس وبالتالي فهو مجمد عملياً. ولاحقاً علم ان عدداً من المشمولين بالمرسوم سيعلنون تراجعهم عن طلباتهم وتخليهم عن الجنسية الجديدة.
وفي ملف الطعون، يتوجه اليوم وغداً عدد من المعترضين على مسار الانتخابات النيابية لتقديم طعون في النتائج أو في العملية الانتخابية أمام المجلس الدستوري. ويعقد عدد من المرشحين الطاعنين في انتخابات "بيروت الثانية"، بعد تقديمهم الطعن أمام المجلس الدستوري، مؤتمراً صحافياً في الأولى بعد ظهر اليوم.
الحكومة
سياسياً، انطلقت عجلة المفاوضات قبيل الحركة الرسمية لرئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، اذ عقد في نهاية الاسبوع لقاءان تناولا الملف الحكومي اضافة الى قضايا وملفات اخرى. وكان آخرهما مساء أمس اذ التقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا في حضور الوزير سابقاً غازي العريضي. وأشارت المعلومات الى أن اللقاء تناول ملفات عدة وكان ايجابيا.
وكان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عقد اجتماعاً طويلاً ليل الجمعة مع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، في حضور صفا. وجاء بيان رسمي لـ"التيار" ان البحث في الاجتماع تطرق إلى "الأوضاع السياسية المحلية والخارجية، وجرى فيه تقويم الانتخابات النيابية الأخيرة ونتائجها، مع أخذ كل العبر الإيجابية والسلبية منها، إضافة إلى موضوع النازحين السوريين ومقاومة الفساد وإعطائهما الأولوية القصوى في العمل النيابي والحكومي القريب. واتفق على تصوّر أوّلي مشترك لموضوع محاربة الفساد، وعلى سبل اعتماد آلية مشتركة لاحقة لذلك. وكذلك جرى بحث في موضوع تأليف الحكومة وأهمية تشكيلها بالسرعة اللازمة، بما يتطابق مع المعايير الميثاقية والدستورية والديموقراطية والمنسجمة مع نتائج الانتخابات الأخيرة".
أما الرئيس الحريري العائد من السعودية، فتحدث في افطار رمضاني قائلاً إن "العالم ينتظر من لبنان اصلاحات جدّية وقرارات جريئة بوقف الهدر ليساعدنا، وليس لدينا خيار إلا السير بهذه الاصلاحات وأملي كبير أن المشاورات حول الحكومة تأخذ في الاعتبار هذه المواضيع وحاجة البلد للإسراع بالتشكيل".
ولفت الحريري الى ان "الناس لا يكترثون لوزير بالزائد أو بالناقص بل تهمهم هيبة الدولة والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي"، مشيراً الى ان "الناس يريدون فريق عمل للعمل وليس للنقار السياسي، وانا سائر على خط الناس، سائر على خطوط الوفاء الذي رأيناه في بيروت وكل لبنان".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار