مباشر

عاجل

راديو اينوما

الجمهورية : أسبوع التحضير لـ"الأحد الكبير".. وتوقُّع إرتفاع منسوب التشنج

30-04-2018

صحف

يبدأ اليوم الأسبوع الانتخابي الأخير استعداداً لـ"الأحد الكبير" في ختامه، حيث سيكون يوم الانتخابات في طول ‏البلاد وعرضِها. ويُنتظر أن يخوض المرشحون بلوائحهم المختلفة جولاتهم وحملاتهم الانتخابية الأخيرة قبل أن ‏يلتزموا وقفَ إطلاقِ الكلام تنفيذاً للقانون الانتخابي الذي يقضي بتوقّفِ الحملات الإعلامية والإعلانية والانتخابية ‏قبل 48 ساعة من موعد فتحِ صناديق الاقتراع.

ولاحَظ المراقبون ما يرافق الخطابَ السياسي المتشنّج من تعدّدِ ‏المخالفات والارتكابات والخروجِ على كلّ القوانين التي ترعى العملية الانتخابية التي جُنّدت لها كلّ القدرات ‏السلطوية والإمكانات المتوافرة لدى أهلِ الحكم خدمةً للوائح السلطة. وتخوّفوا من استغلال السلطة جلسةَ مجلس ‏الوزراء الأسبوعية هذا الأسبوع لإمرار دفعةٍ جديدة من التعيينات الإدارية بغية استثمارها تعزيزاً للوائح أهلِ ‏السلطة قبَيل فتحِ صناديق الاقتراع‎. 


أقفِل أمس اليومُ الانتخابي الطويل في القارّات الأوروبية والأميركية والأفريقية والأسترالية، ليُفتحَ اليوم في لبنان ‏أسبوعٌ انتخابيّ حارّ مع بدءِ العدّ العكسي لاستحقاق السادس من أيار في ظلّ استنفارٍ سياسي وشعبي غيرِ مسبوق‎. 
وتوقّعت أوساط سياسية عبر "الجمهورية" ارتفاعاً ملحوظاً في سخونة الخطاب السياسي من اليوم وحتى 7 ‏الاثنين المقبل، اليوم التالي للانتخابات، وذلك بغية استثماره انتخابياً وتعبئة الناخبين‎. 


وأملت أن تبدأ في 7 أيار مرحلة جديدة بحيث ينتظم الجميع في حوار لتأليف حكومة وفاق وطني. إلّا انّ المصادر ‏توقّعت حصول تعقيدات في الملف الحكومي من شأنها تأخير تأليف الحكومة في السرعة اللازمة، مشيرةً الى أنّ ‏التأليف قد يستغرق أشهراً، في ضوء التصعيد السائد في الخطاب السياسي وتعريجِ بعض اصحابِه على رأيهم في ‏الحكومة المقبلة وإعلانِ طرفٍ سياسي رفضَه أن يأخذ الطرف الآخر حقيبة معيّنة، واعلان الآخر أنه سيرفض أن ‏يأخذ غيره حقيبة معينة. وبذلك يضع كثيرون من الآن العصيّ في دواليب الحوار المفترض لتأليف الحكومة‎". 


في هذا الوقت، أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارتياحَه لمسار الانتخابات في بلدان الانتشار، ‏والإجراءات التي رافقتها، خصوصاً لجهة معالجة بعض المسائل التي بَرزت خلال عمليات الاقتراع، فيما اعتبَر ‏وزير الداحلية نهاد المشنوق أنّ العملية الانتخابية التي لم تخلُ من الشوائب الصغيرة التي عولجَت، "ليست فخراً ‏لوزيرَي الخارجية والداخلية، بل هي فخر لجميع اللبنانيين‎". 


