مباشر

عاجل

راديو اينوما

الشرق الأوسط : أبناء العائلات السياسية وأحفادها يخوضون الانتخابات في لبنان بعضهم يدافع عن التوريث السياسي… وآخرون يطالبون ببلورة مرحلة أكثر حداثة

27-04-2018

صحف

في لبنان الذي يستعد لانتخابات نيابية في السادس من مايو (أيار) المقبل، يطمح مرشحون جدد إلى دخول البرلمان ‏مستفيدين من قانون انتخابي جديد يعتمد النسبية، لكن العائلات السياسية التقليدية لا تزال تهيمن على المشهد ‏السياسي، وإن كان الوارثون يقدمون أنفسهم أيضا على أنهم من قوى التغيير‎.‎

من هذه العائلات مثلاً، الجميّل وجنبلاط وفرنجية، وغيرها التي يتوالى أفراد منها على مقاعد السلطة في لبنان منذ ‏عقود. وغيرها من كل الطوائف في بلد يقوم نظامه السياسي على أساس تقاسم الحصص والمناصب بين الطوائف ‏والمجموعات السياسية. ويخوض مرشحون من هذه العائلات ينتمي القسم الأكبر منهم إلى الجيل الثالث أو الرابع، ‏سباق الانتخابات البرلمانية التي تجري للمرة الأولى في لبنان منذ نحو عقد من الزمن‎.‎ 


يقول النائب الحالي والمرشح نديم الجميل (36 عاماً)، وهو سليل عائلة مارونية لعبت دوراً رئيسياً في تاريخ لبنان ‏الحديث لوكالة الصحافة الفرنسية، "أن تكون (ابن فلان) لا يعني بالضرورة أمراً سلبياً أو مضاداً للإصلاح". ‏والجميل هو نجل الرئيس الأسبق بشير الجميل الذي اغتيل بعد انتخابه في عام 1982 وابن عم النائب سامي ‏الجميل المرشح بدوره ويرأس حزب الكتائب اللبنانية، أقدم الأحزاب المسيحية في لبنان. ويوضح: "التزامي ‏السياسي مرتبط بالتأكيد باغتيال بشير وبالقيم التي قُتل من أجلها، ولكن أيضاً باستيائي الشخصي من رؤية بلدي ‏يدار بشكل سيئ للغاية‎".‎
ويثير ترشح أبناء العائلات السياسية التقليدية انتقادات واسعة في لبنان، في أوساط الذين يرون في ذلك ترسيخاً ‏للنهج "الإقطاعي" ولسياسة "المحسوبيات"، الأمر الذي يرفضه الجميل قائلاً: "يمكن للأجيال الجديدة أن تطور ‏مشاريع ذات منفعة عامة، بناها من سبقها وأن تعمل على تكييفها مع تطورات الزمن الحالي‎".‎ 


لكن على الرغم من موجة الانتقادات في أوساط محددة، لا سيما الناشطين في المجتمع المدني، يدافع كثير من ‏اللبنانيين عن زعماء هذه العائلات، ويدينون لهم بالولاء المطلق، ويروه أن لهم فضلا كبيرا في "صنع تاريخ ‏لبنان". ويرفض المرشح زاهر عيدو (44 عاماً)، وهو نجل النائب في تيار المستقبل وليد عيدو الذي اغتيل في ‏بيروت في عام 2007، أن يكون خوضه الانتخابات مرتبطا بـ"الإقطاع السياسي". ويقول للوكالة: "وليد عيدو ‏ترك لي اسماً كبيراً في البلد لكنني لم أسقط عبر المظلة. خلال 11 عاماً، طورت نفسي علمياً وثقافياً وسياسياً". ‏ويوضح أنه يرغب بتوظيف خبرته التي راكمها في القطاع المصرفي لخدمة لبنان، محدداً الهدف من ترشحه "أن ‏أشرّع وأراقب عمل الحكومة وأن أضع خبرتي في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب". وعيدو ‏مرشح في بيروت على لائحة تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي انتخب خلفاً لوالده رئيس ‏الوزراء الأسبق رفيق الحريري بعد اغتياله في بيروت في عام 2005‏‎.‎ 


وبين مرشحي العائلات أيضاً طوني فرنجية، نجل النائب سليمان فرنجية، حفيد الرئيس اللبناني الأسبق سليمان ‏فرنجية الذي انتخب في عام 1970‏‎.‎
ورشح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي يلعب دوراً رئيسياً في الحياة السياسية في لبنان إلى الانتخابات، نجله ‏تيمور، حفيد كمال جنبلاط، أحد أبرز الزعماء الدروز في لبنان ومؤسس الحزب التقدمي الاشتراكي‎.‎ 


