06-05-2018
الانتخابات
وقد خرق الهدوء النسبي بعض التصريحات التي اطلقت من مراكز الاقتراع، والتي تراوحت بين شاكر لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري على اتمام هذا الاستحقاق في موعده، ومشبه اياها بالانتخابات في اوروبا وبين متهم وزارة الداخلية بالانحياز على اساس ان الوضع الانتخابي برمته يحمل شوائب كبيرة وكثيرة، اضافة الى توقعات بمفاجآت صادمة جدا واتهامات بشراء الاصوات بسهولة نظرا للاوضاع المعيشية الصعبة وصولا الى اتهام الدولة بالمخالفة.
اما على المستوى الامني، فقد انتشرت العناصر الامنية وفقا للخطة الموضوعة على الطرقات العامة والمفارق الرئيسية ومراكز الاقتراع، من اجل تامين الحماية اللازمة للمقترعين اضافة الى تنظيم السير وتسهيل وصول الناخبين الى اقلام الاقتراع مع تسجيل بعض الاشكالات البسيطة في الضنية، وشائعات عن انسحاب مرشحين.
وعلى مستوى المشاركة، فقد كانت خجولة في طرابلس حيث بلغت 28 في المئة قبيل ساعة من اقفال صناديق الاقتراع، الا ان محافظة الشمال ارسلت عددا من صناديق الاقتراع الى طرابلس والبداوي ووادي النحلة بسبب امتلاء الموجودة، وفي المنية تراوحت هذه النسبة بين 15 و25 في المئة، اما في الضنية فبلغت في حدها الاقصى 17 في المئة، وكل ذلك في ظل حركة ناشطة للماكينات الانتخابية.
طرابلس
في طرابلس، ارتفعت نسبة الاقتراع الى 28 في المئة قبيل ساعة من اقفال صناديق الاقتراع، فيما كانت بلغت حتى الاولى من بعد الظهر 10 في المئة، واستمرت العملية الانتخابية باجواء تنافسية ديموقراطية، ولم تسجل اي اشكالات او اعتراضات، باستثناء الشائعات التي تحدثت عن انسحاب مرشحين.
ولمواكبة سير العملية الانتخابية، تفقد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق سرايا طرابلس، حيث كان في استقباله محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا وقائد الدرك في الشمال العقيد يوسف درويش، وعقد على الفور اجتماعا في مكتب المحافظ نهرا، حضره الرئيس الاول لمحاكم الاستئناف في الشمال القاضي رضا رعد، وقادة الاجهزة الامنية.
بعد الاجتماع، اكد المشنوق انه "مطمئن للوضع الانتخابي بشكل عام، وان الوضع الامني مستتب ولم يحصل اي اشكال امني سوى في بلدة مرياطة وتم حله بسرعة".
اضاف: "ان الادارات الرسمية والمحافظات تتعامل مع جميع المرشحين بالمستوى نفسه ولا تفرقة بين مرشح واخر، ونسبة الاقتراع وصلت في طرابلس عند الثانية ظهرا الى حدود 24 في المئة، وأصوات الناخبين في الصناديق هي التي تقرر اعضاء المجلس النيابي".
وردا على سؤال، قال: "يمكن ان يكون هناك خرق للصمت الانتخابي، لكني لم اسمع حتى الآن اي كلام نافر او اية تعبئة انتخابية او تحريض ويمكن ان نعتبر ذلك خطأ انتخابيا".
واضاف: "الوضع الأمني والإداري جيد جدا وسيبدأ فرز أصوات المنتشرين ابتداء من الساعة الخامسة من بعد الظهر. وما حصل من اشكالات حول بطاقات المندوبين لا يعتبر تحيزا، خصوصا ان جميع المرشحين استحصلوا على حصصهم بالكامل، ولكن الفرق بين هذا المرشح وذاك هو تاخير لمدة ساعة في عمليات التسليم، وهذ لا يقدم ولا يؤخر في سير العملية الانتخابية".
بعد المؤتمر، جال المشنوق والمحافظ نهرا والعميد درويش وضباط القيادة على بعض اقلام الاقتراع في المدينة، ومن ثم انتقل بواسطة طوافة عسكرية الى بيروت.
واعلن محافظ الشمال رمزي نهرا في حديث ل "اذاعة لبنان" انه "تابع سير العملية الانتخابية لاكثر من 11 ساعة، ولم يحصل اي اشكال في الشمال، انما حصل اشكال امني في مرياطة، وفي طرابلس لم يسجل اي اشكال"، واعتبر "ان هذه الانتخابات مشابهة لانتخابات اوروبا".