في حين أكّد "حزب الله" بلسان عضو مجلسه المركزي الشيخ نبيل قاووق "تأييد عملية اقتراع المغتربين، على ‏الرغم من أنّ هذا الإنجاز كان ناقصاً، ولم يكتمل بسبب سياسة الترهيب السعودية التي حالت من دون مشاركةِ ‏المندوبين والمؤيّدين للحزب وحركة "أمل" في الانتخابات هناك". واعتبَر أنّ "هذه الانتخابات منتقصة قانونياً ‏وديموقراطياً، ونحن سَكتنا عن حقّنا لكي نسهّل عملية الاقتراع وحِرصاً على إجراء الانتخابات وعلى الوحدة ‏الوطنية‎". 


في الموازاة، قال مراقبون لـ"الجمهورية": "إنّ اقتراع المغتربين لم يبدأ مع هذا العهد ولا مع وزير الخارجية ‏جبران باسيل، بل هو مطلب قديم منذ الستّينات لإعطاء المغتربين حقّ الاقتراع وردّ الجنسية لهم. لكنّه يأتي الآن ‏في سياق تغيير قانون الانتخاب ونتيجة التوافق الوطني، وقبول كلّ الاطراف بهذا الحقّ، بعدما صار الاغتراب من ‏كلّ الطوائف ولم تعد له هوية طائفية وحيدة، وهذا يُعدّ إنجازاً لأنه يعيد تواصلَ المغتربين الوطني، وليس السياحي، ‏مع لبنان، فيتحمّسون أكثر للدفاع عن قضاياه في الدول التي ينتشرون فيها. إلّا أنّ المحاولات مستمرّة لاستغلال ‏البعض هذا الأمر وتوظيفه انتخابياً‎". 


وحسبَ هؤلاء المراقبين، "فإنّ خطوة اقتراع الانتشار هي خطوة عملية، لكنّ نسبة المقترعين لن تبدّلَ في نتائج ‏الانتخابات، ومن اقترَع هم المغتربون الجُدد الذين ينتخبون عادةً في لبنان، وإنّ نسبة قليلة من المغتربين القدامى ‏شاركت في العملية الانتخابية‎. 


وقالت مصادر وزارية لـ"الجمهورية": "إقتراع المغتربين هو خطوة جريئة تحصل للمرّة الاولى، وهي من أهمّ ‏عوامل استقطاب المغتربين وجذبِهم الى الوطن، لأنّ، تاريخياً، النظرة الى الاغتراب كانت على أنه مصدر مال، ‏أمّا اليوم فتبدّلت مع مشاركة المغتربين في الحياة السياسية فعلياً. أمّا من حيث التطبيق فكان يمكن أن يكون افضل، ‏أي أن تكون نسبة مشاركة المغتربين مرتفعة اكثر. ومردُّ ذلك الى أنّهم لم يكونوا على ثقة بأنّ الدولة ستذهب بهذه ‏الخطوة الى النهاية بعدما جرت محاولات في حكومات سابقة ولم تبلغ نهاياتها‎. 


وما زاد الأمرَ صعوبةً هو انّه حتى الذين سجّلوا أسماءَهم للاقتراع لم يقترعوا كلّهم لوجود نقصٍ في الحوافز، فهم ‏لم يَشعروا بأنّهم يستطيعون التغيير والتأثير، ولم يَشعروا بأنّ قانون الانتخاب أو المرشّحين يعكسون تطلّعاتهم، ‏لذلك اقتراع الانتشار خطوة يجب أن يتمّ التحضير لها باكراً‎". 


من جهةٍ أخرى تترقّب الأوساط السياسية والإعلامية ما ستكون عليه نسبة الشكاوى من بلدان الاغتراب، وتحديداً ‏ما جرى من خروق خلال فترة "الصمت الانتخابي". وقالت هذه الأوساط إنّ تحديد هذه الخروق ينطلق من ‏التثبتِ من المخالفات الإعلامية والسياسية في ضوء التحذير الذي اطلقَته هيئة الإشراف على الانتخابات في ‏تعميمها على وسائل الاعلام كافة طالبةً اليها التنبّه الى مرحلة الصمتِ الانتخابي التي سبَقت انتخابات المغتربين ‏اللبنانيين الجمعة الماضي وأوّل أمس في البلدان العربية والأميركيتين وأوروبا، والتي حُدّدت قبل 24 ساعة على ‏فتحِ الصناديق في هذه البلدان‎. 


