27-04-2018
صحف
وفيما علق المجلس الدستوري العمل بالمادة 49، رحلت الحكومة ملف الكهرباء الى ما بعد الانتخابات النيابية… اما الملف البارز الذي جاء من خارج السياق فهو اعلان مدعي عام باريس فرنسوا مولان وجود معلومات استخبارتية عن تورط عشرات اللبنانيين بعملية تمويل تنظيم "داعش"، وقد تبين وجود "تقصير" مقصود من رئاسة الحكومة لمصالح انتخابية.
وفي هذا السياق، اعلنت السلطات الفرنسية انها تعرفت الى مئات ممن شاركوا في تمويل "داعش" في فرنسا وفي الخارج، والاخطر، تاكيد المدعي العام ان الأجهزة الامنية، رصدت 320 يجمعون الأموال لجماعات متشددة، مشيراً إلى أن هؤلاء "متمركزون بشكل خاص في تركيا ولبنان"، ويستخدمون ثغرات في نظام الحوالات المالية الذي يسمح بإرسال الأموال سريعاً إلى شخص آخر، لتمويل الاسلاميين المتطرفين الذين يقاتلون في العراق وسوريا.
ووفقا لاوساط ديبلوماسية في بيروت، حصل تعاون استخباراتي بين لبنان وفرنسا في هذا الملف، وتم تزويد الجانب اللبناني بلوائح اسمية حيال المشتبه بتورطهم بتمويل "داعش"، ويقارب عددهم المئة والعشرين شخصا، لكن الفرنسيين غير راضين عن تحرك الاجهزة اللبنانية المعنية، ثمة بطء غير مفهوم بالتحرك، لكن ما فهمته تلك المصادر من احد الوزراء المعنيين، ان رئيس الحكومة سعد الحريري حذر جدا في التعامل مع هذا الملف قبل الانتخابات النيابية، وهو لا يرغب باثارة "نقمة" جديدة على تياره السياسي في "بيئته" الحاضنة، "فهو حتى الان لم يستطع تجاوز ملف الاسلاميين المعتقلين في السجون"، ولذلك تم ابلاغ الجهات الفرنسية صراحة، بان هذا الملف مؤجل الى ما بعد السادس من ايار.
الخلاف حول ملف اللاجئين
ما زالت تداعيات مقررات مؤتمر بروكسل تتفاعل بشأن اللاجئين السوريين وصدر عن رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الموقف الآتي:
سبق وطالبنا مرارا وتكراراً التنسيق مع الحكومة السورية في سبيل اعادة النازحين من اخواننا السوريين الى المناطق المحررة والتي اضحت آمنة، وخير مثال على ذلك عودة قسم من النازحين من شبعا الى ديارهم، وايضا رغم كل العلاقات الديبلوماسية والامنية والتنسيق في الامور الاقتصادية والكهربائية بين لبنان وسوريا، بقيت الحكومة اللبنانية كأنها لا تسمع ولا ترى حتى جاء مشروع البيان الاممي الاوروبي المشترك في بروكسل بما يضمر لنا من توطين وبما يضمر لسوريا من تفتيت وتشريد وتقسيم ليس فقط للارض انما ايضا للانسان العربي السوري.
لذلك اعلن رفضي بأسمي وباسم المجلس النيابي اللبناني مجملا وتفصيلا للبيان المذكور.