وقال: "معالي وزير الداخلية جال في محافظة الشمال وكنا جهزنا غالبية المدارس بالتجهيزات اللازمة"، مشيرا الى "ان نسبة الاقتراع لم تكن متوقعة".
وعن سبب عدم اندفاع المواطنين الى التصويت، قال: "هناك عدة عوامل منها القانون الجديد الذي قيد المقترعين بعدم التشطيب، والابواب لم تقفل بعد ونسبة الاقتراع قد تصل الى 40%".
واقترع رئيس لائحة "العزم" الرئيس نجيب ميقاتي في قلم الاقتراع في طرابلس، يرافقه اعضاء لائحته، كما اقترع الوزير السابق نقولا نحاس.
ورفض ميقاتي الادلاء بأي تصريح بعد الاقتراع ملتزما بالصمت الانتخابي. واكتفى بالقول: "الجو حلو والنفوس طيبة".
بدوره، ادلى رئيس لائحة "الكرامة الوطنية" الوزير السابق فيصل كرامي بصوته في مدرسة النموذج الرسمية في طرابلس، ولفت الى "ان نسبة الاقتراع متدنية، وتوقع اقبال الناخبين بعد ظهر اليوم".
وردا على سؤال عن سبب تدني نسبة الاقتراع في طرابلس، قال: "كنت اتوقع ذلك، في الماضي كانت طرابلس تنتخب بعد الظهر، او في الساعات الاخيرة قبل اقفال صناديق الاقتراع، هكذا عودتنا المدينة، ونسبة الاقتراع المتوقعة ستتراوح بين ال 50 و56 في المئة".
وتابع: "اذا كان سبب التأخر في الاقتراع الى ما بعد الظهر سببه بيع الاصوات، عندها يكون الوضع مؤسفا في طرابلس، ولا نريد التحدث بالاسباب. الوضع الانتخابي برمته يحمل شوائب كثيرة وكبيرة، وهيئة الاشراف على الانتخابات لم تشرف على شيء حتى اللحظة، ووزارة الداخلية منحازة وهكذا هناك كلام كثير، وطلبوا منا عدم الشرح والتفصيل، لكن التصاريح التي اعطيت من وزارة الداخلية لاحزاب السلطة لا تشبه التصاريح التي اعطيت لنا، هم لديهم تصاريح تخولهم البقاء حتى نهاية الفرز بعد الاقتراع، بينما التصاريح لدى مندوبينا لم تتم بهذا الشكل. نحن نستخدم تقنيات حديثة واجهزة وهواتف متطورة في عمل الماكينة الانتخابية، وقوى الامن تمنع استخدامها بخلاف النصوص القانونية، وعلى هذا الاساس ركبنا ماكيناتنا الانتخابية والغريب انهم يمنعون مندوبينا ويسمحون لمندوبي لوائح السلطة بذلك، هناك علامات استفهام حول العملية الانتخابية برمتها بكل التفاصيل من بدء العملية الانتخابية وحتى اللحظة. وغدا نفصل هذا الامر بعد النتائج ونأمل خيرا، وفي النهاية مهما كان قانون الانتخابات قاسيا ومهما خالفت السلطة وانحازت، يبقى الصوت في الصندوق هو المؤثر وندعو الناس لاخذ الخيار الصحيح".
وهنأ مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار بعد الادلاء بصوته، في ثانوية مواهب الاسطة في طرابلس، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري والحكومة بعامة على "هذا الانجاز الوطني الكبير، وهو ان تجري الانتخابات على مساحة الوطن في الموعد الذي اخذه فخامة الرئيس على عاتقه مع الحكومة مجتمعة. هذا انجاز كبير يستحق فخامته ان ترفع اليه التهنئة من جميع ابناء الوطن ومعه دولة رئيس الحكومة".
وتابع: "كما اريد ان اهنىء اخواني في طرابلس والشمال على هذا الرقي والهدوء ورباطة الجأش في اجراء عملية الانتخاب. عند تجوالي في المدينة رايت البشر على وجوه الناس والحماس في كل المناطق والجميع يلتقون متاخرين متاحبين، لان الخلاف في الراي السياسي شيء طبيعي ولا يمكن ان يباعد بين نفوس ابناء المدينة على الاطلاق".
وقال: "افتخر ببلدي وبأبناء بلدي واعتز بهذه الاخلاق العالية التي يمارسها ابناء طرابلس والشمال، واعتقد ان الانتخابات هي واجب وطني بمعنى انه لا يجوز لاحد ان يتخلف عنه، وكلي امل ورجاء ان يصل الى قبة البرلمان اهل الكفاءة والاختصاص الذين يعبرون عن ضمير الناس وضمير بلدهم".
