15-05-2018
صحف
ولن تقتصر الاستعدادات لهذين الاستحقاقين على الاتصالات الجارية وراء الكواليس، بل يبدو أن ثمة اتجاهاً الى تحويل جلسة مجلس الوزراء غداً في قصر بعبدا الى جلسة اقرار الكثير من البنود العالقة والمتراكمة، ومنها ملفات حساسة وخلافية كالكهرباء بما يعكس تحسباً لامكان امتداد فترة تصريف الأعمال للحكومة بعد 20 أيار بما لا يمكن معه انتظار تأليف الحكومة الجديدة لبت بعض الملفات الملحة. وقد وزّع على الوزراء جدول أعمال من 83 بنداً تضمن عدداً من الاتفاقات الخارجية ونحو تسعة تراخيص لجامعات من أبرزها مشروع الترخيص لمطرانية الروم الأرثوذكس في بيروت بانشاء "جامعة القديس جاورجيوس في بيروت"، والكثير من البنود المالية والعقارية والتربوية والادارية وطلب الموافقات على هبات ورحلات لمسؤولين ووزراء الى الخارج. أما أبرز البنود فيتصل بعرض وزارة الطاقة والمياه "الاجراءات المتوجب اتخاذها بأسرع وقت لانقاذ قطاع الكهرباء والتي تم تأجيل البحث فيها من جلسة 26 نيسان الماضي"، وكذلك عرض وزارة الأشغال العامة والنقل المصادقة على مشروع المخطّط التوجيهي العام لتطوير مطار رفيق الحريري الدولي.
في ظل جدول الأعمال الفضفاض هذا، ستشكل جلسة مجلس الوزراء غداً أحد المعالم الوداعية للحكومة في ظل واقعها الحالي قبل أن تتحول الى حكومة تصريف أعمال. كما أن احدى المحطات الوداعية لمجلس النواب الحالي الذي تنتهي ولايته الأحد المقبل كانت في الجلسة الوداعية التي عقدتها هيئة مكتب المجلس أمس في عين التينة برئاسة الرئيس نبيه بري.
ولفتت أوساط سياسية معنية بالاستعدادات الجارية لجلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبه الى أن أجواء مرنة برزت في اليومين الأخيرين عقب الاجتماعين اللذين عقدهما رئيس الوزراء سعد الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس وكان من مؤشرات هذه المرونة اعلان الرئيس بري أنه يؤيّد من يرشّحه الرئيس عون لمنصب نائب رئيس المجلس علماً أن التكتل العوني لم يحسم قراره بعد نهائياً بين مرشّحيه النائبين المنتخبين ايلي الفرزلي والياس بو صعب. لكن الأوساط نفسها استبعدت أن تتجاوز المرونة موضوع نائب رئيس المجلس الى تأييد "التيار الوطني الحر" انتخاب بري باعتبار أن هذا الأمر لا يزال خاضعاً للاشتباك السياسي بين بري ورئيس التيار الوزير جبران باسيل ولم يطلب بري أي مقابل لتأييده مرشح رئيس الجمهورية لنيابة رئاسة المجلس.
نصرالله
وعلى رغم تخصيصه كلمته أمس للأوضاع الاقليمية المتفجرة، تناول الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الأوضاع الداخلية مشيراً الى "انشغال بعض الكتل في عدّ الأصوات" وقال: "هناك جلسة انتخاب رئيس جديد للمجلس والكتل تأخذ حجمها الطبيعي، وأعتقد أن الانتخاب محسوم لصالح الرئيس نبيه بري، ونذهب الى الاستشارات الحكومية وتتشكل حكومة. نحن موقفنا واضح ولدينا معطيات أن بعض الدول الاقليمية تحكي بموقف أن لا تستعجلوا تشكيل حكومة وأخذ البلد الى مأزق… الاصغاء الى هذا الكلام لا يخدم المصلحة الوطنية"، وشدّد على أن "المصلحة ان نتعاون جميعا لتشكيل حكومة دون أي تأخير، وبعد كم يوم العالم تهدأ وتنتهي من الاحتفال بالانتصارات ونعود لتشكيل السلطة الجديدة. جو البلد جو تعاون وتوافقي وجو تفاهم ولا أحد يأخذ البلد الى صراعات لأننا نرى المنطقة حولنا والمطلوب روح التعاون والوعي والنظرة الى الوضع الداخلي".
أما في الشأن الاقليمي، فذكر نصرالله أن رداً صاروخياً من سوريا على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل الأسبوع الماضي مثّل "مرحلة جديدة تماماً" في الحرب السورية وأظهر أن دمشق وحلفاءها لن يسمحوا أن تمر الهجمات الإسرائيلية في سوريا دون رد. وقال: "الرسالة أنه لا القيادة السورية ولا الجيش السوري ولا الشعب السوري ولا حلفاء سوريا يسمحون بأن تبقى سوريا مستباحة أمام الاعتداءات الإسرائيلية وجاهزون لأن يذهبوا إلى أبعد مدى".
وأشار إلى أن إسرائيل حاولت إخفاء حجم الهجوم وأهميته، قائلاً: "نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا وما حصل كسر الهيبة الإسرائيلية والتهديد بقطع اليد التي تمتد للجولان انتهى". وأضاف: "أريد أن اكشف لكم سراً أنه تم إبلاغ حكومة العدو من خلال جهة دولية أن الرد الإسرائيلي على سوريا لو تجاوز الخطوط الحمراء فإن القصف الثاني سيكون في قلب فلسطين المحتلة".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار