20-05-2018
مقالات مختارة
إلا أن لغة الأرقام تبقى أصدق انباء من غيرها لأنها مبنية على أسس علمية وعلى حسابات دقيقة، وهي حملت مفاجآت على أكثر من صعيد، وفي أكثر من دائرة انتخابية خصوصاً أو على المستوى الشامل للاقتراع داخل لبنان وخارجه، ما أحدث ذهولاً في الأوساط السياسية وازن المفاجآت غير السارة التي خلفها عدم الإقبال على اقلام الاقتراع في عدد من الدوائر على رغم أن المعركة كانت حامية
الأفكار أجرت مسحاً للنتائج الرسمية في الدوائر الـ15 التي حوت أرقام المقترعين من مختلف الاتجاهات، فبدت أرقام مذهلة وأخرى متوقعة لا بد من درسها وتقييمها بموضوعية من سائر الكتل النيابية المعنية سواء تلك التي ربحت مقاعد أو خسرت للاستفادة من عبرها في الاستحقاق المقبل العام 2022.
ومن بين الارقام التي كشفتها صناديق الاقتراع، ان عدد المقترعين الفعليين بلغ في كل لبنان والخارج مليوناً و861,203 مقترعين من أصل 4 ملايين و252937 ناخباً مسجلين على لوائح القيد (أو لوائح الشطب). غير أن لجان القيد الأساسية والعليا اعتبرت أن أصوات مليون و822294 هي التي يعوّل عليها في عملية الحساب الأخيرة نتيجة إبطال 38909 أصوات، وهو رقم مذهل إذا ما قيس بالانتخابات السابقة، والعثور على 15029 ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع. ويتبين من الأرقام أن أكثر دائرة انتخابية أُبطلت فيها اللوائح كانت دائرة الشمال الثانية حيث أبطلت 5340 ورقة، تليها بيروت الثانية إذ بلغ عدد الأوراق الباطلة 3972 ورقة، وحلت ثالثة في معيار إبطال الأوراق دائرة الشمال الأولى (عكار) حيث تم ابطال 3535 ورقة. أما الدائرة التي شهدت أقل عدد من اللوائح المبطلة فكانت بيروت الأولى بـ1048 ورقة اعتُبرت باطلة. أما بالنسبة الى الاوراق البيضاء فإن بيروت الأولى سجلت أصغر رقم بلغ 313 ورقة بيضاء، ودائرة طرابلس الثانية (طرابلس، المنية، الضنية) أكبر رقم حيث تم وضع 2272 ورقة بيضاء. وبلغ المجموع العام للأوراق البيضاء 15029 ورقة.
وإذا كانت الأوراق البيضاء مبررة من حيث عدم الرغبة في تحديد أي جهة أو اختيار أي اسم تفضيلي، فإن اللافت هو الارتفاع الكبير لإبطال الأوراق خصوصاً أن بعضهم لم يعرف كيف يقترع فأشّر على اسمين تفضيليين بدلاً من واحد، أو انه وضع علامة x أو علامة (صح) على صورة المرشح بدلاً من اسمه، وهذا الأمر استدعى اتخاذ قرار بدرس كل حالة على حدة، لكن الرأي استقر على اعتبار أن اللائحة ملغاة. ويقول متابعون أن كمية كبيرة من الأخطاء ارتكبها المقترعون خلال التصويت خلف العازل لأن القانون الجديد بدا معقداً للبعض ويحتاج الى تدريب بالنسبة الى البعض الآخر، وقد عكس الرأيان أن التوعية على القانون الجديد لم تكن كافية، وان رؤساء أقلام الاقتراع لم يتمكنوا في العديد من الدوائر من تقديم العون الى ميقاتيالناخبين لانهم هم ايضاً (مش فهمانين شي)، على حد قول النائب طوني سليمان فرنجية خلال احدى جولاته على اقلام الاقتراع. وثمة من وضع أكثر من اسم تفضيلي أو أشر على لائحتين وغير ذلك.
في الأرقام ايضاً، أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد نال أكبر عدد من الأصوات على مستوى الجمهورية بلغت 43797 صوتاً. أما النائب الذي نال عدد أصوات قليلة جداً فكان النائب المنتخب من زحلة ادي دمرجيان الذي نال 77 صوتاً… وفاز!
وتظهر قراءة دقيقة في الأرقام حول عدد المقترعين والحاصل ونسبة الفوز وفق الحصص، إن ثمة من فاز بفارق قليل من الأصوات، ومنهم من خسر لأن حصة لائحته قد اكتملت، أو فاز من كسر الحاصل الذي كان لصالح اللائحة التي انضوى فيها.
أخبار ذات صلة