05-05-2018
محليات
من يستمع إلى عظات المطران درويش، في قداديسه، أو الرسائل التي تنطوي على كثير من الدلالات، او ما يقوله في مجالسه وأمام قاصديه للتبارك، يجد أنها تُركّز على "التزام الهدوء"، لإيمانه بأهمية رباطة الجأش وتهدئة النفوس بعيداً من إثارة النعرات وتراشق الاتهامات.
والتزام الهدوء هذا، ينطبق اساساً في الزمن الانتخابي الحالي، حيث يوضح المطران درويش "انّ نحو 77 لائحة تتنافس في لبنان، ومن سِمات هذا الوطن الديمقراطية. لذا، نأمل أن يكون السباق بين المرشحين حضارياً، قائماً على المبارزة في البرامج والمشاريع والأفكار، وبعد 6 أيار يهنّئ الخاسر الرابح، والرابح يمدّ يده الى الخاسر، ومعاً يُبنى الوطن".
دار السلام؟
حول زحلة الانتخابية وزحلة "دار السلام؟"، تَلمع عينا المطران، مؤكداً "انّ المعارك قائمة على امتداد لبنان ولا تنحصر في بلدة أو لدى طائفة محددة"، مُثنياً في الوقت عينه على الهدوء الذي تشهده زحلة: "أقف على مسافة واحدة من الجميع وقد أعلنتُ ذلك مراراً في عظاتي، وناشدتهم الهدوء، والتحلي بالمسؤولية والترفّع في التعاطي في ما بينهم"، آملاً "أن تأتي النتائج على قدر طموح الأهالي وتطلعاتهم".
يكشف المطران درويش عن مشروع يُعدّه ليبصر النور بعد 6 ايار، متمنياً تعميمه على الاقضية والمحافظات كافة، فيوضِح: "بعد الانتخابات سنلتقي مع الفائزين والراغبين في تلبية حاجات الناس، لذا قدّمنا كمطرانية مكتباً مشتركاً، يتقاسمه النواب الفائزون، الغاية منه تقديم الخدمات للمواطنين، يقصده كل من لديه خدمة أو مشكلة أو أي طلب، لأنّ دور النائب، بالإضافة إلى التشريع، خدمة الأهالي".
خُدّام حقيقيون
يكتسب مفهوم المنافسة في قاموس "سيّدنا" بُعداً آخر، فيقول: "مرّة نجد برامج انتخابية تتنافس ضمن اللائحة الواحدة ومراراً لا نجدها، علماً انّ البرنامج الانتخابي الموحّد ضمن أفراد اللائحة، يعدّ من المداميك الاساسية في الترشّح". ويضيف: "المشكلة اننا نجد ضمن اللائحة الواحدة تنافساً ما بين المرشحين، كلّ فرد يركض في اتجاه الملعب الثاني، أو يأكل من صحن الآخر، قلّة تحاول العمل ضمن احترام الآخر". ويتابع موضحاً: "من مخاطر تعدد البرامج ضمن اللائحة، تعذّر تنفيذها وتشتّت أفكارها، بالإضافة إلى صعوبة محاسبة أصحابها. لذا، لا بد من تطوير القانون وإعادة النظر فيه". وبالنسبة الى الأسس التي على الأهالي الاحتكام لها في تحديد خياراتهم، يقول: "عليهم أن ينتخبوا النزاهة، ليس المهم الحديث عن محاربة الفساد ثم أن ننتخب فاسدين. فليحتكم كل منّا إلى ضميره وليس وفق ما نسمع من مال إنتخابي". ويضيف: "المال يزول، أمّا النزاهة وشخصية النائب فهي التي تبقى. لذا علينا ان ننتخب أشخاصاً من الشعب يعرفون معاناة الناس ومشاكلهم، ولديهم الرغبة في أن يكونوا خدّاماً حقيقيين للناس".
الهم "الدايم"
ويأسف المطران درويش لاستحواذ المشكلات السياسية على الإهتمام بإقامة خطط عوَض الانكباب على المشاريع الإنمائية والقضايا المعيشية، فيقول: "نتألم لأننا نصل متأخرين إلى أمور كثيرة في لبنان، فالصراع السياسي يُعيق عملية تقدّمنا وازدهار وطننا". لذا، نأمل من المعنيين "النظر إلى تطلّعات اللبنانيين وطموح الشباب اللبناني، وإلى قضية الكهرباء، النفايات، والاقساط المدرسية". ويولي درويش أهمية لقضية الاقساط قائلاً: "نتمنى لو تأخذ الدولة على عاتقها قضية التعليم وان تعطي الحق لكل طالب في اختيار المدرسة التي يريدها، بعد توحيد الاقساط والمستوى التعليمي". لذا، يدعو المسؤولين كافة إلى "تخطّي الصراع السياسي، وان ينظروا إلى مصلحة الوطن، ويستفيدوا من الأدمغة اللبنانية التي تغزو الخارج وتساهم في بنائه".
"فخّ"
لا يُخفي المطران درويش قلقه من "فخ" قد يقع فيه أيّ مواطن، فخ يحرمه مبدأ المحاسبة في مرحلة لاحقة، فيقول: "شراء الاصوات يساوي شراء الكرامة والضمير، وإذا تخلى المرء عنهما فماذا يبقى له؟!".
ويضيف: "لا بد من استبدال موجة شراء الاصوات بدعم مشاريع وبرامج ومؤسسات إنسانية، ومَن باع صوته لمرشح اليوم سيحرم من محاسبته غداً". لذلك، دعا درويش اللبنانيين إلى "تحكيم ضمائرهم"، والمرشحين الى إبعاد مغرياتهم عن المواطنين، متمنياً: "لا نريد أن نسمع يوم الأحد بشراء كرامة الانسان".
أخبار ذات صلة
أبرز الأخبار