وردا على سؤال، قال: "دعائي وندائي لضمائر جميع ابناء الوطن ان يسارعوا الى الاقتراع ولا يجوز ان نهمل هذا الواجب، ينبغي ان نشعر اننا نبني وطنا ونحميه من اي ضعف. ندائي للجميع ان يسارعوا وان يبادروا والله الموفق".
ريفي
واقترع وزير العدل السابق اشرف ريفي في مدرسة دوحة الادب في ساحة النجمة في طرابلس وادلى بتصريح قال فيه: "العملية الانتخابية الان تسير في المسار الصحيح ونحن نتابع التطورات كافة كي نضع الملاحظات في نهاية هذا اليوم، واي مخالفة حكما سنعترض عليها والشعب الطرابلسي اهل عزة وكرامة. اهلنا في المنية والضنية وعكار وبيروت عودونا دائما ان يكون القرار للناخب ونتوقع مفاجآت صادمة جدا".
وشارك النائب محمد الصفدي في الاستحقاق الانتخابي، مقترعا في مدرسة النموذج الرسمية للبنات - طرابلس. وبعد الادلاء بصوته، قال: "بعد 5 سنوات من الانتظار حان للشعب اللبناني ان يقرر خياره"، شاكرا "الدولةاللبنانية على افساحها في المجال لاجراء هذا اليوم الانتخابي"، مشددا على "استتباب الامن، وارتياح الناس التي ستنتخب من تراه مناسبا".
وردا على سؤال حول الحديث عن شراء اصوات الناخبين في طرابلس، لفت الى "انه نظرا للاوضاع المعيشية الصعبة، قد تصبح عملية شراء الاصوات في الاستحقاق الانتخابي اسهل"، رافضا القاء اللوم على المقترعين، معولا على دور اللجان وهيئة الاشراف على الانتخابات في كشف المخالفين ومحاسبتهم.
وادلى المرشح عن لائحة العزم توفيق سلطان بصوته في مركز مدرسة النموذج في محلة الجميزات في طرابلس، وقال للصحافيين: "نحن لن نتحدث ونتمنى أن تلتزم الدولة بالقوانين كما نلتزم نحن، ففي العادة تجد مخالفا فتأتي الدولة لتصويب الامر، اليوم العكس هو الصحيح الدولة تخالف ومهمتنا ان نصوب الامر".
وادلى رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء طوني حبيب، بعدما اقترع في مدرسة ناتالي عازار، بتصريح قال فيه: "اليوم نحن هنا حتى نعبر عن رأينا بديموقراطية وننتخب ونطلب من الجميع بأن يشاركوا في هذه العملية الإنتخابية بشكل كثيف كي لا نصل الى المأساة التي وصلنا اليها في الماضي في كلا الإنتخابات البلدية والنيابية، اليوم يجب أن نشارك ونعبر عن رأينا لأن عدم الإشتراك يعني الإستقالة من حياتنا السياسية ومن الواجب علينا جميعا أن نشارك".
أضاف: "في بعض البلدان الأجنبية يفرض على المواطن الذي لا يشارك في العملية الإنتخابية غرامة مالية، ونحن نأمل في أن لا نصل الى هذه المرحلة ونقوم بهذه العملية الإنتخابية بكل حرية، وقد دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اللبنانيين جميعا الى ان يشاركوا في هذه العملية الإنتخابية من مختلف الفئات، ونحن نأمل من طرابلس والميناء والضنية والمنية في أن تعبر بكثافة عن كثافة الإشتراك وأن لا يكون الإشتراك رمزيا".
تابع: "في الإنتخابات السابقة كان الطرابلسيون يشاركون بنسب ما بين 40 و50 في المئة ولكن نأمل في ان ترتفع هذه النسبة اليوم، لأن عدم مشاركتنا يعتبر استقالة من الوطن ونحن نأمل من جميع الفئات والطوائف في أن تشارك حتى تحصل على حقوقها وحتى لا يأتي أحد ويلومها او تلوم نفسه، وتتساءل لماذا لا يحق لنا بمخاتير أو بأعضاء في البلدية أو حتى نواب يمثلوننا، فلذلك يجب على الجميع المشاركة كي يعبروا عن رأيهم ويحصلوا على مخاتير وأعضاء بلدية ونواب يمثلونهم ويكونوا من نسيج هذا البلد".
المنية
وكانت اجواء الاقتراع في المنية هادئة نسبيا، والعملية الانتخابية سارت وسط اجراءات امنية مشددة، وتراوحت نسبة الاقتراع حتى الاولى والنصف بين ال 20 وال 25 بالمئة في المنية والنبي - يوشع، وفي بحنين بلغت تقريبا 15 في المئة، ودير عمار 25 في المئة.
