وقد أهدى زيوس باندورا صندوقاً مغلقاً، حبس فيه كل أرواح الشر، وطلب منها عدم فتحه مهما كانت المغريات، وكما توقع لم تستطع باندورا مقاومة إغراء فتح الصندوق. وما إن فتحته، حتى انطلقت منه جميع الشرور والأمراض التي أصابت البشر، وعندما حاولت باندورا جاهدةً إغلاقه، كان قد فات الأوان ولم يبق في الصندوق غير قيمة واحدة لم تخرج منه، هي الأمل.
صندوق باندورا اليوم يمثل حالة التخبط والضياع التي تعيشها شعوبنا او ما يسمى بالفوضى الخلاقة التي فجرت كل شرور وأحقاد المصالح السياسية في العالم...!
هكذا هو حال من يفتح بوابة جهنم عليه عندما لا يُحسن القراءة بعمق او القراءة بين السظور والتبصر وأعتقد أن اغلب الصراعات في تاريخ العالم كانت جرّاء عدم الحساب العميق وكذلك التهوروهكذا عرفنا داحس والغبراء وحرب الثلاثين عاماً والحروب العالمية وكذلك الصراعات المذهبية والحروب الدينية. شيء واحد بقي في خزانة " باندورا " لم تشأ ان تُخرجه ، الا وهو روح الأمل وقد أحكمت إغلاقه وبقي مدفونا في الصندوق بعد ان افرغت منه كل ما هو سيء وشرير ومرعب ومدنّس ووسخ وبثّته في كلّ الأرجاء ليعمّ ربوعنا وكأن هذه الأسطورة صارت واقعا معاشا تماما وان زمان المعجزات والغرائبية نراها هنا بأمّ أعيننا في منطقتنا بكل صورها القاتمة وكم نحن في أمسّ الحاجة االى العقل والحكمة لإنقاذنا من هول الشرور الكامنة فينا .
فمن يمتلك الحكمة والوعي ليبعثتلك الروح ويبث الأمل ويلمّ كل أنقاض الشرور الشائعة فينا ويحرقها ؟؟