في هذا الوقت، عكس "صمت" الرئيس سعد الحريري في بداية جلسة الحكومة امس، "الفتور" الذي ساد خلال لقائه مع رئيس الجمهورية ميشال عون قبيل الجلسة، حيث فاتحه الرئيس بعدم رضاه عن اداء الوفد اللبناني الذي شارك في مؤتمر بروكسل، وسئل رئيس الحكومة عن كيفية قبوله بصدور بيان يحمل دعوة صريحة لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان، وطالبه بتفسيرات حيال عدم صدور تعليقات واضحة رافضة لهذا التوجه الدولي. ووفقا لتلك الاوساط، فوجىء الحريري برد فعل الرئيس، وبدا غير مقدر لمخاطر ما حمله البيان، رافضا اي تشكيك بنواياه، او نوايا الوفد المرافق، ورغم تاكيده على رفض التوطين، جدد رفضه اي عودة للاجئين دون اشراف دولي… ولعدم تظهير الخلاف في مجلس الوزراء، صدر لاحقا عن رئاسة الجمهورية بيان عبر فيه الرئيس عون عن رفضه لبيان بروكسل معتبرا انه يتعارض مع الدستور، ويعرض لبنان للخطر،بعد ان خيّر المؤتمر السوريين بالبقاء على الاراضي اللبنانية، مشددا على رفض هذا الكلام والتشديد على العودة الامنة والكريمة للاجئين. وقد عقد وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمرا صحافيا بعد جلسة الحكومة، جدد فيه موقف لبنان الرافض لهذا البيان، منتقدا الوفد اللبناني الذي شارك في المؤتمر… واعتبر ان "ما حصل لا يمكن السكوت عنه". بعد ان اصدرت مفوضية النازحين بيانا يخوف السوريين من العودة، وهذه التصرفات مشبوهة واضاف: "على المجتمع الدولي الكف عن تشجيع السوريين على البقاء في لبنان وعدم عودتهم الى سوريا"…
اقتراع المغتربين
ويبدا صباح اليوم نحو 12000ناخب مغترب الادلاء باصواتهم في 6 دول عربية، وقد تسجل للمشاركة بالاقتراع 82970 ناخباً، توزّعوا على 40 بلداً في 6 قارات، على أن يقترع الأحد في 29 نيسان المقيمون المسجّلون في 24 دولة غربية، بدءاً من الساعة السابعة صباحاً وحتى العاشرة ليلاً بحسب التوقيت المحلي لكل دولة… اما عملية الفرز للأصوات الانتخابية فلن تتمّ في الخارج، بل ستُنقل المغلفات عبر الحقيبة الديبلوماسية بعد ختمِها بالشمع الأحمر الى بيروت ويتم إيداعها في مصرف لبنان تمهيداً لفرزها، تزامناً مع عمليات الفرز في لبنان.
ويشكل المسجلون في الخارج 2.22 في المئة من عدد الناخبين الإجمالي البالغ 3،744،245 الذين يحقّ لهم الانتخاب وتبلغ نسبة المسيحيين من المسجلين 54.52 في المئة فيما بلغَت نسبة المسلمين 45.42 في المئة، وبينما يشكل الموارنة النسبة الأكبر من المسجلين، وبلغ عددهم 34.38 في المئة (28254 ناخباً)، بلغت نسبة الشيعة 23.02 في المئة (19100 ناخب)، والسنة 16.54 في المئة اي 13724 ناخباً، وهنا برأي اوساط سياسية مطلعة، كانت المفاجئة بالنسبة الى الوزير جبران باسيل الذي افترض ان اعداد المسيحيين ستكون مرتفعة للغاية، لكن الفارق لم يتجاوز الـ7الاف صوت… ووفقاً لتوزيع المسجّلين على المحافظات، حلّت محافظة جبل لبنان بالمرتبة الأولى بنسبة 25.70 في المئة، وحلت في المرتبة الثانية محافظة الشمال بنسبة 20.74 في المئة، أما على صعيد الدوائر الانتخابية فاحتلت المرتبة الأولى في التسجيل، دائرة الشمال الثالثة التي تضمّ أقضية: زغرتا - بشري - الكورة - البترون، بـ 12337 ناخباً، أي ما نسبته 14.87 في المئة، ونصف نسبة المسجلين تقريبا في زغرتا وحدها، وحلّت في المرتبة الثانية دائرة الجنوب الثالثة التي تضمّ أقضية: النبطية - بنت جبيل - مرجعيون - حاصبيا بـ 8737 ناخباً، أي ما نسبتُه 10.53بالمئة.