ولفَتت المصادر الى انّها سجّلت بعض المخالفات التي سيُنظر بها لاحقاً، مشيرةً الى انّ المذكّرة التي صدرت عن ‏الهيئة في 25 نيسان الجاري دعَت وسائلَ الإعلام الى "تحاشي إجراء دعاية أو نداء انتخابي مباشر، باستثناء ما ‏يَصعب تفاديه من صوت أو صورة لدى التغطية المباشرة لمجريات العمليات الانتخابية ولجهة اقتصار تغطيتها ‏هلى نقلِ الوقائع الانتخابية‎". 


وقالت مصادر هيئة الإشراف على الانتخابات لـ"الجمهورية" إنّها "وثَّقت مئآت المخالفات بوسائل عدة، ولا ‏سيّما تلك التي تقدَّمَ بها مرشّحون أو تلك التي تمّ توثيقها بوسائل أخرى". مشيرةً الى "انّ كلّ هذه المخالفات ‏ستشكّل مضمونَ التقرير النهائي الذي سيُرفع الى كلّ مِن رئيس الجمهورية ورئيسَي مجلس النواب والحكومة ‏والمجلس الدستوري خلال مهلة شهرٍ تلي إقفالَ صناديق الاقتراع‎.‎ 


خطاب باسيل‎ 
داخلياً، احتدمت المنافسة الانتخابية تحت عناوين مختلفة وسط التراشق بالاتّهامات. ووصَفت مصادر سياسية ‏معارضة خطابَ رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل بأنّه "خطاب ضائع" يقوم على قاعدة "لكلّ ‏مقام مقال"، وتختلف لهجتُه وعناوينه عند كلّ جولة، فيهاجم من الجنوب رئيسَ مجلس النواب نبيه برّي، في وقتٍ ‏يُهادن من بعبدا "حزب الله "ـ حليف برّي. ويعلِن عند إبرام التفاهم مع "القوات" أنّ هذا التفاهم يَطوي صفحة ‏الحرب، لكنّه اليوم وفي كلّ خطاب يذكّر "القوات" بمراحل هذه الحرب‎. 
كذلك ندّدت المصادر بخطاب باسيل "التقسيمي" ومنطقِه القائم على قاعدة "هون إلنا وهونيك إلكُن" و"مثلما ‏احترمناكم في صيدا كسُنّة فاحترِمونا كمسيحيين في جزّين‎". 


وانتقدت أداءَ "التيار" وتحالفاته "المصلحية الضيّقة "، وقالت: "تستطيع أن تُبرِم تحالفات مصلحية، لكن عند ‏انتهاء الانتخابات لا تستطيع القول إنكَ لا تنتمي الى الطبقة السياسية التي تتحالف معها، وإنكَ خارج هذه ‏الاصطفافات. فلا أحد يُجادلك في تحالفاتك، الجدال هو حول ما كنتَ تقوله بأنك حزبُ تغيير وفِكر تغييري‎". 
كذلك انتقدت "ترشيحَ "التيار" أشخاصاً على لوائحه يتمتّعون بحيثية ماليّة، وترشيحَ أشخاصٍ من خارج ‏‏"التيار" سيَأكلون الأصوات التفضيلية من صحنِ مرشّحي "التيار" الملتزمين وسيَفوزون على حسابهم في ‏مناطق عدة كزحلة والكورة وزغرتا‎". 
وإذ تحدّثت المصادر عن وجود "خلافات داخلية حادّة وبارزة لم نكن نشهَدها سابقاً"، لفَتت "الى أنّ كلّ بيت ‏سياسيّ سارَ مع "التيار" عوَّموه، كالمرشّح ميشال معوّض والنائب رياض رحّال الذي لم ينتخِب العماد عون ‏رئيساً للجمهورية، واشتهر عنه أنه كان أبرزَ الشتّامين لعون، وكلَّ مَن عارَضه يرفضه ويحاول إلغاءَه وإقفالَ ‏بيتِه السياسي، كما فعلَ مع الرئيس ميشال المر الذي انتخَب عون‎".