وتطمح ميشيل تويني، ابنة النائب السابق جبران تويني الذي اغتيل في بيروت في عام 2005، لأن تحل مكان ‏شقيقتها نايلة التي انتخبت نائبة في عام 2009. وتقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت ‏فاديا كيوان، إن بعض العائلات في منطقة جبل لبنان كآل جنبلاط "تجسد مفهوم الإقطاع منذ قرون عدة، لكن شبه ‏إقطاعية ترسخت لدى جماعات أخرى مع نشوء لبنان الحديث‎".‎ 


وفي غياب وريث سياسي مباشر، يقع الاختيار على أفراد آخرين من العائلة. على سبيل المثال، يخوض مقربون ‏من رئيس الجمهورية ميشال عون وهو أب لثلاث بنات، الانتخابات، أبرزهم صهراه وزير الخارجية جبران ‏باسيل والعميد المتقاعد شامل روكز، بالإضافة إلى ابن شقيقته النائب آلان عون‎.‎ 


ويقول الناشط السياسي وديع الأسمر، أحد منسقي تحالف "كلنا وطني" الذي يضم نحو سبعين مرشحاً مستقلاً من ‏مجموعات مدنية: "بكل بساطة، هذا أمر غير مقبول بغض النظر عن مهارات الأشخاص المعنيين‎".‎
ويبدي أسفه لكون "هذا المزيج بين السلطة المتوارثة والمحسوبية يخص كل الأحزاب السياسية في السلطة". ودفع ‏هذا الواقع ناشطين من المجتمع المدني إلى الترشح رغبة في تغيير الأداء السياسي بعدما لم تحقق الطبقة الحاكمة ‏تطلعاتهم‎.‎
ويقول الأسمر: "تهدف معركتنا إلى بلورة مرحلة سياسية أكثر تقدمية وحداثة"، مضيفا "حان الوقت للقضاء على ‏هذه الظاهرة الاجتماعية ذات الطابع القبلي المنافي تماماً للديمقراطية‎".‎ 


ولعبت معظم العائلات السياسية التقليدية دوراً رئيسياً في الحرب الأهلية التي شهدها لبنان (1975 - 1990). ‏ويقول الجميل "النظام السياسي اللبناني لا يقوم إطلاقاً على مبدأ الكفاءة. لم أدعِ ذلك أبداً. حتى أنه مناف لمبدأ ‏الجدارة"، مضيفاً: "إنه نموذج يجمع بين الزبائنية والطائفية‎".‎
ويتابع: "على العائلات والأحزاب التقليدية أن تتطور حتماً لئلا يفوتها القطار وتضحى في دوامة النسيان"، ‏موضحاً في الوقت ذاته أن "الأشياء لا يمكن أن تتغير بين يوم وآخر‎".‎
‎ ‎
أوروبا تطالب بضوابط صارمة للمال السياسي في الانتخابات اللبنانية
مسؤول في بعثة الاتحاد لـ"الشرق الأوسط": رادارنا يرصد جميع الخروقات
أعلن نائب كبير المراقبين في بعثة الاتحاد الأوروبي للإشراف على الانتخابات النيابية اللبنانية جوزيه أنطونيو ‏دي غابريال، أن مراقبة الحملات الانتخابية ستتم دراستها بالتوازي مع "الحق في سرية الاقتراع" ودراسة ‏ضوابط أكثر صرامة في لبنان، حول استخدام المال في السياسة. وأكد دي غابريال لـ"الشرق الأوسط" أن ‏الضوابط، إذا ما طُبقت بجدية: "ستساعد على إيجاد أرضية متساوية لجميع المرشحين، بغض النظر عن مواردهم ‏المالية‎".‎
‎ ‎
وبدأ مراقبو بعثة الاتحاد الأوروبي للإشراف على الانتخابات النيابية اللبنانية لعام 2018 عملهم في الميدان في ‏لبنان، قبل 3 أسابيع، ويرسل فريق العمل تقارير منتظمة تغطي كل الأحداث التي تنظم في مناطق عملهم. وقال دي ‏غابريال رداً على سؤال عما إذا كانوا قد رصدوا انتهاكات لقانون الانتخابات، إن فريق العمل "إذا سمع عن أي ‏مزاعم مرتبطة بحدوث انتهاكات، فسيبلغوننا بذلك‎".‎
‎ ‎
وأضاف: "نحن وفريق العمل، نواصل التحقيق في أي مزاعم بدقة لتحديد الوقائع. لدينا 12 فريقاً، يتألف كل فريق ‏من مراقبين اثنين، ما يعني أنه لدى (الرادار) الخاص بنا قدرة مسح واسعة". وقال دي غابريال: "إننا نجمع ‏المعلومات من كل مراحل الانتخابات، ونحللها ضمن إطار الصورة الشاملة"، مشدداً على أنه "لا يمكننا ولا ‏نستطيع أن نقدم استنتاجاتنا إلا بعد يوم الانتخابات"، إذ "نحتاج لوضع هذه الصورة كاملة، كما عدم التدخل في ‏أي مرحلة من العملية. وهو من ضمن مهمتنا‎".‎ 