احتمالات الطعن
ووفقا لاوساط نيابية مطلعة، فان احتمالات الطعن باقتراع المغتربين، واردة، ويمكن ان تنحصر في ثلاث حالات، الاولى التشكيك في نزاهة عملية نقل الصناديق عبر "البريد السريع"، وهنا ثغرة قانونية كبيرة حيث لا يوجد اي نوع من الرقابة عليها خلال نقلها جوا… الحالة الثانية قيام حزب الله "بالطعن" نتيجة عدم وجود تكافؤ فرص بين مرشحيه ومرشحي بقية اللوائح، كونه مصنفا حزبا "ارهابيا" في غالبية الدول العربية والغربية… والحالة الثالثة،الطعن في استغلال وزير الخارجية جبران باسيل لمنصبه الرسمي وتسخيره لمعركته الانتخابية على حساب الدولة، وسط معلومات عن توفير مسبق للداتا الكاملة للمغتربين لماكينة التيار الوطني الحر قبل وقت طويل من توافرها لباقي المرشحين.
نسبة الاقتراع
وستعطي عملية الاقتراع لدى المغتربين الاشارات الاولية حيال تقبل الناخبين لتحالفات احزابهم السياسية، وفي هذا السياق، تؤكد اوساط سياسية مطلعة ان "العين" على نحو خاص على ناخبي التيار الوطني الحر لمعرفة رد فعلهم على التحالفات المصلحية التي جاءت عكس ما كانوا يتوقعونه، ويخشى "التيار" مقاطعةً جزئيةً للانتخابات في الخارج، ما يخفّض نسبة المشاركة مما سيفقده الاسبقية التي كان يعول عليها، وفي هذا الاطار شكل وزير الخارجية جبران باسيل خلية "ازمة" للتواصل مع "كتلة" مترددة لم تقتنع باستراتيجيته الانتخابية، خصوصا في دوائر المتن، وكسروان- جبيل، والشوف عالية..اما الارباك الحقيقي فيتعلق بكيفية توزيع الصوت التفضيلي في ظل انعدام القدرة على ضبط التوزيع ما سيخلق هوة كبيرة بين اعضاء اللائحة الواحدة… في المقابل تبدو مصادرالقوات البنانية وتيارالمردة اكثر ارتياحا لاحتمال اقبال الناخبين… اما بالنسبة الى "الثنائي الشيعي"، فتتولى حركة امل ادارة العملية الانتخابية في الخارج بالنيابة عن حزب الله المقيد في تحركاته، والتواصل يتم على قدم وساق لتنظيم عملية الاقتراع وتوزيع الصوت التفضيلي، ويراهن الحليفين على الشحن "العاطفي" الذي تسببت به الاحداث الاخيرة في المنطقة خصوصا العدوان الثلاثي على سوريا، لتحفيز الناخبين الذين عادة ما تستفزهم العناوين الكبرى وليس الخلافات الداخلية.
التحضيرات لـ"6" ايار
في هذا الوقت يبدو "الثنائي الشيعي" شبه مطمئن لنتائج الانتخابات المنتظرة وتعمل الماكينات على رفع الحاصل الانتخابي في أكثر من دائرة وخصوصاً في دائرة بعلبك ـ الهرمل لقطع الطريق على حصول اللوائح المنافسة على العتبة الانتخابية، لا سيما أن منافسة جدية ستدور مع اللائحة المدعومة من "القوات اللبنانية" و"تيار المستقبل"، هذه الدائرة تمثل التحدي الأكبر، اما في الدوائر الاخرى فتبدو الاوضاع مطمئنة، وبحسب المعلومات، فإن التوجه بتوزيع الاصوات التفضيلية على المرشحين على لوائح "الامل والوفاء" وغيرها من اللوائح المدعومة من "الثنائي الشيعي" تم وفق تقسيم جديد للقرى والبلدات حيث تم توزيعها الى قطاعات تنظيمة جديدة تراعي توزيع الثقل الانتخابي، وتنصب الجهود الان لرفع نسبة الاقبال جنوبا لدعم المرشح السني في حاصبيا، وكذلك في دائرة جزين -صيدا مع التشديد على الالتزام بمنح ابراهيم عازار الصوت التفضيلي الشيعي، وذلك لدعم الرئيس نبيه بري في معركته السياسية مع الوزير جبران باسيل في تلك الدائرة… اما المهمة الثانية فهي رفع الحاصل الانتخابي في دائرة بعلبك الهرمل الى أكثر من 22 الفاً لضمان فوز جميع المرشحين على لائحة "الأمل والوفاء" او بالحد الادنى خسارة مقعد سني فقط.. وهذه الاستراتيجية ستكون محور خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الثلثاء المقبل.
