08-05-2018
الانتخابات
وأثبتت “القوات” قدرة تنظيمية وماكينة انتخابية هي الثانية بعد ماكينة “حزب الله” من حيث التنظيم والدقة، كما أظهرت إدارة ناجحة للعملية الانتخابية عبر التركيز على مرشح واحد في كل دائرة، وخطاب سياسي واقعي ركز على أولويات الناس وعناوين الإصلاح ومكافحة الفساد ومشروع الدولة.
كتلة القوات في برلمان 2018 تلامس عتبة الـ15 نائبا، لتصبح بذلك واحدة من الكتل الكبيرة (حزب الله “أمل” “المستقبل” – “التيار الوطني الحر”)، وتتقاسم الساحة المسيحية مع “التيار الوطني الحر” بعدما أسفرت الانتخابات عن سقوط مسيحيي 14 آذار وتراجع ملحوظ في كتلة “الكتائب”.
أهم ما حققته القوات في هذه الانتخابات:
“الخرق المدوّي” في دائرة بعلبك الهرمل مع فوز مرشح القوات أنطوان حبشي عن المقعد الماروني، وفي هذه الدائرة حصل خرقان واحد للقوات وآخر للمستقبل (كان يتأرجح بين مرشحي عرسال من آل الحجيري وبعلبك من آل صلح).
وهذه النتيجة تحققت بفعل كثافة الاقتراع المسيحي في البقاع الشمالي (دير الأحمر ومحيطها)، في حين جاء الاقتراع السني أقل مما كان متوقعا.
حصد عدد جيد من المقاعد في الشمال هم: ستريدا جعجع جوزف اسحاق (بشري)، فادي سعد (البترون)، وهبي قاطيشا (عكار)… لتكون القوة المسيحية الأولى هناك.
اقتحام جبل لبنان للمرة الأولى عبر تمثيل من 6 نواب موزعين على جبيل (زياد حواط) وكسروان (شوقي الدكاش) والمتن (إدي أبي اللمع) وبعبدا (بيار بو عاصي) وعاليه (أنيس نصار) والشوف (جورج عدوان)… جبل لبنان، ومنذ العام 2005، يعد المعقل الأساسي للتيار الوطني الحر وخزانه النيابي ولم يكن للقوات فيه إلا مقعد الشوف.
الحفاظ على تواجد في بيروت (الأشرفية) وتعزيز الحضور في البقاع، مقابل الغياب عن الجنوب المحافظة الوحيدة التي لا تمثيل نيابيا للقوات فيها.
أهمية هذا الرقم 15 (في حال تأكد مع إعلان النتائج النهائية) يكمن في أن “القوات” أحرزته بقوتها الشعبية الذاتية ومن دون “منة” من أحد. أما كتلتها في المجلس النيابي “المودّع” والبالغة 8 نواب لم تكن لتتحقق في ظل القانون الأكثري السابق لولا تحالفات ومساهمات من “المستقبل” (في زحلة والكورة) و”الاشتراكي” (في الشوف).
هذه النتيجة الكبيرة التي خرجت بها القوات وتضعها في مصاف القوى والأحزاب الكبيرة، سيكون لها انعكاس مباشر على الخارطة السياسية المسيحية وعلى موقع القوات ودورها السياسي، وعلى حصتها في الحكم والدولة بدءا من حكومة ما بعد الانتخابات.
في سياق متصل، لخصت مصادر حيادية لـ”السياسة الكويتية” الوضع على الساحة المسيحية، بتأكيد حزب “القوات اللبنانية” حضوره اللافت بقوة، وتمكنه من الفوز بكتلة نيابية وازنة، أي بزيادة 90 في المئة من حجم تمثيله في انتخابات 2009، وهذا يعني أن “القوات” أصبحت منافسًا قويًا لا يُستهان به لـ”التيار البرتقالي” الذي لم يستطع أن يجمع مع حلفائه المستقلين أكثر من 25 نائباً، رغم كل التطبيل والتزمير.
وفي الساحة الشيعية، تمكّن الثنائي الشيعي “أمل” و”حزب الله” من احتكار التمثيل النيابي في معظم دوائر الجنوب والبقاع، باستثناء الخرق الذي سجله مرشح “القوات اللبنانية” في دائرة بعلبك الهرمل أنطوان الحبشي
أخبار ذات صلة