16-05-2018
آفــاق
كان الأهم في تلك المرحلة ماجاء بعد بعد حرب الثلاثين عام حيث وقعت معاهدة سلام ويستفاليا لعام 1648 إذ كان حجم المار لا يوصف فقد تم تدمير أرواح وممتلكات سكان مدن وقرى ألمانيا. ووصل الدمار في بعض المناطق إلى كوارث حقيقية .كانت حربا دينية تحت شعار الإصلاح . كان الحقد بين كلا الجانبين مهولا... استمرت المفاوضات بين الأطراف أربع سنين بين عام 1644 و 1648 ، وتم بعدها اعتبار الجميع من البروتستانت والكاثوليك،للحكومات الجمهورية والملكية متساويين في المفاوضات. أي اسس مبدأ التسامح وكانت بداية العلمانية ولكن الأهم كان مبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة. قامت المعاهدة بإنهاء العقبات الرئيسية أمام السلام في ألمانيا بعد طموحات فرنسا والسويد في تغيير الخطط العسكرية . ارادت السويد تعويض فرنسا عن خساراتها ، ولكنها قامت بتعقيد المسائل التي أدت إلى ارتفاع الطموحات الفردية من مختلف الأمراء الألمان والمفاوضات المنفصلة بين الأسبان والهولنديين . في نهاية المطاف ، حضر 176 من المفوضين والذين يمثلون 196 من الحكام لمفاوضات السلام وتم الامر.
و من ثم تطورت فكرة النظام العالمي مع الوقت ولكن دائما على أساس قواعد السيادة التي أقرتها ويستفاليا،وكان من ثمارها الحلف المقدس الذي اقترحه قيصر روسيا عام 1815،ومشروع التضامن الأوروبي الذي اقتراحه مترنيخ النمساوي في القرن التاسع عشر للقضاء على "الثورة" والتي كانت تعني الفوضى. وأخذت الدول تعقد الاجتماعات لحل المشكلات بعيداً عن الحروب وبلغة التحكيم والديبلوماسية، وسرعان ما نتج عن هذه الأفكار العالمية نشوء اتحادات دولية ذات قيم معنوية وذات استقلالية نسبية،فنشأ نظام التمثيل الديبلوماسي وتعميمه وجعله مطلقاً في الحماية .
ومن ثم تأسست عصبة الأمم، بعد الحرب العالمية الأولى،ولكنها لم تكن أكثر من تكريس لواقع القوى المنتصرة في هذه الحرب، رغم إعلان ميثاقها عن تأييد السلام العالمي وعندها تأكد ضعف هذه «العالمية» المقنعة عندما عجزت عن اتخاذ مواقف حازمة ازاء الحوادث الدولية الخطيرة
ثم جاءت هيئة الأمم المتحدة وهنا ظهرت «العالمية» في هيئة دولية هي الأمم المتحدة، وادعت حفظ الأمن والسلام الدولي.كما أنها الزمت الدول غير الأعضاء بضرورة حفظ الأمن الدولي.أي أنها جاءت انعكاساً لواقع الحرب والحلفاء المنتصرين،وألزمت العالم بما أرادته. هذا التشكيل الذي كان نظرياً (عالمياً)،إلا أنه كان بالفعل تعبيراً عن قيادة من الدول (العظمى) لعالمية إرادتها وتشكيلاً عاماً دون إرادة شعوب الدول الأخرى. و قد تأكد الواقع الجيوسياسي عندما تشكّل مجلس الأمن من الخمسة (الكبار) المنتصرين و من أعضاء يُراعى في انتخابهم التوزيع الجغرافي للأعضاء غير (الدائمين)، فحُرمت أفريقيا وآسيا من التمثيل بقدر كاف،بينما ظفرت أوروبا وأمريكا بالنصيب الأكبر.
وعندما سقط الاتحاد السوفياتي وكان لابد من تغيير النظام الدولي عندها نشأ في الولايات المتحدة الأمريكية تيار فكري هو تيار المحافظين الجدد، و تطورت أفكارهم إلى ضرورة إنهاء مبدأ ويستفاليا من حيث السيادة ومنع التدخل في الشؤون الداخلية للأمم واستبداله بمبدأ "التدخل الإنساني" كوسيلة جديدة للسيطرة. بعد أن تبين أن نظام القطب الواحد غير ممكن الاستمرار به نشأ نظام اللاقطبية ومن هنا كانت الفوضى
إخترنا لكم
This website is powered by NewsYa, a News and Media Publishing Solution By OSITCOM
Copyrights © 2023 All Rights Reserved.