‏الاجواء السائدة توحي بإيجابية لافتة لدى غالبية الافرقاء، وان ظهرت الى العلن من جديد عقدتان بارزتان الاولى ‏بين "الثنائي الماروني" ("التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية") تتمثلان في توزيع الحصص والحقائب، ‏والثانية متعلقة بالتمثيل الدرزي حيث يشدد رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط على حصرية اختياره ‏الوزراء الدروز الثلاثة، من دون تمثيل النائب طلال ارسلان... 
‏‏ 
لقاء الساعات الطويلة 
‏ 
يعتصم الرئيس الحريري بالصمت وهو يعد العدة ليوم الاستشارات، ويتابع بدقة مجريات الداخل ومن ابرزها ‏احتدام الصراع بين "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية" على خلفية التمثيل في الحكومة العتيدة كما ولقاء ‏الساعات الطويلة (يوم الجمعة الماضي) بين الرئيس نبيه بري والامين العام لـ"حزب الله" حيث جرى التركيز ‏على "تعزيز التفاهم" بين الفريقين، وبحث كل المواضيع بدءاً من قضية فلسطين والتطورات على الساحة ‏السورية، ومن ثم الوضع الداخلي في لبنان، حيث ابدى الطرفان ارتياحهما للانتخابات النيابية ونتائجها ولانتخاب ‏الرئيس بري رئيسا لمجلس النواب وتكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة وشددا على تشكيل سريع ‏لحكومة وحدة وطنية موسعة لا تستثني احدا وتعكس التمثيل الصحيح"… 
‏ 
وكان السيد نصر الله نفى في طلة اعلامية (الجمعة الماضي) مطالبة الحزب بحقيبة سيادية او وضع شروط على ‏الرئيس الحريري، مؤكدا ان العقوبات الاميركية والخليجية على الحزب لن تؤثر في تأليف الحكومة، ومشيرا الى ‏تفاهم الحزب مع حركة "امل" على توزع الحقائب حين يتفق عليها... 
‏‏ 
خلاف في غير وقته 
‏ 
الا ان هذه الاجواء الايجابية عموما عكرها الخلاف السابق لاوانه او في غير وقته والمتصاعد بين "الثنائي ‏الماروني" ("التيار الوطني الحر"، و "القوات اللبنانية") بعد تغريدة على "تويتر" لوزير الاعلام ملحم ‏الرياشي تحدث فيها عن "نمرود … اسقطه العلي من الاعلى فمات مسحوقا" فرد عليه رئيس "التيار" جبران ‏باسيل قائلا: "كل واحد لازم يكتفي بحجم تمثيلو مش اكثر، وراح يتمثل ولن ينفعهم نق بالداخل واستقواء ‏بالخارج"… فكرت سبحة الردود والردود المضادة، في مؤشر لافت على صراع الفريقين على الاحجام في ‏التركيبة الحكومية العتيدة... 
‏ 
وفي السياق، اكد مصدر في "القوات اللبنانية" لـ "الشرق" ان القوات غير متمسكة بمنصب نائب رئيس مجلس ‏الوزراء، بمقدار تمسكها بحقها في الحصول على اربع حقائب من بينها حقيبة سيادية... استنادا الى حجم كتلة ‏القوات "الجمهورية القوية"… 
‏‏ 
اصلاحات حريرية 
‏ 
قد يكون من السابق لاوانه الحكم على ما ستؤول اليه الاستشارات خصوصا و"ان الشياطين تكمن في ‏التفاصيل"… ولم يخفِ الرئيس المكلف سعد الحريري دعوته الى "حكومة تقوم على التوافق الوطني"، تقوم ‏على العناوين العريضة وعلى بعض التفاصيل... داعيا الى العمل بإيجابية كالتي عملنا على اساسها خلال سنة ‏ونصف السنة، مطمئنا الى انجاز الكثير وداعيا الى وجوب ان ينفذ لبنان الاصلاحات، التي جرى التفاهم عليها بين ‏الرؤساء الثلاثة وتتمثل بــ: 
‏ 
1- تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة. 
‏ 
2- الاسراع في تشكيل هذه الحكومة للانصراف الى ترجمة قرارات مؤتمر باريس الاخير لدعم الوضع ‏الاقتصادي والمالي العام. 
‏ 
3- اعتماد مقاييس واحدة في توزيع الحصص الحكومية. 
‏ 
4- اعتماد صيغة مماثلة لصيغة البيان الوزاري لحكومة "استعادة الثقة"… 
‏ 
5- العمل على توفير حل ثابت لمسألة النازحين السوريين. 
‏‏ 
لضبط الشهية 
‏ 
الى ذلك، وعشية توجهه الى فرنسا اليوم بدعوة رسمية من الرئيس ايمانويل ماكرون، شدد البطريرك الماروني ‏بشارة بطرس الراعي، على اعطاء الاولوية لتأليف حكومة جديدة سياسية وتكنوقراط، متكاملة ومتفاهمة تكون ‏على مستوى التحديات واعطاء الاولوية للمصلحة الوطنية ووضع اسس لحل مشكلة النازحين... 
‏ 
وناشد الراعي القوى السياسية ضبط شهيتهم عن مصالحهم التوزيرية، والنظر الى مصلحة لبنان والتحديات ‏الكبيرة التي يواجهها على مختلف الصعد فتتألف الحكومة بأسرع وقت ممكن... 
‏‏ 
فرض الامن 
‏ 
في سياق مختلف فقد شدد قائد الجيش العماد جوزف عون في اتصال مع محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر على ‏‏"ان القرار يفرض الامن هو قرار حاسم ونهائي... مع حرص المؤسسة العسكرية على سلامة المدنيين...‏