‎"‎التيار" ـ "أمل‎" 
وكان منسوب التصعيد بين حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" في دائرة صور الزهراني، قد ارتفع، بما ينبئ ‏بأن لا عودة الى العلاقة الطبيعية بين الطرفين. وتَمظهَر هذا التصعيد في قول بري "إنّ هناك من يحاول اليوم أن ‏يسلكَ طريق تدمير فكرةِ لبنان ورسالته وتجربتِه عبر سيّاحٍ انتخابيّين، أحدُهم "يبرغت" اليوم في دائرتنا، ‏ويتكلّمون عن حرّية تلة مغدوشة ونسوا من حرَّرها". فيما ردّ باسيل قائلاً: "إذا كانوا يريدون منعَنا عن مقعدٍ ‏نيابي فلا يمكنهم منعُنا من التعبير عن رأينا، ونقول من الجنوب… الفساد لا يعيش مع التحرير والمقاومة‎
".‎
‎"‎التيار" ـ "المردة‎" 
وانسحبَ التصعيد بين بري وباسيل على خط "التيار الوطني الحر" ـ "المرَدة". فبَعدما اعتبَر باسيل من زغرتا ‏‏"أنّ مَن واجَه الهيمنة والتسلّط في لبنان، ليس كثيراً عليه ان يواجهَها في زغرتا ليكسرَها ويعود التوازن".. قال: ‏‏"سيكون لنا نائب في زغرتا، ونعمل لنائبين، إذا لم يكن هذه المرّة ففي المرّة المقبلة‎ ". 
وقال رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية خلال مهرجان انتخابي في بنشعي: "حين اقتضَت مصلحة ‏بعضِهم جاؤوا إلى ساحتنا، وقد يقولون اليوم: "إنّنا نستعيد حقوقاً، ولكنْ لا تنسوا أنّهم هم بأنانيتهم من فرّطوا ‏بحقوقِنا". وأكّد "أنّ وعود الانتخابات تزول مع الانتخابات ونهجَ الصدق يبقى كلّ العمر". وحذّر "من أنّ ‏الخطاب العنصري، الخطابَ التقسيمي، الخطاب الطائفي يخسَر فيه الجميع، والمسيحيّون يخسرون اكثر من ‏الجميع‎".‎ 


ريفي‎ 
في غضون ذلك، قالت أوساط اللواء أشرف ريفي لـ"الجمهورية" إنّ "المؤشرات الانتخابية في طرابلس وعكار ‏والبقاع وبيروت تؤكّد "أنّ النتائج في 6 أيار ستكون مدوّية"، وتوقّعت "أن تكون نسبة التصويت مرتفعة جداً، ‏خصوصاً لدى فئة الشباب التي تشارك للمرّة الأولى، وهي نسبة كبيرة وتنشُد التغيير‎". 
وأكّدت "أنّ مزاج الناس مخالف تماماً لحملات الدعاية والتهويل التي تمارَس، وقد بدا ذلك جليّاً خلال المهرجانات ‏الحاشدة التي أقامتها لوائح "لبنان السيادة" في الشمال". وأشارت إلى "أنّ البيئة السنّية على وجه التحديد تستعدّ ‏لتغييرٍ كبير بعدما خَذلتها قيادتُها، وهي ستصوّت تحت عناوين: منعُ "حزب الله" وحلفائه من اختراق البيئة ‏السنّية، والمطالبة باستعادة حضورِها القوي في الدولة، ومواجهة الفساد ورفعُ الحرمان عن مناطقها‎".‎

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.