في المقابل ترفض اوساط تيار المستقبل والقوات اللبنانية الافصاح عن كيفية توزيع الصوت التفضيلي في دائرة بعلبك - الهرمل، لكنهما يؤكدان ان التنسيق الثنائي متواصل لتامين الفوز باكثر من مقعد، دون تحديد ماهية التوجه لان "هذه الاستراتيجية ستكون مفاجئة ولن يعلن عنها الا مع افتتاح صناديق الاقتراع… فيما يسعى "المستقبل" للفوز بالمقعد الكاثوليكي في جزين لتعويض خسارته المؤكدة لمقعد سني في صيدا.
المجلس الدستوري
في غضون ذلك، قرر المجلس الدستوري بالاجماع تعليق العمل بالمادة 49 من قانون الموازنة العامة المطعون فيه، لان المادة لا تتواءم مع الدستور، وعين مقرر بقي اسمه سريا على ان يقدم تقريره بعد عشرة ايام، وحددت جلسة جديدة في 8 أيار المقبل. وتم ابلاغ هذا القرار لكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ونشره في الجريده الرسمية… وبحسب مصادر مطلعة على مجريات الجلسة، دار جدل كبير بين القضاة قبل صدور القرار، وكاد المجلس يفشل في التوصل الى تعليق المادة49، في ظل انقسام بين تعليقها، او تعليق قانون الموازنة، لكن ارتباط الموازنة بنتائج مؤتمر سيدر رجح كفة المطالبين بحصر التعليق بمادة واحدة.
"ترحيل" الكهرباء
في هذا الوقت "رحل" مجلس الوزراء ملف الكهرباء الى ما بعد الانتخابات النيابية،وبعد الموافقة على 5 بنود من اصل 13وردت في خطة وزير الطاقة سيزار ابي خليل، لم تتم الموافقة على التجديد للبواخر الموجودة، ولم يقر بند التعاقد مع بواخر جديدة، كذلك لم يتم البت في قرار استجرار المزيد من الكهرباء من سوريا، مع العلم ان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو كان قد ابلغ المجلس بعرض من الحكومة السورية لبيع لبنان500 ميغاوات بسعر اقل من اسعار البواخر وجاهزة للتنفيذ فورا… وأعلن وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، الذي تم تكليفه باعداد تصور شامل لكيفية تأمين الطاقة، انه تم تكليف ووزير المال علي حسن خليل اجراء المفاوضات مع الشركة في ملف معمل دير عمار… وقال ان الكهرباء هذا الصيف ستكون كما كانت خلال الصيف الماضي، واذا استطعنا استجرار الطاقة في وقت سريع ستكون هناك ساعات تغذية اضافية.. وأقر مجلس الوزراء تعيينات في الهيئة العامة للمتاحف والمعهد الوطني العالي للموسيقى والمكتبة الوطنية، شملت 11 سيدة، كذلك عيّن مجلس الوزراء النائب فريد الياس الخازن سفيرا للبنان في الفاتيكان، وقرر ايضا تعطيل الدراسة يومي 4 و7 ايار على خلفية الانتخابات النيابية..