وأضاف سبباً آخر لذلك، يتمثل في: "نريد أيضاً أن نكون قادرين على قياس مدى خطورة أي انتهاك، إذا ظهر، ‏والتحقق من مقاصده، لذلك نحتاج إلى تصور كامل ووقت‎".‎
ويتنقل مراقبو البعثة الأوروبية في جميع المناطق اللبنانية، للتحقق من الحملات الانتخابية ومتابعة الأجواء التي ‏تحيط بالعملية‎.‎ 


وفي رده على سؤال عن شائعات تتحدث عن محاولات لشراء الأصوات في شمال لبنان وبيروت، قال دي ‏غابريال: "إننا مطلعون على ادعاءات حول شراء الأصوات، ونركز على المرشحين الذين يقدمون وعوداً ‏بالخدمات، مثل وعود بالرعاية الصحية والاجتماعية أو تأمين فرص العمل"، مضيفاً: "إننا نلاحظ أن مزاعم ‏مشابهة يتم تداولها، ونتحقق من الوقائع على الأرض‎".‎
قال دي غابريال: "تعدّ مراقبة الحملات أحد العناصر الرئيسية في مهمتنا، ولكن في الوقت الحالي، من المبكر ‏التوصل إلى نتائج نهائية حول كيفية إجراء الحملة بشكل عام‎".‎ 


وقال إن مراقبة الحملات: "ستتم دراستها بالتوازي مع مسألتين أخريين: أولهما سرية التصويت، وحق الناخبين ‏في عدم الكشف عن كيفية تصويتهم لأي شخص إذا اختاروا ذلك"، فيما يتمثل الثاني في "دراسة ضوابط أكثر ‏صرامة في لبنان حول استخدام المال في السياسة". ورأى دي غابريال أن الضوابط، إذا ما طُبقت بجدية، ‏فستساعد على إيجاد أرضية متساوية لجميع المرشحين، بغض النظر عن مواردهم المالية‎.‎
وتأتي جولات أعضاء البعثة الأوروبية في وقت تعرض فيه المرشح المنافس لـ"حزب الله" في الانتخابات، في ‏‏"دائرة الجنوب الثالثة" الصحافي علي الأمين، للاعتداء أثناء تعليقه ملصقات الحملة الانتخابية في قريته‎.‎ 


وقال دي غابريال إن البعثة "سجلت هذه الأحداث وغيرها في جميع أنحاء البلاد، مثل جميع وسائل الإعلام ‏اللبنانية، وقمنا بإجراء تحقيقاتنا الخاصة على الأرض، من خلال مراقبينا على المدى الطويل"، مشدداً: "إننا ‏نسعى إلى إثبات الحقائق من كل الأطراف المعنية". وشدد دي غابريال على "حق المرشحين في القيام بحملات ‏انتخابية، بحرّية، دون عوائق أو ترهيب"، مضيفاً: "تحتاج الانتخابات إلى ميدان متكافئ للجميع"، مؤكداً أن ‏حرية نشر مواد الحملات في الأماكن العامة تعد جزءاً من ذلك‎.‎ 


وأكد دي غابريال أنه لا يوجد مكان للعنف في الانتخابات، مشيراً إلى أن موقف البعثة يؤكد أنه "ينبغي على ‏السلطات إجراء تحقيقات قوية في جميع الحالات التي توجد فيها أسباب وأدلة للقيام بذلك، وملاحقتها قضائياً"، ‏مشدداً على أن "حماية القانون مهمة جداً‎".‎ 


وكانت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، إيلينا فالنسيانو، قد أبلغت الرئيس اللبناني العماد ميشال ‏عون، ورئيس الحكومة سعد الحريري في وقت سابق من هذا الشهر، أن البعثة "باشرت مهمتها في لبنان، وستبقى ‏حتى نهاية الانتخابات، لرفع تقارير عن سير العملية الانتخابية". وكشفت عن أن "مئات المندوبين سينتشرون في ‏مراكز الاقتراع داخل لبنان بالتنسيق مع وزارة الداخلية والبلديات، للاطلاع وتلقي الشكاوى"، مشيرة إلى أن ‏الاتحاد الأوروبي "سينشر مراقبين في السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في أوروبا، لمتابعة ‏عملية الانتخاب التي ستجري هناك للمغتربين اللبنانيين" وتبدأ اليوم الجمعة‎.‎

services
متجرك الإلكتروني في أقل من عشرة أيام!

انطلق من حيث أنت واجعل العالم حدود تجارتك الإلكترونية…

اتصل بنا الآن لنبني متجرك الإلكتروني بأفضل الشروط المثالية التي طورتها شركة أوسيتكوم؛ أمنًا، سعرًا، وسرعة.
اتصل بنا

This website is powered by NewsYa, a News and Media
Publishing Solution By OSITCOM

Copyrights © 2023 All Rights Reserved.