واللافت أن الاجواء الانتخابية تمت بروح رياضية بين المندوبين والمناصرين لجميع المرشحين، فلم تعترض العملية الانتخابية اشكالات او اي مشاكل أمنية، ولكن سجل وجود ازدحام كبير امام مراكزالاقتراع في المدرسة الانكليزية في المنية، كونها المدرسة التي ينتخب فيها 3 مرشحين، وهم: النائب كاظم الخير، عثمان علم الدين، وكمال الخير.
وادلى المرشح على لائحة "المستقبل للشمال" عثمان علم الدين بتصريح، بعدما اقترع في مدرسة المنية الرسمية المختلطة - انكليزي في المنية، وقال: "ليس هناك اي الغاء للاخر، والاخر لم يات الينا الا ان القانون اجبره بذلك. هذا القانون الارثوذكسي تغير اسمه واصبح قانون نجيب، وكل اهل البلد وضعوا هذا القانون وليس الحريري، هذا القانون يسري على كل الناس، واهل المنية اوفياء وصادقون والمنية مع الرئيس سعد الحريري، ولن تترك من وقف معها من 2005 الى اليوم".
اما المرشح على لائحة "العزم" النائب كاظم الخير فاقترع في مدرسة المنية الرسمية المختلطة - انكليزي في المنية، وقال: " ندعو كل اهلنا في المنطقة الى الانتخاب وهذا عرس ديموقراطي. نتائج الصناديق تفرز مستقبل مجلس النواب للاربع سنوات المقبلة، وسنبقى عائلة واحدة حتى بعد الانتخابات، وهذه الانتخابات جيدة والاقبال جيد، وتيار المستقل شارك في صناعة هذا القانون، بالتوافق مع كل الكتل، وهذا القانون يعتريه شوائب، ولكننا بواسطته ننتقل من النظام الاكثري الى النظام النسبي، وهذا شيء جديد في لبنان".
وتابع: "الاهم ان يستطيع الجميع الانتخاب بطريقة سليمة ومعرفة كيفية الانتخاب. والصناديق هي التي تحدد واهل المنية يحددون توجهاتهم. المنية كانت مدينة الشهيد رفيق الحريري وما زالت".
الضنية
اما في الضنية، فشهدت العملية الانتخابية حركة اقبال خجولة. ووصلت نسبة الاقتراع حتى الساعة 11 في بلدات: سير 11%، بخعون 17%، السفيرة 11%، بقرصونا 13%، عزقي 11%، كفرنين 10%، ولم يسجل خلل اداري، فيما اتخذ الجيش اللبناني اجراءات مشددة في محيط المراكز وتولت قوى الامن الداخلي حفظ العملية داخل الاقلام.
وتوقف الاقتراع في معهد بخعون الفني الرسمي في الضنية المخصص لاقتراع الاناث بعد اشكال وقع نتيجة تدافع، ما دفع الجيش الى التدخل وتوقيف عملية الاقتراع من اجل معالجة الاشكال ثم اعادة فتحه في ما بعد.
كذلك، وقعت اشكالات في بلدة قرصيتا في الضنية بشكل متتال، ما ادى الى توقف عملية الاقتراع اكثر من مرة بسبب استفزازات تحصل بين مندوبي اللوائح والناخبين.
وفي بلدة بيت حاويك - الضنية، ادى اشكال الى توقف عملية الاقتراع.
وأكد النائب السابق جهاد الصمد في تصريح بعدما ادلى بصوته في بلدته بخعون الضنية، ان "الخلاف والاختلاف في السياسة حق مشروع، فما يجمع الناس واهالي الضنية اكبر من ان يفرقهم، وبينهم قواسم مشتركة وقرابة".
وقال: "بالرغم من أن العملية الانتخابية بطيئة الى حد ما بسبب القانون الجديد، الا ان الاجواء السائدة جيدة، ونسبة المشاركة مقبولة باستثناء بعض القرى".
وعن انسحاب المرشح جهاد يوسف، قال الصمد: "نحن في مرحلة الصمت الانتخابي وعدم التعليق هو الخيار الافضل"، مؤكدا ان "اهالي الضنية وقرصيتا هم اصحاب القرار ".
وختم الصمد: "نتمنى ان تكون العملية الانتخابية شفافة، وان لا يتخللها اي استفزاز من اي طرف"، مؤكدا "ان الضنية فوق كل اعتبار واكبر من اي شيء اخر، وبعد 6 ايار ستعود الحياة الى مجراها الطبيعي، لذلك نتمنى على الجميع التحلي بروح المسؤولية".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار